خاص - النجاح الإخباري - أدى القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء الماضي باعتبار مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، إلى انتفاض الشارع الفلسطيني، والعواصم العربية والعالمية، ضد القرار مطالبين الولايات المتحدة بالتراجع عنه، فيما ستعقد قمتين طارئتين للدول الإسلامية في تركيا، وأخرى عربية في الأردن لمناقشة سبل الرد للضغط على واشنطن للتراجع، الأمر الذي ستجيب عليه الأيام القادمة.

وخلال حلقة خاصة في برنامج سيناريوهات الذي يبث على فضائية النجاح مساء الأحد، أكد المحلل السياسي أمجد أبو العز أن الأوضاع بعد قرار ترامب، ستزداد سوءًا، حيث أن الضغوطات ستزداد على القيادة الفلسطينية للذهاب بنفس الاتجاهات السياسية التي يؤمن بها ترامب ومستشاريه.

وقال خلال أبو العز، أن هناك مخطط للمنطقة وتصور لحل الصراع عن طريق الضغط على الرئيس محمود عباس، مشيرًا أن هذا المخطط يقوم على بعد سياسي واقتصادي، وتحويل الصراع من صراع عربي إسرائيلي إلى صراع عربي - إيراني.

وأضاف أن الرد الفلسطيني لم يكن بالمستوى المطلوب، حيث أن الهوية الفلسطينية مشتتة ولا يوجد إجماع بين الفصائل على طريقة الرد على القرار الأمريكي، موضحًا أن القيادة الفلسطيني ليست على أجندة الكثير من الدول العربية كونها مشغولة بمشاكلها.

وأشار إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية تُقرر خلف أبواب مغلقة بالتعاون مع اللوبي الصهيوني، أما موقف الولايات المتحدة فيقوم في إطار اللوبي الصهيوني والمستشارين والحلقة التي تحيط بالرئيس الأمريكي، لافتُا إلى أن ترامب يثق بالجيش الأمريكي ومستشاريه.

وأردف إلى أن الاتحاد الأوروبي يرفض الإجراءات الإسرائيلية لكن على أرض الواقع يتبناها، وبهذا السياق هناك موقفان موقف قانوني شكلي وموقف فعلي على أرض الواقع ممكن أن يخالف الموقف القانوني.

وأشار إلى أنه من الممكن تجميد قرار نقل السفارة إذا رأت الولايات المتحدة أن مصالحها الحيوية ستضرر، لذلك أبقت القرار مفتوح دون تحديد ماهيته، علمًا بإن إسرائيل رأت أن الوقت الحالي هو الأنسب لنقل السفارة نتيجة للصراعات العربية والمشاكل الفلسطينية الداخلية وتشتت القيادات.

وأضاف أن هناك طبخة تعد للمنطقة، بناءً عليها التقى الرئيس الأمريكي بعدة زعماء من الشرق الأوسط خلال أول 90 يوم من تسلمه منصبه، مشيرًا إلى أن ترامب يعرف ماذا يفعل؟ هو مهتم بالاقتصاد والأمن.

وعلى الصعيد الفلسطيني أوضح أبو العز أنه إما أن نكون جزء من اللعب أو خارجها، منوهًا إلى أن البعد الديني للقدس أعاد القضية الفلسطينية للساحة الدولية.

وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الوحيدة القادرة على الضغط على إسرائيل، مضيفا أن الدول الأوروبية لا تستطيع تحدي الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولا تملك الرغبة، وغير قادرة على التأثير على إسرائيل.

المطلوب مقاطعة لإسرائيل وسحب سفرائها من الدول العربية

وخلال مداخلة هاتفية له في برنامج "سيناريوهات" قال مدير وكالة بترا الأردنية باسم الخطايبة بواشنطن: "انتهى اللقاء العربي كاللقاءات السابقة لم يصدر قرار حاسم، دائمًا نندد وندعو للصبر لا أرى أي جديد باجتماع الوزراء العرب".

وأضاف: "لا تسمن هذه الاجتماعات ولا تغني، يجب مقاطعة اسرائيل وسحب سفرائها على المستوى العربي".

وأكد أن قرار ترامب خاطئ 100% وغالبية الشعب الأمريكي لا يؤيده ولم يتوقعه، حتى داخل الكونغرس فالقرار غير مقبول تماماً، وهذا القرار جاء إرضاءً لصهر ترامب كوشنر، مشيرا إلى أن عدة دول رفضت القرار.

وأضاف أن مجموعة مظاهرات منددة بالقرار خرجت في نيويورك ونيو جيرسي وفي فلوريدا وكاليفورنيا.

قمة الاستثنائية ستكون الخطوة الأولى في مواجهة القرار

من جانبه، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في مداخلة هاتفية أن الخطوة العربية الأولى تجاه قضية القدس، ستكون بعقد قمة استثنائية في غضون شهر من الآن، قد يكون مقرّ انعقادها في العاصمة الأردنية عمّان، بحسب ما نصّت عليه قرارات اجتماع وزراء خارجية الدول العربية.

واعتبر حسام زكي بأن القمة المنتظرة ستكون هي الخطوة الأولى في مواجهة القرار الأمريكي، ومحاصرة الآثار السياسية المترتبة عليه، وللحيلولة دون اتباع دول أخرى الخطوة الأمريكية.

وأكد زكي على عدم رضى المسؤولين العرب من القرار الأمريكي، ولا أحد تعامل مع القرار على أنه قانوني أو طبيعي، ولكن المشكلة تكمن في قوة السياسة الأمريكية.

وفي الحديث عن أهمية صدور قرار عربي رسمي يلزم بمقاطعة البضائع الأمريكية، عبّر زكي عن خشيته من أن يكون ذلك القرار في غير صالح العرب أنفسهم، إذا تمت المعاملة بالمثل. وأن المعركة ستكون دبلوماسية، وان قرار المقاطعة تم مناقشته في اجتماع وزراء الخارجية العرب.

كما أوضح زكي أن فترة إعطاء شهر حتى تعقد القمة العربية، ستكون فترة اتصالات دبلوماسية من أجل إقناع الولايات المتحدة بالعدول عن قرارها، وخروجها من "الورطة" التي وضعت نفسها فيها.