د. أحمد حسين - النجاح الإخباري - كلمات في محراب الوطن

ردا على ما كتب د.أحمد يوسف: ذكرياتٌ مع الرئيس عباس ودحلان

بقلم: د. أحمد حسين

في البداية، أنا لستُ صحفياً أو إعلامياً ، ولا حتى سياسياً ، ولكنني أقول الحقيقة بوطنية وحيادية، أكثر من المحكومين لحسابات وأجندات ومصالح حزبية أو مادية وينظرون للأشياء والأحداث وفق معرفتهم لها ، وذلك لو افترضنا حُسن النية وقلة المعرفة (..) ، ولكن الأخ الدكتور أحمد يوسف في هذه المقالة أو الدردشة أو الدروشة  أو الذكريات أو المذكرات أو التحليلات أو الشطحات ، أراد قلب الحقائق ، وتغيير المفاهيم ، وتزييف مسار الأحداث في وعي أبناء حركة فتح ، وكل الوطنيين وخاصة جيل الشباب.

إن المفاضلة التي أرادها السيد أحمد يوسف ما بين الرئيس عباس ودحلان ، منذ أن تعرف  عليهما ، قبل الانقلاب وبعده ، وحتى لحظة كتابة روايته المريبة أو مقالته التي نحن بصددها ، ما هي إلا مفاضلة تستهدف النيل من حركة فتح ، واستكمال مراحل شرذمتها ، والإنقضاض عليها وفق حسابات دولية وإقليمية ، وبما يخدم مصالح التنظيم الدولي للاخوان المسلمين والإسلام السياسي ، وجميعهم متوافقون مع ما يخدم المشروع الإسرائيلي ، وكلا منهم يقوم بدوره سواء متوافقين أو متقاطعين أو حتى متعارضين بالتكتيكات أو الاستراتيجيات.

إن الرواية أو الذكريات للسيد أحمد يوسف ، كما يحلو له عنونتها عن ما سبق الإنقلاب ، وما تلاه من حوارات ومصالحات ، ما هي إلا ذر للرماد في العيون ، والتي خلاصتها ومبتغاها أن السيد الرئيس عباس هو من يتحمل مسؤولية هذه الكارثة الكبرى من البداية حتى تاريخه ، وكاد أن يقول بصريح العبارة ، وقد يقول ذلك في المستقبل ، أن الرئيس عباس هو وحركة فتح الإنقلابيين والمتآمرين على الشعب الفلسطيني ، هم من دمر غزة الابية .

يا سيد دكتور أحمد يوسف، وأنتم الكاتب والمفكر والمؤرخ والمستشار السياسي والإعلامي والصحفي والمحلل (..) الخ ، لماذا لا تقول الحقيقة ؟؟  حقيقة أن الإنقلاب هو حلقة من حلقات مسلسل المؤامرة الكبرى على قضيتنا الفلسطينية، وممثلها الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية ، وعمودها الفقري حركة فتح ، قلعة الوطنية الفلسطينية المعاصرة ، والتي أسسها القائد والزعيم الشهيد ياسر عرفات ، والذي تتمسحون به وبتاريخه وبكوفيته بعد رحيله وفي حياته تآمرتم عليه ، وإتهمتموه بالخيانة ، والكفر ، والزندقة  ، والخرفنة ، وعدم الأهلية الوطنية وحتى العقلية.

إن الإغتيال السياسي أخطر من الإغتيال الجسدي يا دكتور أحمد يوسف ، بل هو مقدمة طبيعية للإغتيال الجسدي ، وهذا ما حدث مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، بعد أن قال  ( لا ) في كامب ديفيد ، للأمريكان والإسرائيليين ، وحينها شارك من شارك في الإغتيال السياسي وفي طليعتهم حركتكم “حماس” ، أما الإغتيال الجسدي ، فتولته إسرائيل وعملائها لاحقا ، ومن ثم تولى الرئيس أبومازن مسؤلياته في حركة فتح والمنظمة والسلطة  وفرضت الإنتخابات التشريعية في حينه بإرادة دولية وإقليمية ، وإستجابة فلسطينية فرضتها موازين قوى داخليه وحسابات حزبية وتنظيمية ، وفي طليعتها حماس بعد أن تصدعت جدران قلعة حركة فتح والقلاع  تهزم من داخلها ، وتصارعت قبائلها ، وتعددت قوائمها ، وتنافرت قياداتها وكوادرها وأعضائها ، وتبعثرت أصوات جماهيرها ، وفازت حركة حماس بالضبط كما كان ينبغي لها بل وأكثر مما توقعت ، ولو أجريتم عملية حسابية صغيرة للأصوات التي حصل عليها من ترشحوا من فتح كمستقلين ، لعرفتم الحقيقة ، وبعدها كان لا بد من الترتيب والتجهيز على كل المستويات لمسرحية الحكم والإنقلاب في سياق المؤامرة الكبرى ، وحينها فرضت القوة الغاشمة إرادتها على معسكري المقاومة والممانعة والإعتدال في الإقليم والمنطقة ، فشارك من شارك ، وصمت من صمت ، وتواطىء من تواطىء  ، سواء بالتخطيط أو التنفيذ أو التمويل ووقعت (الفأس في رأس الشعب الفلسطيني ، وتم سبي غزة بالحديد والنار ، وإستباحة الدماء بفتاوي شيوخ الاجرام ) ، واحتفل بن جاسم وبشار ومفتى الأمريكان والملالي في طهران والأخونجيه في كل مكان ، بالنصر العظيم على الدحلان وجماعته الخونة عملاء دايتون واذناب الامريكان (..) هذه هي الحقيقة التي يعرفها حتى البسطاء من أبناء شعبنا بعيداً عن الذكريات والروايات  ، والخزعبلات التي لا تحترم عقول الناس .                                                                                                                

