النجاح الإخباري - يتجول المصور الفلسطيني سامي شحادة في أروقة مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح بساق واحدة وآمال كبيرة في أن ينجح في الخروج من قطاع غزة لتركيب طرف صناعي يعينه على السير بطريقة شبه طبيعية والعودة لممارسة عمله الذي فقد ساقه اليمنى أثناء تأديته.

غير بعيد، ترقد سمية أبو غليبو الطفلة الفلسطينية ذات السنوات العشر بذراع واحدة بعد أن بترت اليسرى في قصف إسرائيلي على منزل أهلها في مخيم البريج.

ورغم ابتسامتها المفعمة بالأمل، فإن الأمل الذي تلاقيه كلما حاولت النهوض أو الحركة يدعوان للقلق على مصير آلاف المصابين ممن يقول أطباء فلسطينيون إن الخطر يتهدد حياتهم إن لم ينجحوا في الخروج من معبر رفح المغلق بقوات إسرائيلية منذ مطلع الأسبوع الماضي.

حتى قبل سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح البري الذي يربط قطاع غزة بمصر، كان ضعف الإمكانيات الطبية لمرافق القطاع الصحية وقلة ما يمر إليه من إمدادات طبية ينذر بالخطر على حياة المصابين منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

ينتظر شحادة يوم الخروج منذ إصابته في قصف دبابة إسرائيلية أثناء عمله في مخيم النصيرات وسط القطاع، ويقول إن إغلاق المعبر يضيق عليه الأمل في الحصول على طرف صناعي.

ويضيف من على سرير طبي بالمستشفى لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "تم إغلاق المعبر والسيطرة عليه من قبل جيش الاحتلال والآن نستنى أنهم ينسحبون من المعبر ويرجع يفتح المعبر ليرجع نسافر ونكمل علاجنا بالخارج. لأن أنا وضعي أحتاج للرعاية حتى الآن ولعمليات وأحتاج أركب طرف (صناعي) وعملية تأهيل بعد الطرف".

تتشبث سمية بذات الأمل على اختلاف موضع إصابتها، إذ بترت ذراعها بعد عودتها لمنزل أهلها لجمع بعض الملابس تعين العائلة على رحلة النزوح.

تقول "قصفوا دار عمي وطلع فيه شهيدتين ورحنا هناك ننادي عليهم وواحدة صرخت بأعلى صوتها وسمعناها وعرفنا مين هي وطلعناها من تحت الردم وودوها على المستشفى.. رجعت على المكان رجعوا قصفوا الدار تاني عندنا.. أنا كنت هناك بأسوي في الهدوم وقصفوا الدار وأصبت وطرت في الجو وهما شايليني شفت إيدي مرمية ورايا وهناك كان ورايا كتار ناس فوق ما تتخيل فوق 20 نفرا. كان هناك أخويا وولاد عمي وبنات عمي.. كلهم كانوا هناك".

وبينما يرغب شحادة في العودة لعمله الصحفي، فإن سمية تلميذة المرحلة الابتدائية تتطلع لحياة تحلم فيها أن تعمل مهندسة للديكور.

تقول سمية "أنا نفسي أصير مهندسة ديكور.. بدي أطلع برا وأطلع مهندسة..  وأتعلم".

لكنها قبل ذلك تحتاج للمرور من المعبر الذي تغلقه الدبابات الإسرائيلية وتغلق معه باب الأمل في أن تحصل سمية ومعها الآلاف من المصابين الفلسطينيين على العلاج.

تضيف الطفلة ذات الابتسامة العريضة "بدي أطلع برا وأركب لي إيد.. إن شاء الله يارب".