النجاح الإخباري - في ظل استمرار الحرب الطاحنة على قطاع غزة، تكثّف القاهرة والدوحة جهودهن الدبلوماسية لوقف الحرب، وتجريان مباحثات حثيثة مع الأطراف المعنية، لا سيما الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى تصور متكامل للهدنة يلبي مطالب المقاومة الفلسطينية.

وفي حين تبدي تل أبيب بعض المرونة حيال مناقشة "الهدوء المستدام"، إلا أنها ترفض التعهد بإنهاء الحرب نهائيًا. 

وهو المصطلح الذي زجت به في بنود العرض الأخير، وتربطه بمراحل صفقة تبادل الأسرى، في إشارة إلى احتمال أن يكون المطروح هدنة مؤقتة طويلة الأمد بدلاً من وقف دائم لإطلاق النار.

ولعب إسرائيل على الكلمات هو محاولة لتملص من مصطلح وقف الحرب، وكذلك لإرضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو الذي يهدده باسقاط الحكومة في حل أوقف الحرب.

وأعلنت حماس رفضها العودة لمباحثاو وقف إطلاق النار مع استمرار الهجوم على رفح، وقال القيادي البارز في الحركة غازي حمد في مقابلة مع قناة "العربية": إسرائيل تتجه إلى الإبادة الجماعية وليس المفاوضات".

وأضاف: "أبلغنا الوسطاء رفض التفاوض مع استمرار عملية رفح".

وتحاول القاهرة الضغط على تل أبيب من خلال تخويفها بتصعيد عسكري مصري محتمل، وصفه مسؤول أمني لصحيفة "الأخبار" اللبنانية بأنه سيكون بمثابة "زلزال داخل إسرائيل"، لا يقتصر على الجبهة المصرية بل قد يفتح الباب لانقضاض جبهات أخرى على الاحتلال.

في الوقت نفسه، تسعى مصر إلى تسهيل إدخال المزيد من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة يوميًا، للتخفيف من معاناة السكان في ظل الحصار الخانق. وتأمل القاهرة أن تنجح جهود الوساطة في كبح جماح العنف واستعادة الأمل في السلام العادل والشامل.

أيضاً، أفادت المصادر بأن «الرسائل المصرية التي بُعث بها عبر وسطاء أميركيين، تضمّنت التأكيد أن الدعم الأوروبي - الأميركي لإسرائيل لن يضمن للأخيرة خوض حرب على كل الجبهات مرة واحدة، وسط الاستعداد القتالي المصري والحشد الشعبي الواضح لخوض هذه المعركة (المفترضة)، علماً أن النظام سيسمح في الأيام المقبلة بتحركات مناهضة لإسرائيل في الشارع».

ويقول الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة إن الفلسطينيين لا يملكون سوى مواصلة الصمود والمقاومة، وقال لـ"النجاح:" العدو يتصرف وكأنه كأنها بداية المعركة، يتصرف بشراسة بعنجهية بتطرف. بدون أي قيم. ولذلك في الحقيقة لا توجد أمام الشعب الفلسطيني أي خيارات سوى النضال، لأن هذا العدو المتعجرف المتطرف لا يمكن أن يتم ردعه إلا بالعمل الكفاحي، لذلك ها هو يرد على محكمتي العدل الدولية والجنايات الدولية بمزيد من الجرائم بمزيد من الانتهاكات بمزيد من القتل والحقيقة يعني لا يوجد أمام الشعب الفلسطيني سوى البقاء والصمود ومواصلة النضال".

وتزداد الضغوط على نتنياهو من الداخل والخارج، وذهبت الكاتبة في صحيفة يديعوت سيما كدمون إلى القول في مقال لها اليوم: "هناك موضوع لا يجب أن يُنزل من جدول الأعمال، وهو تغيير الحكومة في إسرائيل. نحن على حافة هاوية. كل يوم إضافي تبقى فيه هذه الحكومة، فإنها تدفع البلاد نحو الانهيار الاقتصادي والأمني والدولي والداخلي. الحرب في رفح تزداد تعقيدًا وتعمق العداء من العالم. الضفة الغربية وقطاع غزة على شفير الغليان، والشمال خالٍ من السكان مع عدم مبالاة ووجود أي مساعدة من وزراء الحكومة. لدرجة أنه في مستوطنة مرجليوت، أعلنوا أمس انفصالهم عن دولة إسرائيل. نريد انفصالاً تامًا عن الجيش والحكومة، أعلن رئيس لجنة المستوطنة، إيتان دافيدي. لا مغادرين ولا وافدين. بحسب قوله، لا تحتاج المستوطنة للحماية من حزب الله بل من حكومة إسرائيل".