النجاح الإخباري - بدأت الشحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية الإغاثية لقطاع غزة بالدخول عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، تزامنًا مع دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ.
وكانت وسائل إعلام مصرية قد أفادت، اليوم الأحد، باصطفاف مئات الشحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية الإغاثية أمام معبر رفح الحدودي، استعدادًا لدخولها إلى القطاع.
ونقلت عنها وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها "يديعوت أحرونوت"، التي قالت إن 95 شاحنة تحمل المساعدات دخلت عبر معبر كرم أبو سالم.
وبحسب التقارير المصرية، فإن الشاحنات تحمل مواد غذائية وإمدادات طبية وخيامًا وملابس ومواد إغاثة أخرى. وبموجب الاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل وحماس في الدوحة، سيتم إدخال نحو 600 شاحنة تحمل المساعدات يوميًا إلى قطاع غزة.
وتستعد نحو 2000 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وبضائع على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي للتحرك نحو معبر كرم أبو سالم لدخولها إلى أهالي غزة.
تسلم قائمة المحتجزات
وقبل قليل، أعلنت إسرائيل أنها تسلمت أسماء المحتجزات الثلاث المقرر الإفراج عنهن في إطار الدفعة الأولى من المرحلة الأولى لاتفاق وقف النار، الذي تأخر دخوله حيز التنفيذ بعدما كان من المقرر أن يبدأ عند الساعة 8:30 صباحًا بالتوقيت المحلي.
وقال مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في بيان، إن تل أبيب "تسلمت أسماء المحتجزات المقرر إطلاق سراحهن اليوم ضمن الاتفاق. وتقوم الأجهزة الأمنية حاليًا بدراسة التفاصيل".
وأوضح البيان أن منسق جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد (احتياط) غال هيرش، أبلغ عائلات المحتجزات من خلال ممثلي الجيش.
جاء ذلك فيما أعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، الأحد، أن الحركة قررت الإفراج عن ثلاث أسيرات للاحتلال الإسرائيلي في إطار الدفعة الأولى من المرحلة الأولى لاتفاق وقف النار الذي تأخر دخوله حيز التنفيذ.
وقال أبو عبيدة: "في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج اليوم الأحد عن الأسرى الصهاينة التالية أسماؤهم: رومي جونين (24 عامًا)، إميلي دماري (28 عامًا)، ودورون شطنبر خير (31 عامًا)". كما أعلنت حماس أنها سلمت بالفعل للوسطاء أسماء المحتجزات الثلاث اللاتي سيتم الإفراج عنهن.
وفي غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية في وقت سابق بأن إسرائيل تسلمت بالفعل أسماء الأسيرات الثلاث المقرر الإفراج عنهن اليوم الأحد، وذلك نقلًا عن أحد المصادر المطلعة على التفاصيل.
ونقلت وكالة "فرانس برس"، في وقت سابق اليوم، عن قيادي في حركة حماس قوله إن تسليم قائمة بأسماء المحتجزين سيتم "في أي لحظة"، وذلك بعد تأخر دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي كان من المقرر أن يبدأ صباح اليوم.
وقال القيادي، وهو عضو مشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة، لوكالة "فرانس برس": "نؤكد أنه في أي لحظة سيتم تسليم الأسماء الثلاثة، ربما هم من المجندات أو مدنيات"، موضحًا أن "تعقيدات الوضع الميداني واستمرار القصف الإسرائيلي أدى لتأخير تسليم الأسماء، لكن الاتصالات مستمرة على مدار اللحظة مع الوسطاء القطريين والمصريين لضمان تنفيذ الاتفاق".
حماس تؤكد التزامها
وكانت حركة حماس قد أعلنت في وقت سابق من صباح الأحد، تأخر تسليم أسماء المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم في الدفعة الأولى بموجب الاتفاق.
وقالت حماس، في بيان، إن الحركة "تؤكد التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتشير إلى أن تأخر تسليم الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها في الدفعة الأولى لأسباب فنية ميدانية".
وفي المقابل، كان رئيس وزراء الاحتلال قد قال إن "وقف إطلاق النار في غزة لن يبدأ في الموعد المقرر ما لم تقدم حماس قائمة بأسماء المحتجزات الثلاث» اللاتي من المفترض الإفراج عنهن اليوم في إطار صفقة التبادل".
وذكر المكتب: "أصدر رئيس الوزراء تعليمات للجيش بأن وقف إطلاق النار الذي من المفترض أن يبدأ سريانه في 08:30 صباحا لن يبدأ حتى تتسلم إسرائيل قائمة المحتجزين الذين سيطلق سراحهم والتي تعهدت حماس بتقديمها".
وكان من المفترض أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ في تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم الأحد، (06:30 بتوقيت غرينتش)، وذلك بعد أن وافقت الحكومة الإسرائيلية بشكل نهائي على الاتفاق.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية قطرية أميركية، على هدنة مكونة من 3 مراحل، تبدأ الأولى صباح اليوم الأحد، وتستمر لمدة 6 أسابيع، بحسب وزارة الخارجية القطرية.
بنود الاتفاق
وينص الاتفاق في مرحلته الأولى التي تمتد ستة أسابيع على الإفراج عن 33 أسيرًا إسرائيليًّا في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 737 أسيرًا فلسطينيًا، وفق ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية السبت.
من جهتها، أعلنت مصر، التي تؤدي دور الوساطة في التهدئة بين إسرائيل وحماس، أن إسرائيل ستطلق أكثر من 1890 فلسطينيًا معتقلًا لديها، مقابل الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية في المرحلة الأولى من الهدنة.
وبحسب الرئيس الأميركي جو بايدن، فإن المرحلة الأولى تتضمن أيضًا انسحابًا إسرائيليًا من المناطق المكتظة بالسكان في غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع، الذي تقول الأمم المتحدة إنه مهدد بمجاعة.
وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أمس أنه "تم الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يوميًا" إلى داخل غزة، بينها "50 شاحنة للوقود".
وخلال المرحلة الأولى، سيجري التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع "حد نهائي للحرب"، بحسب ما قال رئيس الوزراء القطري محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية المحتجزين، حسبما أوضح بايدن. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات المحتجزين الذين قتلهم الاحتلال في غاراته على القطاع خلال احتجازهم.