نابلس - هاني حبيب - النجاح الإخباري - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ إسماعيل هنية يهاتف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، والحديث يدور حول بند واحد تقريباً: ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وذلك في سياق بوادر لتحريك هذا الملف ومؤشرات جدية حول وساطات لإجراء صفقة جزئية كان رئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار قد أشار إليها مؤخراً في سياق حديث صحفي، وحسب بيان صادر عن حركة حماس بهذا الشأن فإن هنية في حديثه من بوغدانوف قد أشار إلى أنّ حركته مصممة على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في إطار التبادل الذي يمكن إنجازه في حال استجاب قادة الاحتلال الإسرائيلي مع متطلبات واستحقاقات مثل هذه الصفقة.

هذه ليست المرة الأولى التي تدخل بها موسكو على ملف صفقة تبادل الأسرى ونعيد التذكير أنّ الزيارة الذي قام بها رئيس حركة حماس اسماعيل هنية إلى موسكو أوائل آذار / مارس الماضي انصبت بشكلٍ أساسي على أهمية قيام موسكو بدور الوساطة بهذا الشأن، بالنظر إلى أن هناك توافقات إسرائيلية روسية حول ملفات شبيهة خاصة فيما يتعلق بالملف السوري مما يجعل موسكو قادرة على أن تلعب دوراً هاماً فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني خاصة في سياق ملف تبادل الأسرى .

كان موقع النجاح الإخباري، وفي سياق تحليل حول أهداف زيارة اسماعيل هنية إلى موسكو بداية آذار / مارس الماضي سبّاقاً في الإشارة إلى أنّ الهدف الرئيسي للزيارة، كان الطلب من موسكو التوسّط لتحريك ملف الأسرى من خلال عقد صفقة تبادل، وجاء التحليل الذي نشر في السابع من آذار مارس الماضي وتحت عنوان "موسكو وملفات المصالحة والتهدئة وتبادل الأسرى" أنّ بإمكان روسيا أن تلعب دوراً هاماً على ملفين أساسيين التهدئة وتبادل الأسرى، ومن الطبيعي في ظل الحرب على وباء الكورونا أن يتوارى ملف التهدئة من الناحية العملية ويبقى ملف الأسرى المؤهل للبروز وأيضاً في سياق الحرب على كورونا خاصة إثر تصريح وزير الحرب الاسرائيلي نفتالي بينت بإمكانية مساعدة قطاع غزة فيما يتعلق بالوباء مقابل الافراج عن أسرى اسرائيليين ومن ثم تصريحات متبادلة بهذا الشأن.

مع ذلك فإن موسكو لن تفرد بمثل هذه الوساطة الذي قيل أنّ ألمانيا ما تزال تلعب دوراً خفياً دون نجاح على هذا الملف، فإن الدور المصري من الناحية العملية يبقى الأكثر تأثيراً وأهمية على هذا الصعيد وهذا يتطلب أن تتعاون كل من موسكو والقاهرة للقيام بهذا الدور الصفقة