متابعة النجاح - النجاح الإخباري - لا زالت القراءات للتحركات واللقاءات الأميركية- الفلسطينية تأخذ حيزا كبيرا في وسائل الإعلام، فهناك من يرى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاد في تحركاته، واخرون يعتقدون انه يريد الإمساك بالعصا من منتصفها، ولهذا الغرض فتح نافذة من الحوار مع الفلسطينيين، بينما يرى البعص أن كل ما تريده الإدارة الأميركية، هو إدارة للصراع فقط لا غير.

المحلل السياسي وأستاذ الدراسات الدولية، الدكتور أحمد عزم عقب على الزيارة الأخيرة للمبعوث الأميركي إلى رام الله واجتماعه مع الرئيس عباس بالقول: "الرئيس الأمريكي ترامب خفض التوقعات لدى الفلسطينيين تجاه إيجابية السياسة الأمريكية منذ حملته الانتخابية، ومع أنه تراجع عن نقل السفارة، ولم يؤيد موضوع الاستيطان، إلا أنه لا يوجد أي معارضة للاجراءات الإسرائيلية على الأرض".

وحول موضوع حل الدولتين الذي أشار إليه الرئيس عباس سابقا بأنه الرؤية الاستراتيجية، يقول عزم: "الزيارات الأمريكية منذ 20 عامت أو أكثر، وهي ترتكز على مبدأ حل الدولتين، وما يطرحه الطرف الأمريكي منذ أشهر من وصول ترامب للرئاسة بأنه لا يمانع من حل الدولتين، وهذا ليس جديدا بل جاء نتيجة المفاوضات الثنائية التي عقدت عبر العقود الماضية".

وأشار إلى أن الفلسطينيين منذ ثلاث سنوات قد وصلوا لقناعة بأن الحل السلمي دون ضمانات ورعاة دوليين حقيقيين ودون موقف دولي أصبح عبثيا.

وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت كشفت أن ترامب يعد لمؤتمر إقليمي يجمع فيه الإسرائيليين والفلسطينيين ودول عربية في مايو المقبل معتبرة أن جهود السلام دخلت مرحلة متقدمة.

وعلق عزم على ذلك: "إن كان ترامب سيعقد قمة إقليمية، فيمكن أن تكون على غرار عملية مدريد في 1991، والتي تهدف إلى أمرين: الأول إقليمي، والثاني فلسطيني- إسرائيلي، بحيث إن يحدث تقدم في تطبيع العلاقات العربية - الإسرائيلي، ومن المستبعد حدوث هذه التطبيع في حل المسألة الفلسطينية".

وكان وزير الخارجية رياض المالكي قال اليوم إن القيادة تتابع بتفاؤل حذر الاتصالات الأمريكية لإعادة إطلاق مفاوضات جادة، وأنها تنظر بإيجابية للانفتاح الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، وأنه من المبكر الحديث عن العودة المفاوضات.  

فيما يرى المحلل عزم أن ترامب يريد أن يعود الفلسطينيون إلى المفاوضات الثنائية بدون أي ضمانات أو أي ضغط يميني، ويريد أن يستمر النظام الإسرائيلي بمشاريعه الاستيطانية، وبالتالي تستفيد إسرائيل من إضاعة الوقت بفرض حقائق جديدة على الأرض.

إدارة صراع 

وبدوره عقب المختص بالشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، على ما جرى في الآونة الأخيرة من تواصل بين الإدارة الأمريكية والقيادة الفلسطينية "حديث الرئيس الأمريكي ترامب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليس ليعمل معروفا للفلسطينيين، ولكن لصالح الأمريكيين وانتصارا لهم، والإدارة الأمريكية لا تريد أن تخسر أي من الشقين الإسرائيلي والفلسطيني، فالإدارة الأمريكية تراجعت كثيرا في الشرق الأوسط منذ 10 سنوات في ليبيا وسوريا وغيرها، وخسارتها لأي من الورقتين تعد خسارة كبيرة لها".

وقال الهندي "إن الورقة الفلسطينية من أهم الأوراق التي تملكها الولايات المتحدة الأمريكية في كل العالم، نظرا لأهمية وموقع القضية الفلسطينية في كل الصراع الذي يجري في العالم".

وبالنسبة لردود الفعل الإسرائيلي على المراسلات الأمريكية الفلسطينية، اوضح الهندي أن إسرائيل لا تمتلك إستراتيجية واضحة مع الفلسطينيين، وأن كل ما تريده إدارة صراع مع الفلسطينيين لفرض حل ما عليهم، وأن موضوع حل الدولتين تآكل كثيرا منذ العشرين سنة الماضية، وتمثل هذا من خلال صعوبة تقديم الإسرائيليين أي شيء للفلسطينيين.

وأضاف: "إجمالا حل الدولتين هو لصالح الإسرائيليين أكثر من الفلسطينيين، وما زال الفلسطينيون يملكون أوراقا قوية تمثلهم، ويمكن لها أن تجد جدولة معينة إذا قرروا إيجاد حل غير حل الدولتين".