نهاد الطويل - النجاح الإخباري - خاص: على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون، تنشط الاسواق التجارية في مدينة نابلس عشيّة العيد، فمنذ أيام لم تهدأ الحركة ، بعد أن صرفت الحكومة والقطاع الخاص "نصف راتب" للموظفين حيث انعكس ذلك ايجابا على دورة الشراء وساهم ولو بجزء قليل في تفعيل عجلة الاقتصاد.

وواصلت الأسواق في المدينة استقبال الضيوف والمتسوقين حتى ساعات متأخرة من الليل ما يتيح للجميع شراء احتياجاتهم تفاديا لارتفاع درجات الحرارة في نهار الصيام.

ميزانية محدودة ..

في غضون ذلك يلاحظ الكم الهائل من السلع التي تم طرحها في الأسواق رغم أن التجار يدركون مسبقا أن ما يحمله المواطن في جيبه هي " ميزانية محدودة " فهو لم يخرج بعد من مصاريف الشهر الفضيل حيث كانت الفاتورة بالنسبة للكثيرين باهظة وقد استنزفت رواتبهم وربما مدخراتهم.

و يؤكد حسين مرداوي "مستورد" أن المواطنين لن يقبلوا بأن يمر العيد دون ان يشتروا الثياب الجديدة والحلوى ناهيك عن الهدايا والعيديات المرتبطة بصلة الرحم.

ويعتقد حسين لـ"النجاح الإخباري" أن العائلات اليوم تدرس خطواتها في الأسواق جيدا قبل الغوص فيها.

وفي خلفية المشهد تتعالى أصوات التجار والباعة على البسطات في المدينة في وقت تملأ فيه الإعلانات التجارية والتنزيلات جنباتها و تتراوح بين 30 وقد تصل لـ 50 % لا سيما في قطاعي بيع الألبسة والأحذية.

ويتوقع، أن تشتد ذروة البيع عصرا وصولا الى ما يسمة "بوقفة العيد" المتوقعة اليوم السبت، على أن تقفل المحلات التجارية أبوابها في الأول وربما الثاني من أيام عيد الفطر السعيد.

الباعة المتجوّلون.

وعشية العيد المبارك ارتفعت وتيرة وضع "صغار التجار" للبسطات في الشوارع العامة وبمحاذاة الأرصفة،حيث تطغى " الشعبوية" على المشهد لجهة تعزيز الأسعار المقبولة لمختلف الطبقات الاجتماعية.

ويقول طلعت كعبي صاحب بسطة ركنها بجانب أحد الأرصفة الذي يضج بالمارة انه يبيع كيلو الشوكولا بـ 15 شيقلا، في حين تلقى رواجا جيدا من قبل المواطنين بسبب سعرها المقبول والرخيص قياسا على مثيلاتها في المحال التجارية التي تبيع أنواع فاخرة يصل سعر الكيلو الواحد في بعضها لنحو (60) شيقلا وربما أكثر.

وفي رده على سؤال يتعلق بالسبب الذي يدفع للشراء من هذه البسطات،يؤكد زاهد غانم أن هذه البسطات مناسبة لعامة الشعب خاصة وأن أسعارها قليلة.

ورأى المواطن غانم أن الضائقة المالية تعصف بالجميع،فكل واحد يحاول ان يوفّر على نفسه ويدخل السعادة والبهجة على قلوب أسرته.

وعند إحدى البسطات التي تبتاع الألعاب للصغار وقف معتز مسلم (30) عاما  قاصدا شراء بعض حاجيات أطفاله الذين ينتظرون العيد بشغف، مختصرا المشهد بالقول:" لم يعد باستطاعتنا شراء كل ما نحتاج اليه خاصة وأنني موظف حكومي واكتفيت بضروريات العيد فقط."

ورغم الحسومات والتنزيلات التي تشهدها أسواق المدينة الا أن الاسعار في الأساس تشهد هي الأخرى ارتفاعا مضطردا خاصة أسعار الفواكه والحلويات ما يزيد الثقل الشرائي على رب الأسرة ويحرم الكثيرين من ذلك.

وفي هذا الصدد تقول إحدى المتسوقات لـ"النجاح الإخباري": "لن يكون نصف راتب كافيا لمحدودي الدخل ما يجعل حركة الشراء في وضع حرج رغم كثرة المتسوقين ولكن لا مهرب من شراء الثياب للأولاد على الاقل وبعض الحلوى لنفرح بالعيد بعد شهر الصيام والقيام."

ويأمل التاجر ثائر ان لا تكون حركة الأسواق النشطة "بلا بركة"، متخوفا من أكتفاء المتسوقين بالفرجة والنظر من دون مد اليد الى الجيب للشراء.

" هدايا الأحياء للأموات..."

بمحاذاة ذلك تنتعش سنويا بالقرب من المقابر في المدينة بيع سعف النخيل، لتكون "هدايا الأحياء إلى الاموات" وشاهدا متجددا على المحبة والذكرى حيث تشهد المقابر توافد الزوار الذين يعملون على تنظيف أضرحتها قبل أيام تحضيرا لطقوس زيارات العيد.

ويأمل المواطنون في المدينة أن تقوم البلدية والجهات المختصة بتوفير أجواء صالحة للعيد لا سيما في المتنزهات في ظل الحديث عن تهالك البنية التحتية لمتنز العائلات والعمل على صيانة الاراجيح الحديدية القديمة وتأهيلها.

تأمين العيد ..

أخيرا لا بد من تذكيركم بالخطة المرورية التي وضعتها الشرطة "لتأمين العيد" في مدينة نابلس حالها كحال شقيقاتها من مدن الضفة الغربية حيث سيستمر تطبيقها الى ما بعد نهاية أيام العيد.

واعتمدت قيادة الشرطة الخطة المرورية التي أعدتها إدارة المرور والخطة الأمنية التي اعدتها غرفة العمليات المركزية بالتنسيق مع كافة ادارات الشرطة وشرطة المحافظات والأجهزة الأمنية والتي ستطبق خلال الأيام القادمة.

وتقتضي الخطة تكثيف العمل الشرطي وخاصة المروري في الشوارع والطرقات وعلى المفارق الرئيسية، بهدف تنظيم حركة السير ودخول المواطنين للأسواق، وخاصة في الفترة الصباحية والمسائية، بحسب المتحدث باسم الشرطة لؤي ارزيقات.

وأكدت الشرطة في بيان لها انه سيتم توزيع الدوريات المحمولة على مداخل المدن لإرشاد المواطنين حول الشوارع التي سيستخدمونها في وقت الازمات والاغلاقات الطارئة، واجراء التحويلات اللازمة داخل المدن، وإغلاق تام لبعض الطرق المؤدية لمركز المدينة حيث يتزامن ذلك مع اغلاق كافة المداخل المؤدية الى الدوار الرئيسي في المدينة واجراء التحويلات اللازمة وهو ما ينطبق أيضا على رام الله ، بيت لحم ، الخليل ، طولكرم.

الفسيخ.. إفطار العيد في نابلس  (رويترز)