د. مؤيد حطاب - النجاح الإخباري - في بحث نشر حديثا في مجلة "المحادثة" للابحاث والمقالات الاكاديمية والعلمية البريطانية-الاسترالية قام فريق من الباحثين مكون من  الدكتورة كارولين ماكان -أستاذ مشارك ، في جامعة سيدني الاسترالية، و الدكتور أميرالي منباشيان أستاذ مشارك ، في جامعة نيو ساوث ويلز الاسترالية، والباحث كيت دبل في جامعة أكسفورد البريطانية، بنشر مختصر لبحثهم حول.

اهمية الذكاء العاطفي في مستوى التحصيل والنجاح الاكاديمي للطلاب ومقارنة تلك الاهمية بالقياس العالمي لنسبة الذكاء المعروف ب (IQ) حيث خلص الفريق الى نتائج هامة يجب مراعاتها من قبل الحكومات والمدرسين والأهل والطلاب على حد سواء في برامجهم الناهضة بستوى التعليم والتعلم الاكاديمي.

وذكر البحث ان  القدرة على فهم مشاعر الطلاب تساهم تقريبًا بنفس المقدار الذي يساهم فيه نسبة الذكاء ال (IQ) في تحصيلهم على الدرجات العلمية. وذكر البحث ان الدرسات السابقة كانت قد توصلت الى ان هناك صفتين شخصيتين مهمتين للنجاح الأكاديمي للطالب وهما الذكاء والتركيز، حيث يساهم معدل الذكاء بحوالي 15٪ من الاختلافات بين درجات الطلاب في حين أن التركيز  يساهم بحوالي 5 ٪ في شرح الاختلافات بين درجات الطلاب.

ويستطرد البحث في ان ما تمكن الباحثون من إثباته في دراستهم الجديدة، أو إكتشافه، في بحثهم الأخير أن الذكاء العاطفي يفسر حوالي 12 ٪ من الاختلافات في درجات الطلاب الاكاديمية، مما يعني ان نسبة الذكاء العاطفي او فهم المشاعر تعادل في اهيتها  تقريبا مستوى الذكاء النسبي للطلاب.

ما هو الذكاء العاطفي؟

ذكر الباحثون ان هناك تعريفات مختلفة لمفهوم الذكاء العاطفي من بينها أنه القدرة على إدراك، واستخدام، واستيعاب، وإدارة مشاعر الشخصية ومشاعر الآخرين ايضا.

واعتبر البحث ان الطلاب الذين يمتلكون القدرة على فهم العواطف يمكنهم النجاح اكثر من غيرهم في القدرة علي تنظيم عواطفهم في المواقف الصعبة و السيطرة على ما قد يتعرضون له من ضغطوطات. لكن بعض المهارات العاطفية كانت لها أهمية أكثر من غيرها، حيث وجد البحث ان أهم مهارتين عاطفيتين يؤثران على النجاح الأكاديمي هما القدرة على فهم العواطف والقددرة على إدارة العواطف، وهذا ما يسمى "الذكاء العاطفي بالقدرة".

فالطلاب  الذين لديهم مهارة فهم العواطف يستطيعون أن يصفوا مشاعرهم ومشاعر الآخرين بدقة. اضافة الى أنهم يعرفون الدوافع العاطفية، وكيف تتغير العواطف، وكيف لها ان تتجمع أو تتحد. أما الطلاب الذين يستطيعون إدارة العواطف فإنهم يمتلكون القدرة على تنظيم عواطفهم في المواقف الصعبة، مما يمكنهم من معرفة ما يجب القيام به للحفاظ على علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين.

لماذا يرتبط الذكاء العاطفي بدرجات أكاديمة جيدة؟

هناك ثلاثة أسباب على الأقل ذكرها البحث تجعلتهم يصلون الى الاعتقاد بأن الذكاء العاطفي العالي للطلاب مرتبط بشكل مباشر بالأداء الأكاديمي المتقدم للطلاب، وهذه الاسباب هي:

أولاً: القدرة على التنظيم العواطف. فقد يشعر الطلاب بالقلق من الاختبارات أو العرض امام الآخرين، أو قد يشعرون بالملل عند تعلم مساق هام لكن جامد، أو قد يشعرون بالإحباط أو خيبة الأمل عندما يبذلون قصارى جهدهم لفهم مسألة او تحيليل واجب لكن دون جدوى.

هنا الطلاب الذين يملكون القدرة على تنظيم هذه المشاعر الصعبة سيحققون نجاحا افضل حيث انهم يفهمون ان القلق لن يضعف قدرتهم على أداء الاختبار، وسيخترقوا الملل والإحباط عبر تحدي المواد الصعبة، وسيتعلمون من اخطائهم أو ما وصلهم من ردود سلبية فيتمكنوا من تجاوزها في المستقبل، بدلاً من الخضوع لخيبة الأمل.

ثانيًا: يمكن للطلاب ذوي الذكاء العاطفي العالي تكوين علاقات اجتماعية أفضل مع زملائهم في الصف او القاعة،  والمعلمين والمدرسين، مما يمكنهم من الحصول على المساعدة في الأعمال الاكاديمية، والاهتمام بهم عند الاحتياجات الاجتماعية أو النفسية. 

ثالثًا: تتطلب العديد من المواد الأكاديمية غير التقنية- أو الفنية- فهمًا للعواطف الإنسانية والعلاقات الاجتماعية باعتبارها جزءًا أصيلا من تلك المواد. ففهم الخير والشر، الحب والخيانية في المساقات المتلصة بالادب الروائي او الشعري لا يتطلب فقط المهارات اللفظية ولكن المعرفة والمهارة العاطفية ايضا. وبالمثل، يتطلب تحليل الشخصية الجاذبة للقادة في  صعود الأنظمة الفاشية المعرفة والتحليل الاجتماعيين.

في الخاتمة يذكر الباحثون ان نتائج البحث قد أظهرت أن المعلمين والآباء والطلاب يجب أن يركزوا على المهارات العاطفية "الذكاء العاطفي"  للطالب، كون ذلك لا يشكل فقط دورا هام في حياتهم النفسية، بل أيضًا كونها تشكل مصدرا اساس في قدرتهم على النجاح الأكاديمي وتحصيل درجات أفضل.

 يمكن الاطلاع على البحث كاملاً عبر الرابط التالي: shorturl.at/lsCP5