النجاح الإخباري - شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، بعملية عسكرية واسعة في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، ترافقت مع فرض حصار مشدد على المخيم والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة، شملت قوات راجلة وقناصة.
وبدأت العملية باقتحام المنطقة الشرقية من المدينة عبر عدة حواجز عسكرية، وفرض طوق أمني شامل على المخيم، حيث تمركز القناصة فوق أسطح عدد من المنازل، وحولت القوات بعض البيوت إلى نقاط عسكرية مغلقة.
وأفادت مصادر محلية ببدء موجة نزوح محدودة من داخل المخيم، بعد إجبار عدد من العائلات على إخلاء منازلها قسرًا. كما أُصيب طفل إثر اعتداء جنود الاحتلال عليه بالضرب، فيما واجهت طواقم الهلال الأحمر صعوبات في الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب الإجراءات العسكرية المشددة.
وأكدت مصادر ميدانية أن عددًا من المواطنين تعرضوا للاعتقال والاحتجاز داخل المخيم، حيث يُخضعهم جنود الاحتلال للتحقيق الميداني في ظروف قاسية.
وبالتزامن مع التوترات، أعلنت مديرية التربية والتعليم في نابلس تحويل ست مدارس في المنطقة المحيطة إلى التعليم عن بُعد، حفاظًا على سلامة الطلبة في ظل التصعيد العسكري.
إصابة خطيرة في جنين واستمرار العدوان للشهر الثالث
وفي مدينة جنين، أُصيب شاب فلسطيني يبلغ من العمر 25 عامًا برصاص الاحتلال في حي الهدف، خلال عملية اقتحام نفذتها القوات الإسرائيلية صباح اليوم. ووصفت الطواقم الطبية إصابته بالحرجة، إذ أصيب برصاصة في الرأس نُقل على إثرها إلى المستشفى.
وانتشرت قوات الاحتلال في الحي مع دفعها بفرق راجلة، ترافقت مع مداهمات لعدد من المنازل وإطلاق كثيف للرصاص الحي، ضمن عدوان متواصل على المدينة ومخيمها لليوم التاسع والسبعين على التوالي، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد 38 فلسطينيًا، إضافة إلى عشرات الجرحى.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم بلدة قباطية جنوب جنين، ونفذت سلسلة مداهمات استهدفت عددًا من المنازل، تزامنًا مع انتشار عسكري مكثف، قبل انسحاب الآليات لاحقًا.
شهيدة في سلفيت وعمليات هدم متواصلة في الضفة الغربية
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد السيدة أمانة يعقوب (30 عامًا)، برصاص الاحتلال قرب مفترق بلدة حارس شمال الضفة الغربية، وهي من سكان بلدة بديا القريبة. وذكرت مصادر ميدانية أن جنود الاحتلال أطلقوا النار عليها بينما كانت تمر من المفترق، وتركوها تنزف قبل إعلان استشهادها لاحقًا.
وفي تصعيد ميداني متواصل، صعّدت سلطات الاحتلال من عمليات الهدم في عدد من محافظات الضفة الغربية. فخلال يوم أمس الثلاثاء، هدمت قوات الاحتلال ستة منازل ومباني في مناطق متفرقة، شملت منزلًا بمساحة 150 مترًا مربعًا في قرية وادي فوكين غرب بيت لحم، وقاعة أفراح في بلدة بيت لقيا غرب رام الله، ومنزلين في بلدة السموع جنوب الخليل، ومنزلين في منطقة التعاون العلوي بمدينة نابلس، حيث فرضت القوات طوقًا أمنيًا مشددًا ومنعت الأهالي من إخلاء ممتلكاتهم قبل تنفيذ الهدم.
وفي محافظة سلفيت، هدمت جرافات الاحتلال منزلين مأهولين في منطقة البقعان، رغم أن العائلات تقطن فيها منذ سبع سنوات، وسط تسليم إخطارات بهدم عشرات المنازل الأخرى ضمن سياسة مستمرة تستهدف الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج).
تصعيد من المستوطنين
وفي سياق متصل، أقدم مستوطنون فجر أمس الثلاثاء على إحراق قاعة أفراح تقع بين بلدتي سنيريا وبديا غرب سلفيت، وكتبوا على جدرانها شعارات عنصرية ومعادية للعرب، من بينها: "الموت للعرب" و"شعب إسرائيل حي"، في إطار سياسة التحريض والكراهية التي تتبعها جماعات المستوطنين المتطرفة.