نهاد الطويل - النجاح الإخباري - من السعودية الى الكويت .. ما الذي ناقشه الرئيس محمود عباس  على ضوء تدحرج المشهد في الداخل السعودي في وقت يقول فيه مراقبون إن جميع الملفات تبدو اليوم مفتوحة؟

ثلاثة مسائل ..

وتفصيلا لما سبق رأى الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب أن ثمة " ثلاثة مسائل" تضمنتها الأجندة الرئاسية في السعودية  لجهة التحركات الاميريكية وامكانية طرح مبادرة لعودة المفاوضات ومسألة السلام الإقليمي.

وربط حرب لـ"النجاح الإخباري" الأربعاء سياق الزيارة في إطار التنسيق على ضوء التحرك الأمريكي في المنطقة، خاصة أنها جاءت عقب زيارة صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر للسعودية قبل نحو 10 أيام، وما يجري الحديث عنه حول "صفقة القرن".

والمسألة الثانية بحسب حرب " ما يتعلق بالمصالحة الوطنية وذلك للتشاور الثنائي بشأن مجمل الملفات الفلسطينية والعربية".

وعلى جانب اخر، فإن المسألة الثالثة مرتبطة بالتصعيد الإقليمي وتوضيح المواقف من التحالفات الاقليمية فيما يتعلق بإيران وحسم موقف فلسطيني مؤيد للتحركات السعودية على هذا الصعيد.

 "لكن ليس كما فعلوا بلبنان" استدرك حرب.

وأطلع الرئيس عباس خلال الاجتماع، الملك سلمان، على آخر التطورات الجارية في ملفي المصالحة والتسوية السياسية وذلك بحسب ما أوردته الوكالة الرسمية "وفا".

وبالنسبة للزيارة المرتقبة الى الكويت أكد حرب أن " الأمر يتعلق بزيارة عادية تبحث العلاقات الفلسطينية الكويتية من ناحي، وكذلك التطورات الداخلية الفلسطينية "المصالحة" والإقليمية من ناحية أخرى.

كما وضع حرب الزيارة في سياق مشاركة الرئيس أبو مازن بافتتاح مؤتمر حول الطفل الفلسطيني في ظل الاحتلال والذي ترعاه دولة الكويت أيضا.

في سياق أمرين

الكاتب سليمان بشارات أكد أنه من غير الممكن أن نفصل بين ما يجري في المنقطة العربية بمعزل عن القضية الفلسطينية، وهذا هو حال القضية لمركزيتها بين قضايا الشرق الأوسط وعلى المستوى الدولي.

وأضاف بشارات لـ"النجاح الإخباري" :" من هنا فإن زيارة الرئيس محمود عباس إلى الرياض، وما يعقبها من زيارته إلى الكويت تأتي ضمن سياق أمرين، الأول هو مزيد من حشد الدعم والاصطفاف العربي مع القضية الفلسطينية".

الأمر الآخر بحسب بشارات، هو تطلعات الفاعلين السياسيين في المنقطة إلى لعب دور هام في أي خطوات مستقبلية تتعلق بالقضية الفلسطينية وخاصة على صعيد عملية السلام.

"بالتالي فإن هذه الزيارة تكتسب أهميتها في الوقت الحالي نتيجة شكل وطبيعة الحراك العربي والدولي فيما يخص بترتيب أوراق المنطقة، وإنعكاس كل هذه الترتيبات على مستقبل القضية الفلسطينية ، وهذا ما يتطلب أن تكون القيادة الفلسطينية على إطلاع واتصال مستمر على ما قد يجري." أكد بشارات.

لا علاقة للزيارة بكل ما يقال!

ورأى مراقبون أن الزيارة لم تكن مفاجئة، ولم تأت على عجل، ولم تكن خارج برنامج عمل الرئيس عباس، وجرى الإعداد لها بهدوء.

ويؤكد الكاتب نبيل عمرو أنه من السابق لأوانه التعليق على الزيارة إذ لم تتضح أسباب هذه الدعوة التي تترافق مع تغيرات كبيرة في المملكة.

وقال عمرو في اتصال مع "النجاح الإخباري" من العاصمة عمان الأربعاء :" إن الزيارة لا علاقة لها بكل ما يقال على الساحة الإعلامية، بل سعيا من الرئيس محمود عباس لحث الرياض على وضع ثقلها السياسي والاقتصادي مع حلفائها الدوليين، خاصة إدارة الرئيس ترامب، لبلورة رؤيتها للصفقة التاريخية المنتظرة."

وشدد عمرو في الوقت ذاته على السعي الفلسطيني المستمر لتحفيز الرياض لاستخدام نفوذهما مع مراكز السياسة العالمية للضغط على إسرائيل لإلزامها بوقف الاستيطان الاستعماري وذلك على ضوء ما كشفت عنه مصادر رفيعة في البيت الأبيض عن نجاح مساعي الدبلوماسية السعودية في إجهاض مشروع قانون"القدس الكبرى"، الذي تراجع عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مؤخرا.

وكان ممثلون اميركيون عن البيت الأبيض قد أجروا مفاوضات مع نظرائهم من دول المنطقة وأبرزها السعودية، وذلك لبحث عملية السلام في الشرق الاوسط، وهو ما يعطي صورة أوضح لسياق الزيارة الخاطفة.

وفي هذا الإطار شدد عمرو على أن زيارة الرئيس عباس جاءت على خلفية الزيارة السرية التي قام بها كوشنير، المستشار الرفيع الى السعودية، قبل أسبوعين، بمرافقة المبعوث الخاص للعملية السياسية جيسون غرينبلات، في محاولة لدفع العملية السلمية.

ويقدر عمرو أن الرياض أطلعت الرئيس عباس على فحوى المحادثات مع كوشنير وغرينبلات، وناقشت معه المساعدات الاقتصادية للحكومة الفلسطينية. 

قام صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “غاريد كوشنر” بزيارة السعودية سرا (وكالات)

الرواية الرسمية

مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي قال للإذاعة الرسمية في وقت سابق انه تم إطلاع خادم الحرمين على آخر مستجدات العملية السياسية والاتصالات مع الإدارة الأمريكية وتطورات ملف المصالحة، والتأكيد الفلسطيني على الموقف الثابت في دعم المملكة والوقوف الى جانبها في مكافحة "الإرهاب".

 وكان الرئيس عباس قد وصل الى الرياض يوم الإثنين الماضي، قادما من شرم الشيخ المصرية حيث شارك في المؤتمر الدولي الأول للشباب، والتقى بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي.

وقال بيان صادر عن الرئاسة المصرية، إن السيسي أكد لنظيره عباس أن بلاده "ستواصل جهودها لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حتى التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، مشيراً إلى "أهمية مواصلة جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام". بحسب بيان الرئاسة المصرية.