أما أنكم اكتشفتم أن الرئيس عباس قام بتحريض الاخوة المصريين على حماس ، فهذا كلام معيب أن يصدر من شخص مثلكم قيمة وقامة في حماس والتنظيم الدولي للإخوان ، لأن الأشقاء في مصر يعرفون الحقيقة بعيدا عن ذكرياتكم وأهوائكم ، وهم لا ينتظرون من يحرضهم ضد حماس لأن حماس تولت هذه المهمة باقتدار وفق ما أوكل اليها من مهام ، ولا نريد الولوج في التفاصيل يا سيد أحمد يوسف ، والسيد الرئيس عباس ودحلان يعرفون أنكم كنتم رأس الحربة في مؤامرة الإسلام السياسي في العديد من الدول بما فيها سوريا التي احتضنتكم ودعمت انقلابكم الأسود ، ومن ثم دارت عليها الدوائر ، ووصلت إلى ما وصلت إليه من كارثة ، وهذا عكس ما حدث في مصر العظيمة التي طحن شعبها وجيشها بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤامرة جماعتكم ومرشدكم ، وأطاحت بأحلام الترك والفرس ، وابا رغال القطري عراب المؤامرات وممول الارهاب في كل مكان .

يا سيد أحمد يوسف .. عذرا إن قلت لكم بصريح العبارة، أن ما ورد في مقالكم هو تأكيد على قدرتكم في قلب الحقائق، وإعادة إنتاجها وإخراجها ، بما يتلاءم ومسلسل المؤامرة الكبرى على حركة فتح ، وقضيتنا الوطنية بغض النظر عن النوايا ، ولكن هذا المقال الخطير يستدعي الوقوف أمامه والتدقيق في حجم التزوير والتزييف والتدليس والغزل غير العفيف .. بل الرجس السياسي القبيح .. لكن تيقن أن هذه الحركة الوطنية الفلسطينية (فتح) هي أكبر من كل القيادات ، لأن عقيدتها الوطنية هي ضمير الشعب الفلسطيني العظيم ، وتملك إرادة التجديد والتغيير والإنبعاث بقوة واقتدار من رحم الرماد، ومحاولتكم اختزال هذه الحركة العملاقة في خلافاتها واجتهاداتها واشتباكاتها الطارئة هنا وهناك، فهذا وهم أحلامكم  ومبتغى حلفائكم ومخطط  كل المتآمرين على قضيتنا الفلسطينية ، ونحن نعرف حماس كما نعرف فتح بالضبط ، ونعرف حالتها الفكرية وحالتها السياسية وحالتها الفدائية التي نتفق ونختلف معها ، ونعرف رأي حالتها الفدائية في شخصكم الكريم حق المعرفة ، وكيف ينظرون للدور الذي تلعبه على الساحة الفلسطينية والإقليمية والدولية .

يا عزيزي أحمد يوسف.. إن قرار منعكم الإحتفال بالذكري الـ54 للثورة الفلسطينية المعاصرة في قطاع غزة ، هو خير دليل على ما نقول ولو سمحتم لفتح وجماهيرها أن تحيي الذكرى لرأيتم كم هي حركة قويه وعظيمة وعصيه على الإنكسار أو الإستنساخ، رغم البطش والقمع والإعتقالات والإهانات ، ولكن قرار قيادتها بغض النظر نتفق أو نختلف معه، أوقف الطوفان والغضب الجارف، لأننا نؤمن بقداسة الدم الفلسطيني، ولكن لم ولن تستطيع أي قوة اقتلاع حركة فتح، لأنها روح الشعب الفلسطيني، وحارسة أحلام أجياله ، التي تتباكون على مستقبلهم ليل نهار، وأنتم من دمر وهجر شبابه، واغتال أحلامهم وسحق مستقبلهم بانقلابكم الأسود ، وتريدهم أن يقتاتوا من على موائد اللئام، من فضلات العمادي ومن هم على شاكلته (..) اتقوا الله في هذا الشعب العظيم ، ودعك من حركة فتح و( قبائلها ) الماضية خلف قائدها ورمز شرعيتها السيد الرئيس محمود عباس ، كما يحلوا لك تسميته يا دكتورنا العزيز  والى اللقاء ( في محراب الوطن .(