هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - "القوة التي استرجلت بها كأول مسعفة في الميدان بمسيرات العودة أتحدى أن أجدها عند أي شخص"، بهذه الكلمات عبرت الشهيدة المسعفة رزان النجار (21 عامًا) قبل ارتقائها، وصدقت ذات المعطف الأبيض التي أصيبت مرات عدة بالاختناق وقنابل الغاز بقدمها ويدها، وأصرت على تسخير حياتها لإنقاذ المصابين، وكانت السبب الأول لتوجه العشرات من المسعفين والمسعفات للتطوع في الميدان في مسيرات العودة.

وفي تحدٍ صارخ لكل القوانين الدولية استهدفها الاحتلال مباشرة في منطقة الصدر، وفي تفاصيل الجريمة أوضحت صحة غزة أن قوات الاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين العزل شرق خانيونس. وعلى الفور حاول فريق المسعفين الذين يلبسون المعاطف الطبية البيضاء التقدم لإخلاء المصابين.

وتوجه فريق المسعفين لإخلاء المصابين رافعاً كلتا يديه تأكيداً على عدم تشكيله أي خطر على قوات المحتل المدججة بالسلاح.

وعلى الفور أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي بشكل مباشر على صدر المسعفة رزان، مما أدى إلى استشهادها وإصابة عدد آخر من المسعفين.

رزان النجار تبكي مندوب فلسطين في مجلس الأمن

 

رزان أثرت بمشاعر الكثير وأبكت من هم داخل فلسطين وخارجها، حيث أدى استشهادها دخول مندوب فلسطين لدى مجلس الامن الدولي رياض منصور في نوبه بكاء اثناء ذكر اسمها في المجلس.

وجاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة والتي ناقشت مشروع قرار كويتي يطالب بحماية الشعب الفلسطيني، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو لإجهاضه.

وصرح منصور: "نتيجة التصويت في مجلس الأمن حول مشروع القرار الكويتي لتوفير الحماية الدولية لشعبنا لن تزيدنا إلا إصرارا على مواصلة العمل حتى إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا".

كما أجرى رئيس دولة فلسطين محمود عباس اتصالا هاتفيا مع أشرف النجار، معزيا باستشهاد ابنته رزان شهيدة الواجب الانساني، التي استشهدت أمس شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، مؤكدا أن استهداف الطواقم الطبية دليل قوي على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية لشعبنا.

جماهير غفيرة تشيع "الملاك"

هذا عدا عن التأثير الواضح على نفوس أهل قطاع غزة أثناء تشييع جثمان الشهيدة، وهتف المشيعون عبارات تطالب المقاومة بالثأر لدماء الشهيدة النجار، وعبارات تدل على استمرارهم بالمشاركة في مسيرات العودة على حدود القطاع.

وأدانت الجامعة العربية جريمة القتل المتعمد التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق النجار، وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تصفيتها.

ودعت في البيان الصادر عن قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، اليوم منظمتي الصحة العالمية، وأطباء بلا حدود، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والأطر الصحية إلى عدم المرور على هذه الجريمة، وملاحقة المتورطين فيها، وإجبار إسرائيل على احترام المعاهدات الدولية الخاصة بعمل الأطباء والمسعفين.

وحذرت من استمرار ممارسات الاحتلال الوحشية بالتعامل مع المتظاهرين السلميين من المدنيين الفلسطينيين، إذ تضاف هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الإسرائيلية إلى سلسلة جديدة في فصل الإرهاب الإسرائيلي، الذي لا يوفر الحماية للطواقم الطبية والمسعفين، ويلاحق الصحفيين، ويستهدفهم مع سبق الإصرار، وينفذ ضدهم الإعدام بدم بارد.

وطالب البيان، المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن في التحقيق بجرائم الاحتلال الاسرائيلي وملاحقة المسؤولين عنها ومحاسبتهم، وتحمّل مسؤولياتهم في التصدي لجرائمها من خلال توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، كون هذه الجريمة تشكل انتهاكا جسيما لمبادئ القانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة.

شهيدة الوحدة

بدوره قال رئيس الهيئة العليا لمسيرات العودة خالد البطش في كلمة له قبيل أداء الصلاة على جثمان الشهيدة النجار إن المنظومة الدولية أمام اختبار بعد اغتيال المسعفة رزان، لافتا إلى أنها شاهدة على عنجهية الاحتلال وآلة بطشه بحق الفلسطيني، ومشددا على استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار بأدواتها السلمية.

وأضاف البطش "كيف سنلاقي رزان يوم القيامة إذا تراجعنا عن عهدها ودمها، لذا سنستمر في مسيرات العودة".

وأوضح أن الشهيدة النجار "شهيدة الوحدة" في مسيرات العودة، مؤكدا أن مسيرات العودة تُعبر عن إرادة شعبنا وكلمته الرافضة لكافة مخططات ترمب، ومحاولة دفعه للوطن البديل بعيدًا عن ارضنا، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

وجدد البطش التأكيد على استمرار العمل في خطين متوازيين "وفاءً لدماء شهدائنا وحماية مشروعنا الوطني".

وبين أن سيتم العمل في المسيرات السلمية خط، بموازاة خيار الاعداد والرد على جرائم الاحتلال من قبل المقاومة.

شهيدة الوحدة تدفع الاحتلال تبرير الحدث

بعد الضجة التي أثارتها رزان أعلن الاحتلال الإسرائيلي، أنه سيحقق في مقتلها على يد قواته أثناء احتجاجات على الحدود مع قطاع غزة يوم الجمعة.

وبحسب الاحتلال، فقد كان مسلحون فلسطينيون هاجموا قواته على طول الخط الحدودي بالرصاص وقنبلة يدوية.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قال في بيان، إنه "دائما ما يسعى لاستخلاص الدروس والحد من عدد القتلى والمصابين في منطقة السياج الحدودي مع قطاع غزة.. لسوء الحظ تتعمد منظمة حماس الإرهابية وبشكل منهجي تعريض حياة المدنيين للخطر"، بحسب زعمه.

وما تواجهه الطواقم الطبية خلال مسيرات العودة خطير جدا، هذا ما أوضحته صحة غزة، وأشارت في تصريحات صحفية إلى ان نوع الاصابات الابرز هي بالغاز المسيل للدموع، حيث وصل مجمل الاصابات بالغاز والرصاص الحي والمطاطي حتى الان الى 239 اصابة، وارتقاء شهيدين هما المسعف في الدفاع المدني موسى ابو حسنين والذي كان يعمل مع رفاقه شرق غزة، والمسعفة المتطوعة في الاغاثة الطبية رزان النجار، والتي كانت تعمل في النقطة الطبية شرق خان يونس، وتضرر 37 سيارة إسعاف خلال مسيرة العودة الكبرى.

وباستشهاد المسعفة "رزان النجار" يرتفع عدد الضحايا جراء اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على مسيرات "العودة" السلمية منذ انطلاقها قبل شهرين، إلى 119 شهيدًا، إضافة لإصابة أكثر من 13 ألفا.

Image may contain: one or more people and outdoor

Image may contain: one or more people and outdoor