غزّة -مارلين أبو العون - النجاح الإخباري - الكثير من الشباب يرتادون، الأندية الرياضية المتخصّصة في كمال الأجسام، في غزة للتمتع باللياقة البدنية، وحمل الأثقال ضمن برنامج يوضع من قبل إدارة النادي والمدربين المتخصين.
وعلى الرغم من الألم والحصار اللذين تعاني منهما غزة على مدار (12) عامًا، فإنَّ سكّانها ما زالوا يصارعون لاظهار الصورة الأجمل أمام العالم.
فقد شهد قطاع غزَّة، قبل عدَّة أسابيع، بطولة محليَّة لعروض "كمال الأجسام واللياقة البدنية"، شارك فيها (75) رياضيًّا، اصطفوا على خشبة المسرح وكانت أجسادهم تتلألأ من الزيت الذي دلكوها به، في صالة "سعد صايل" بمدينة غزَّة.

 الشاب عبدالله الحور (20) عامًا. توج بطلاً على أرضه وأمام جمهوره وحُمِل على أكتاف مشجعيه في الصالة الرياضية التي غصَّت بالرجال.

الشاب العشريني محمود عكاشة القاطن في مخيم جباليا، قال  لـ"النجاح الإخباري": "منذ أن طفولتي وأنا أشاهد عبر التلفاز البطولات والمتسابقين الذين اهتموا بعضلاتهم وأصبحت بارزة بشكل مخيف، هذا الموضوع كان يستهويني كثيرًا، وكبر الحلم معي إلى أن سجَّلت في نادي رياضي واتبعت نظامًا غذائيًّا دقيقًا وتمارينًا قاسية، على أمل أن أشارك في بطولات دولية."

يواصل عكاشة:"هذه التمارين أواظب عليها منذ أربع سنوات، ولا زلت مستمرًا نحو بلوغ الهدف، فلا يمكن أن أتوقف".

يلجأ الى الانترنت

مجهود جبار وتدريب يومي ينمّ عن شخصيات مثابرة، وجدت شغفها وحاجتها لإظهار القوة والانتصار على العضلات.

 منذ طفولته، يتابع  اللاعب رائد الرن مجريات الملاكمات والمصارعة الحرة على شاشات التلفزيون. وبينما كان ينصبُّ اهتمام الآخرين على الرابح والخاسر، كان يركز أكثر على العضلات المشدودة. ويلجأ إلى فيديوهات يوتيوب ليتعرف على سبل تمرين العضلات، الواحدة تلو الأخرى. هاتفه مليء بالتطبيقات التي تتخصَّص في تمارين بناء العضلات وتدويرها. وعندما يذهب إلى النادي الرياضي يطبقها لساعات مع المدربين وبقيَّة الشباب المهتمين.

أما الشاب اللاعب أحمد أبو زايدة، والحاصل على المركز الأول في البطولة ضمن فئة (70 كجم)، قال: "إنَّ الفوز الذي حظي به في البطولة جاء بجهود فردية، موضّحًا حجم المعاناة التي يعانيها لاعبو كمال الأجسام في غزَّة، في ظلِّ ضعف الدعم المقدَّم لهم.
ويؤكّد اللاعب أبو زايدة (25 عامًا) من مخيم جباليا للآجئين الفلسطينيين، نجاحه في انتزاع لقب المركز الأوَّل من بين خمسة منافسين له عن وزن (70) كيلوجرامًا، قائلًا: "القادم جميل، وأتمنى أن أحقّق حلمي في الفوز ببطولات عالمية".

وعن الصعوبات التي تواجه المتدربين والنوادي في هذا الجانب
قال رأفت شاهين، نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكمال الأجسام، على هامش البطولة: "نأمل أن تُخرّج تلك البطولة والبطولات السابقة واللاحقة فريقاً قادراً على المشاركة
ورفع العلم الفلسطيني في المحافل العربية والدولية».

كما أنَّ هذه الرياضة تواجه صعوبات عديدة في القطاع، من ضمنها نقص التمويل، وإغلاق المعابر وتحكُّم إسرائيل بجوازات المواطنين وحياتهم."


  أندية خاصة
16 نادياً يرتادها الشباب تنضوي تحت لواء الاتحاد الفلسطيني لكمال الأجسام، الكابتن عيسى (36) عامًا وهومدرب في إحدى النوادي الخاصة، قال لـ" النجاح الإخباري": "يجب توعية الجمهور الفلسطيني فهو من أهم أسباب زيادة الإقبال على رياضة كمال الأجسام، كما أدعو إلى ضرورة وجود مدربين ذوي خبرة عالية، لكي يخرج جيلًا رياضيًّا قادرًا على المنافسة الدوليّة.

وطالب عيسى  بتوفير الرعاية الرسميّة والمجتمعية للارتقاء بالشباب الممارسين لها.

فوائد جمة لرياضة كمال الأجسام.

ومن الناحية الطبيّة استفسرنا عن الجانب الصحي لرياضة كمال الأجسام والتقينا الدكتور خالد اسماعيل استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية الذي قال:" تُقلّل رياضة كمال الأجسام من خطر تطور مرض القلب التاجي، من خلال المشاركة في الأنشطة البدنية، مثل: تمارين رفع الأثقال، والتمارين الرياضية، كما تحدّ رياضة كمال الأجسام من ارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وارتفاع الكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى أنَّ لها تأثيرًا كبيرًا على العضلات، والعظام، والمفاصل، حيث تبقي الجسد والعضلات قويّة ومرنة، وتساعد على الحدّ من الإصابة بهشاشة العظام، والتهاب المفاصل."

جدير بالذكر أن الاتحاد الفلسطيني لكمال الأجسام بدأ عمله في الأراضي الفلسطينية منذ عام (1973) باسم (اللجنة العامة لكمال الأجسام في الضفة الغربية وقطاع غزَّة)، ثمَّ تكوَّن الاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال وكمال الأجسام عام (1986)، ثمَّ انفصل لاتحادين (لرفع الأثقال)، و(لكمال الأجسام) عام(1993).