عاطف شقير - النجاح الإخباري - لا يزال الشعب الفلسطيني يسطر أروع ملاحم البطولة والتصدي لمخططات الاحتلال رغم ليل الاحتلال الطويل، فالدبلوماسية الفلسطينية بزعامة الرئيس سطرت أولى نصرها في منصة الأمم المتحدة بالحصول على قرار مناهض لقرار ترامب الذي اعتبر القدس عاصمة لإسرائيل.

 وعهد التميمي التي سطرت عهدا جديدا مع الاحتلال رافضة أي نوع من أنواع الذل الاسرائيلي على الأرض الفلسطينية، هذه الروح الفلسطينية لا يمكن لمتغطرس أن يكسر أرادتها.

انتصار الشرعية الدولية

   قال الدكتور ناجي شراب المحاضر في العلوم السياسية في جامعة الأزهر:" هذا القرار ليس القرار الأول الذي تصدره الجمعية العامة بالنسبة للقدس، والإقرار بوضعها تحت الاحتلال الإسرائيلي، وعدم الإعتراف بأي تغييرات على الأرض تقوم بها إسرائيل لتغيير هذه الصفة.

واضاف في مقال له "فهذا القرار تأكيد لقرارات مهمة مثل القرارين رقم 2253 و2254 الصادرين في 14-7-1967 واللذين يطالبان إسرائيل بالتوقف عن أي سياسات وإجراءات تغير وضعية مدينة القدس، والغاء جميع ما قامت به من تغييرات على الأرض. والملاحظ امتناع سفير الولايات المتحدة عن التصويت على القرارين المذكورين. وأهمية ذلك أن الشرعية الدولية كل لا يتجزأ ، ولها صفة الديمومة والإستمرارية فهذه القرارات الدولية لا تسقط بالتقادم، عكس القرارات التي تتخذها الدول التي قد تلغى أو تعدل وفقا لمصالح الدول ذاتها.

و ختم شراب "الأهمية الأخرى أن الشرعية الدولية لها السمو على أي قرارات تصدرها الدول، فالشرعية الدولية تجبّ وتلغي ما دونها من قرارات تتخذها الدول. فالسمو للشرعية الدولية، حتى لو إفتقدت الشرعية الدولية القوة اللازمه لتنفيذها. وعلى الرغم من ذلك فالشرعية الدولية التي يمثلها القرار الأخير للجمعية العامة لها جانبان هامان.
 

عهد لا زالت على العهد

قال عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى في مقال له:"هنا عهد التميمي، هنا فلسطين، هنا القدس، من قرية النبي صالح الى شارع صلاح الدين حتى باب العمود، ومن العيسوية حتى وادي سلوان، ومن جبل المكبر حتى جبل الطور، عهد التميمي تصهل في الساحات الدامية، منذ ان خلقها الله تدافع عن طفولتها القادمة، تشتبك مع الليل والجنود والطغاة، تسقط ثم تنهض ثانية، دم طفلة ، صرخة اسيرة، تتناثر الآن على ايامنا الغابرةط.

 وأضاف "هنا عهد التميمي، هنا فلسطين، هنا القدس، فلتثمر الجثة الخالدة، وليكن ثمرا ناضجا مباركا رطبا طائرا اخضر يصل الآن من افق اللحظة العابرة، وليكن صوت انتفاضة الحجر والشجر والآيات والموجات والصرخات وما يحرك جمر التاريخ والذاكرة".

 وتابع قراقع في مقال له "هنا عهد التميمي، هنا فلسطين، هنا القدس، عهد ركلت وصفعت وطردت المحتلين من حياتنا، طردت السجان من غرف النوم والزنازين، طردت المستوطن من حقولنا، طردت الخوف والخنوع والتراجع والتعب، طردت القاضي العسكري من المحكمة، كسرت القيد، فتحت الابواب الموصدة ، عهد ابنة الزيتون والتين، كاهنة العشب الأخضر ودوالي العنب، عهد حركت كل ما فينا من حق وبرهان وغضب".

هنا عهد التميمي، هنا فلسطين ، هنا القدس، صاعدة الى أعالي الكرامة، فاتحة بلا سيف ولا رمح، مدججة بالتهاليل والزغاريد، حركت الرياح شرقا غربا، شمالا جنوبا،حارسة بيتنا وعظام اجدادنا ، حارسة خطواتنا من جبال الكرمل حتى صحراء النقب.