أنوار نصر - النجاح الإخباري -  

بضائع مكدسة وازدحام شديد، وأفواه لا تتوقف عن الطلب، وبائع لم يتعبه الصراخ منذ الصباح (4\10_5\10 قرب يا طيب) كل هذا وأنت تتجول في مركز المدينة تبحث عن مواد غذائية ذات السعر المقبول والتي توفر الاحتياجات اليومية الأساسية على الأقل، ولا بد أيضا أن يلفت انتباهك أن معظم المحال التجارية في مدينة نابلس تضع في المقدمة بضائع تجذب اهتمام الزبائن وتوفر المال لدى المواطن وتضعها في جيبة التاجر تحت مسمى(عروض خاصة).

وفي ظل الغلاء المعيشي الذي يخيم على المدينة وارتفاع أسعار المواد الغذائية يقول تحسين عبد الرحيم 53 عام: " اعتدنا على اقتناء مثل هذه المعلبات ذات الأسعار المنخفضة، لأنها تلبي احتياجاتنا اليومية ولا تكلفني الكثير من المال خاصة إني مسؤول عن عائلة كبيرة يصعب تلبية متطلباتها الدائمة، لذلك اشتري حسب العرض المتوفر رغم معرفتي بان انتهاء صلاحيتها على الأبواب."

مرام عتيق 22عاماً من مدينة جنين تعرضت لتسمم جرثومي في المعدة عدا عن تلبك حاد في البطن بسب لوح من الشوكلاتة الألمانية ذات العروض تقول: " عندما يبدأ العدد التنازلي لصلاحية هذه المنتجات يتهافت التجار لعرضها لتخلص من الكميات المكدسة في المخازن وبتالي ترى إقبال عدد كبير من الناس على شرائها وخاصة من هم ذو دخل محدود، ومن أعراض تلف قطعة الشوكلاتة التي تناولتها تغير في اللون والطعم، وعندما عرضتها على محلل للأغذية أكد لي أنها من تسببت بالمرض في المعدة."

في حين علقت آلاء صقر26عاماً من نابلس انه لا انصح بالاقتراب من هذه العروض لأنها تضر بصحته وصحة أبنائه مضيفة: " في إحدى المرات قمت بشراء عده أصناف ذات العروض من بينها عبوة حليب سائل تنتهي صلاحيتها بعد فتره قصيرة لأكتشف فور نزع الغطاء أنها تالفة وذات رائحة كريهة جدا وعند مراجعة صاحب السوبر ماركت قام بإعطائي علبتين إضافيتين لأنسى الحادثة من باب قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق".

 

  قانونية المنتجات

بين رئيس جمعية حماية المستهلك إياد عنبتاوي إن مثل هذه المنتجات تكون قانونية ولا شك فيها حتى لو بقي على تاريخ انتهائها يوم واحد، ولا نستطيع ضبط مخالفة لتاجر ما دام المنتج ساري المفعول وصالح للاستعمال.

في حين وضح عنبتاوي أن معظم التجار يلجأون لهذه الطريقة من البيع من أجل التخلص من البضائع المكدسة في المخازن حتى لو على حساب خسارة التاجر.

وأضاف " أن التلف في مثل هذه المنتجات يكون سببه في أغلب الأحيان تخزينه بطريقه غير صحيحة، أو تعرض المعلبات أثناء عملية الشحن إلى ضربات تؤدي إلى إتلافها وعدم صلاحيتها، لذالك يجب التخلص منها وعدم عرضها للبيع كما يفعل بعض التجار."

أما في حالة وصول شكوى عن بيع منتجات منتهية الصلاحية فيتم التأكد من خلال إرسال لجنة فحص ويتم اخذ الإجراءات اللازمة بحق صاحب المنتجات(البائع)، وقد سجل في الآونة الأخيرة بعض حالات التسمم ،ولكن اُكتشف أنهم لم يستعملوا منتجات العروض بعد شرائها مباشرة.

بدورها، حذرت خبيرة التغذية الدكتورة ياسمين رنو عن خطورة بعض المنتجات التي شارفت صلاحيتها على الانتهاء والتي قد تكون بداية تعرض الطعام للفساد الغذائي،  حيث وضحت رنو" إن اقتراب انتهاء الصلاحية يعني انتهاء فعاليه المادة الحافظة التي تمنع نمو البكتيريا."

وأشارت ياسمين إلى بعض المشاكل الناجمة عن هذه المعلبات التي تعرض المستهلك للتسمم الغذائي، الإسهال والألم الحادة في أسفل البطن بسبب نمو بعض أنواع الفطريات على الغلاف الداخلي للمنتج تبث سموم للجسم ويكون أكثر عرضة للإصابة بمرض السرطان.

وأوضحت رنو في حديثها أن بعض المنتجات مثل المعلبات إذا لم تحفظ بشكل سليم أو تعرضت أثناء فترة التخزين إلى انبعاج أو ظهرت عليها علامات الانتفاخ فهذه إشارة إلى أن المنتج غير صالح للاستهلاك.

في حين نصحت المواطنين بالابتعاد عن هذه العادات الغذائية وانه في حالة شراء مثل هذه المنتجات يجب التأكد من تاريخ صلاحيتها بدقة التي يفضل أن تكون فبل شهر من تاريخ الانتهاء واستهلاكه بشكل مباشر.

من الجدير ذكره أن وزارة الصحة لم تسجل في الآونة الأخيرة كثيراً من حالات التسمم الناجمة عن بضائع العروض، إلا أنها موجودة ولكن بسب اقتصار بعض المواطنين علاج الحالة في المنزل.