النجاح الإخباري - بحث أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أمس الأربعاء، الجهود المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومدينة رفح ومحيطها، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع، كما ناقش الاجتماع آليات معالجة الكارثة الإنسانية التي يواجهها قطاع غزة، ووقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاقانونية واللاشرعية في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، بما يحقق السلام العادل والشامل ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق الأمن في المنطقة.

وثمَّن أعضاء اللجنة الوزارية اعتراف مملكة إسبانيا بدولة فلسطين، والتزامها استمرار تقديم جميع سبل الدعم لتفعيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية بما يكفل تلبية استحقاقات الشعب الفلسطيني ويخدم الأمن والسلم في المنطقة والعالم في مواجهة التطرف وتفشي العنف واستمرار الانتهاكات للقانون الدولي.

واستعرض الاجتماع جهود اللجنة الوزارية الداعمة لمسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والحاجة الماسة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك في ضوء مبادرة السلام العربية، والمبادرات الدولية ذات الصلة.

جاء ذلك خلال استقبال رئيس وزراء مملكة إسبانيا بيدرو سانشيز في العاصمة مدريد، أعضاء اللجنة برئاسة الأمير فيصل بن فرحان، وحضور الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، والدكتور محمد مصطفى رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، وهاكان فيدان وزير الخارجية التركي، و حسين طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

وطالب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إسرائيل بوقف العدوان على رفح، الذي من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية، داعياً إياها إلى الامتثال الفوري لأوامر محكمة العدل الدولية والالتزام بالقانون الدولي.

وجدد التأكيد على أهمية إعلان وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بدخول غير مشروط لكل المساعدات الإنسانية اللازمة، مشيرًا إلى أن القرار التاريخي الذي اتخذته بلاده باعترافها بدولة فلسطين، جاء في إطار ضمان العدالة للشعب الفلسطيني، وتأكيداً على حقه في مستقبل يملؤه الأمل.

وأعرب ألباريس عن أمله في أن تحذو المزيد من الدول حذو بلاده في الاعتراف بدولة فلسطين، تأكيدا على التزامها بتحقيق السلام، مشيراً إلى أن مدريد تشارك كل الأطراف العربية والدولية في هدف الوصول إلى حل الدولتين وإرساء السلام ووضع حد لعقود سادتها معاناة لا تُحتمل.

وقال ألباريس "التزامنا بالتنفيذ الفوري لحل الدولتين يسمح لنا بالتطلع إلى مستقبل يعم فيه السلام في الشرق الأوسط، ويضع حدا من حرمان الطرف الآخر من حقه في الوجود، ما أدى إلى دوامات عنف امتدت لعقود".

بدوره، أكد وزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان، أن إسبانيا والنرويج وإيرلندا اتخذت قراراً صحيحاً باعترافها بدولة فلسطين في الوقت الصحيح، لا سيما أنها وقفت إلى الجانب المحق من التاريخ والعدالة، ومنحت الأمل في لحظات مظلمة.

وقال: "هذه لحظة مناسبة ليكون هناك مشعل أمل، ولذلك نشكركم ونأمل أن تتبع خطاكم دول أخرى، لأن الطريق الوحيد للسلام يمر بحل الدولتين ومن خلال إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام وانسجام مع كل دول الجوار"، مشددًا على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية.

من ناحيته، أكد نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن إسبانيا وقفت باعترافها بدولة فلسطين إلى جانب العدالة والقانون الدولي وحق الشعب الفلسطيني في أن يعيش بحرية وكرامة، وهو يوم تاريخي للسلام.

وأضاف أن الاعتراف بدولة فلسطين يعبر عن عزيمة إسبانيا على حماية القانون الدولي، وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، بما يضمن الاستقرار لكل شعوب المنطقة، وحث كل الدول بشكل خاص الشركاء الأوروبيين على اتخاذ قرار مشابه.

وشدد الصفدي على أن مستقبل المنطقة يجب ألا يبقى رهينة بيد حكومة إسرائيلية راديكالية متطرفة تواصل اعتداءاتها على الفلسطينيين، متجاهلة القانون الدولي ورغبة الأسرة الدولية، ومنتهكة أحكام محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن والقيم الإنسانية المشتركة.

وأكد أن المجازر التي أحرقت الأطفال وهم أحياء في رفح توضح همجية الاعتداء الإسرائيلي، وتحتم على المجتمع الدولي أن يتدخل لوقف العنف وإنقاذ المنطقة ومستقبلها من سياسات الحكومة الإسرائيلية وأفعالها.

كما ندد بالتصريحات الهجومية التي تعرضت لها إسبانيا من مسؤولين إسرائيليين، مؤكداً أنه ينبغي ألا يكون هناك مجال في العلاقات الدولية لأي اعتداء ضد الدول، وضد المؤسسات والمحاكم الدولية، وينبغي أن يرفض الجميع هذا التخويف والتنمر.

وتابع: "سنواصل العمل من أجل إنهاء الأعمال العدائية، وتطبيق حل الدولتين بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كطريق وحيد نحو سلام عادل ومستدام نريده ونستحقه جميعاً، والاعتداء على غزة ينبغي أن يتوقف فورا، ويستحق الفلسطينيون الحرية والعدالة والمنطقة تستحق السلام".

وأكد الصفدي أنه عندما تقوم دولة فلسطينية حرة ومستقلة وذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، حينها فقط تعيش المنطقة السلام.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن قرار الاعتراف بدولة فلسطين، الذي اتخذته إسبانيا ودول أوروبية أخرى يشكل مساهمة كبيرة في الأمن والسلام.

ودعا بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بفلسطين، وإلى اتباع الخطوة النموذجية التي اتخذتها إسبانيا، مؤكداً أن العمل سيتواصل بلا كلل لتطبيق حل الدولتين ومن أجل الأمن والسلام الإقليميين.

هذا وجدد رئيس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين محمد مصطفى، ترحيب القيادة الفلسطينية بإعلان إسبانيا اعترافها بالدولة الفلسطينية، باعتباره خطوة تعزز فرص الوصول إلى سلام دائم.

وقال في مؤتمر صحفي عُقد في مدريد، إنه بالنيابة عن الرئيس محمود عباس والحكومة والشعب الفلسطيني، نرحب باعتراف إسبانيا بدولة فلسطين، هذا الاعتراف يعزز عزيمتنا على مواصلة الكفاح من أجل سلام عادل ودائم.

وأكد مصطفى أن ما تشهده رفح من مجازر تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي، يشكل اختباراً للمجتمع الدولي، ويتوجب عدم خذلان الشعب الفلسطيني في رفح وسائر فلسطين.