النجاح الإخباري - يبدو أن الخبراء تمكنوا وللمرة الأولى من تحديد تاريخ عنصر واحد على الأقل، مأخوذ من قبر السيد المسيح، الموجود في كنيسة القيامة حسبما يعتقد معظم المؤمنين وقام الباحثون باختبار "هاون" (مدقة) مأخوذ من بين أسطح الحجر الجيري الأصلي للقبر، حيث يقول أتباع الدين المسيحي إن يسوع المسيح دُفن فيه، وتغطي القبر بلاطة رخامية. وأوضحت الاختبارات التي أجريت على بقايا كهف الحجر الجيري في القبر المقدس الواقع بمدينة القدس، أنها تعود إلى حوالي 345 ميلادي، وفقا لما نشره موقع ناشيونال جيوغرافيك.

وأشارت الأدلة السابقة إلى عمر القبر البالغ حوالي ألف سنة، ما يعني أنه يعود إلى الفترة الصليبية وعلى الرغم من استحالة القول بشكل قاطع ما إذا كان القبر هو موقع دفن يسوع الناصري، فإن واقع كون كنيسة القيامة موقع دفن المسيح يعتبر مقبولا إلى حد كبير.

ولم تقدم البحوث التي أجرتها الجماعة التقنية الوطنية في أثينا دليلا آخر على ما إذا كان يسوع قد دُفن فعلا في القبر، ولكنها تتفق مع الاعتقاد التاريخي بأن الرومان القدماء شيدوا نصبا تذكاريا في الموقع، حوالي 300 سنة بعد وفاة يسوع المخلص.

ويقول العهد الجديد إن يسوع المسيح توفي إما في عمر الـ 30 أو 33 عاما، وتشير الحسابات التاريخية إلى أن الرومان وجدوا وبنوا القبر في عام 326 م. ويرجع تاريخ البناء الأصلي للمقبرة إلى وقت حكم قسطنطين، أول إمبراطور روماني مسيحي، والذي بدأ حقبة انتقال الإمبراطورية إلى المسيحية.

ووفقا للتقاليد السائدة آنذاك، كان قسطنطين قد شيد نصبا على قبر السيد المسيح، حيث كان يعتقد أنه موقع دفنه.

ويقوم فريق من العلماء بأعمال الترميم في الموقع، تشمل عملية فتح وحفر القبر الذي أُغلق لعدة قرون. ووجد العلماء بقايا من الحجر الجيري في المكان، وباستخدام تقنية التحفيز البصري، تمكنوا من تحديد مدى تأثر عينات الرواسب المأخوذة من المدقة الموجودة في القبر، بالضوء والإشعاع.

وأظهرت النتائج أن القبر شُيّد حوالي عام 345 ميلادية في عهد قسطنطين. وقال عالم الآثار مارتن بيدل، في حديث مع ناشيونال جيوغرافيك: "من الواضح أن هذا التاريخ يعود إلى عهد قسطنطين".