متابعة خاصة - النجاح الإخباري -  كشفت القناة الأولى في تلفزيون الاحتلال، بأن مصادر أمريكية زارت بلدية القدس لتعيين المكان الجديد للسفارة الامريكية بعد نقلها من "تل ابيب" للقدس.

 ووفقاً للقناة الأولى، فالمهندس الذي سيتولى أمر مبنى السفارة هو المهندس المعماري الاسرائيلي "ايغا ليفي"، حيث حدد مكان السفارة الامريكية الجديد وهو فندق دبلومات.

وبحسب تقرير صحفي لأسيل جندي لـ"الجزيرة" لمعطيات متعلقة بهذا الخصوص، فقد حرمت عائلة الفتياني المقدسية من التصرف في أرضها الواقعة بحي البقعة الفوقة غربي القدس بعدما وضع الاحتلال الإسرائيلي اليد عليها وأسماها لاحقا بـ”أرض السفارة الأميركية”، وهي أرض مختلفة عن موقع القنصلية الحالي.

وبداية القصة تعود لعشرينيات القرن الماضي عندما أجّرت المقدسيتان تُهام الخليلي وشقيقة زوجها حسنية الفتياني للبريطانيين حصتيهما في الأرض، التي تبلغ مساحتها نحو 32 ألف متر مربع وتعود لعدد من العائلات، ومع قدوم الاحتلال الإسرائيلي واحتلال الشطر الغربي من المدينة عام 1948 تم الاستيلاء عليها.

احتفظت تُهام وحسنية بعقود الإيجار والأوراق الثبوتية التي تؤكد ملكيتهما للأرض ولم تفرطا فيها، لكن الصدمة الأكبر كانت عام 1989 عندما وُقّع عقد بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية تم بموجبه تأجير هذه الأرض لأميركا لمدة 99 عاما وبقيمة دولار واحد سنويا.

وفي الوقت الذي طلبت فيه واشنطن أن يظل الهدف من العقد مُبهما، طالبت إسرائيل بتعهد صريح ينص على أن مشروع العقد سيكون سفارة.

الفتياني يعرض وثيقة تثبت ملكية عائلته لأرض السفارة الأميركية

ومنذ وضعت اليد على الأرض، بادر الفلسطينيون بجمع الأدلة التي تثبت الملكية الفلسطينية لهذا الموقع، وبعد جهود استمرت ست سنوات أثبتوا أن 70% من مساحة الأرض ملكية خاصة لـ76 لاجئا فلسطينيا من المالكين الأصليين للأرض، وأصبح لهم ضمن ورثتهم تسعون مواطنا أميركيا من أصل فلسطيني، والجزء الباقي من مساحة الأرض وقف يعود للشيخ محمد الخليلي صادرته إسرائيل عام 1948، ويقدر مجموع ورثة ومالكي أرض السفارة الأميركية استنادا إلى قانون الإرث الإسلامي ألف وارث.

تُوفيت حسنية وبعدها تُهام التي سلّمت راية الدفاع عن الأرض لنجلها علي الفتياني الذي وافته المنية أيضا في فبراير/شباط الماضي ليسلم الراية بدوره لنجله داود الفتياني (43 عاما) الذي التقته الجزيرة نت.

يقو الفتياني الحفيد “رغم إيماني بصعوبة استرداد حقنا في هذه الأرض فإن بصيص أمل ما زال يُحيي الإرادة بداخلي التي أستمدها من تمسك والدي وجدتي بالأرض”.

جزء من أرض السفارة الأميركية في حي البقعة الفوقة غربي القدس

وحسب الفتياني فإن العائلة نشرت إعلانات في التسعينيات تؤكد ملكيتها للأرض وعدم تنازلها عن حصتها فيها، بعدما شاعت الأنباء عن وضع حارس أملاك الغائبين اليد عليها كون أصحابها الأصليين لاجئين ويعيشون خارج البلاد.

أثبتت عائلة الفتياني ملكيتها للأرض في المحاكم الإسرائيلية، وتمكنت من إيقاف مزاد علني عليها كان حارس أملاك الغائبين ينوي طرحه، ومرّت العائلة في أوقات عصيبة لعل أقساها حسب داود زيارة العديد من السماسرة منذ عام 1948 جدّته لإقناعها ببيع حصتها في الأرض.

يحتفظ داود بعشرات الأوراق الثبوتية لتأكيد حق عائلته في “أرض السفارة الأميركية” ويسير على طريق والده وجدّته، ولا يتوانى في زيارة الأرض بشكل أسبوعي ليستظل بما تبقى من أشجارها، إذ جُرفت مساحات من الأرض وأنشئت بنايات سكنية عليها.