ناشطون - النجاح الإخباري - كتب الناشط سامي ابو سالم عبر صفحته على الفيسبوك إجابة تعبيرية عن تساؤل واحد يدور في أذهان النازحين من غزة...

لماذا لايحبون الصباح؟! 

وكانت الإجابة المطولة على النحو التالي: 

النازح بغزة لا يحب الصباح

- [ ] لأنه يعني يوم شاق جديد، وخوف جديد، وانهاك جديد… خوف من موت أحد الأحبة أو الاصابة باعاقة له أو لأحد الأطفال نتيجة شظية جاءت من بعيد.

- [ ] لأنه سيحمل غالونات ماء لتعبئتها بالماء الذي يعتقد أنه يصلح للشرب. ربما يأتي بائع المياه وربما لا، فيضطر أن يمشي لأقرب نقطة تبيع مياه ربما ٤ كم.

- [ ] سيحمل كابوس مياه الغسيل والاغتسال وسط هذا الحر والخيام التي تحولت لأفران.

- [ ] الصباح يعني تجدد كابوس الاستحمام، هل يوجد ماء؟ أين الاستحمام؟ هل الحمام لذي ثبته في الشارع من قطع قماش متين؟

- [ ] كابوس جديد للمراهق الذين تجتاحه الجنابة بشكل شبه يومي ويضطر للاغتسال لكن لا يوجد ماء كاف، ويخجل البوح بهمه الشخصي. وأيضا للفتاة التي انتهت من حيضها، لازم تتحمم، لا يوجد ماء.

- [ ] ان توفر حمام جماعي فتتجدد مهارة السير في حقل من الخريات متعددة الأشكال والألوان والأحجام، المحيطة بالحمام، وقضاء الحاجة وسط روائح قاتلة وأطنان من الذباب هذا في حال كان الحمام فاضي أو المجاري سالكة.

- [ ] تجدد التوتر والقلق من العدوى والأمراض.

- [ ] الصباح يعني يوم جديد من المعارك مع الذباب نهارا والباعوض ليلا. 

- [ ] صباح جديد من رائحة العرق النتنة أينما تواي مناخيرك، ولا فرصة لبذخ "الدش".

- [ ] يوم جديد من الشعور بالعجز لأنك لا تستطيع أن تفعل شيئا لحماية شعبك أو على الأقل عائلتك.

- [ ] يوم جديد من الذل وانت تسأل عن كابونة (سلة غذائية) من أبو طلحة/ أبو البراء/ أبو مصعب/ "أمير المسجد" في الحارة اللي أصلا مش فاضيلك، أو من جمعية خيرية فشلت أنت في مقابلة أي من موظفيها وكأنهم أشباح، كي تتسول سلة غذائية، أو "مختار" الحارة اللي بيحكيلك "مش للنازحين.

- [ ] يوم جديد من الذل وهو يتوسل تاجر حرب لتعبئة أنبوبة غاز الطبخ الذي بلغ سعر تعبئتها أكثر من ١٠٠ دولار.

- [ ] يوم جديد من جهودك في حراسة الخيمة كي لا يأتي حرامي يشقها بسكين ويخطف أي شنطة تطالها يده ويهرب… ربما تكون اهم شنطة فيها "ذهبات المرة وتحويشة العمر ووثائق ملكية".

- [ ] يوم جديد تحرس فيه الخيمة كي تطرد المتحرشين ومن يحاولون استغلال الحاجة والعوز.

- [ ] يوم جديد من المعارك بين البنين والبنات في الخيمة الواحد وبين الزوج والزوجة والحماة والكنة والسلفات ووو (محدش متحمل كلمة من التاني).

- [ ] يوم جديد من المعارك ما أهل البيت، "فلان وفلان وفلان سافروا برة غزة، ليش ما نسافر زيو؟ اعمل تنسيق وطلعنا"

- [ ] تجدد عبء الفطور والغداء والعشاء، ويجب أن لا يبيت لأنه لا يوجد ثلاجة.

- [ ] تجدد تناول طعام اجباري (معلبات) كثير منها فاسد وتعفن رفم أن تاريخ الصلاحية غير منتهي، وتسببت بوعكات صحية لمن تناولها.

- [ ] عبء جديد في البحث عن حفاضات الأطفال أو كبار السن، أحيانا تتوفر وأحيانا تتبخر، انت تحت رحمة لصوص المساعدات وتجار الحروب.

- [ ] تجدد روائح المجاري والصناين.

- [ ] تجدد رحلة البحث عن/ أو شراء حطب.

- [ ] تجدد الاصطفاف في طابور عيادة للحصول على دواء مرض السكر او الضغط او غير ذلك، ربما ينجح وربما لا.

- [ ] ربما يوم جديد للاصطفاف على طابور صراف آلي يتيم أو مخبز أو جمعية خيرية والعودة بخفي حنين.

- [ ] تجدد المعارك بين اطفاله واطفال الحيران وربما تكبر وتصبح بين عشيرتين.

- [ ] الصباح يعني يوم جديد من الاهانات في السوق عند محاولة شراء ضروريات (فوط نسائية، أو فوط أطفال، ملح، سكر، أدوية لوعكات طارئة) لكن لا سيولة حتى لو معك مليون دولار في البنك فلن تنفعك ولن يداينك أحد. 

- [ ] يوم جديد من الاهانات في المواصلات؛ على كارة حمار أو في شنطة سيارة أو توكتوك أو الاصطفاف مثل عجول عيد الأضحى في شاحنة بين عشرات الأشخاص وسط انتشار الكبد الوبائي وأمراض جلدية، وغالبا ستفقد هاتفك أو محفظتك.

- [ ] الصباح يعني يوم جديد من عدم انجاز شئ، مجرد اللهاث وراء الضروريات للبقاء على قيد الحياة، لا مدارس لا تعليم لا جامعات لا عمل ولا انتاج على أي مستوى، بل العكس، 

- [ ] صباح جديد يعني أطفال يطلبوا منك أشياء كثيرة ولا نستطيع أن تلبي أي منها. (لا تنزه ولا حلويات ولا ملابس ولا حتى كأس ماء بارد).

- [ ] يوم جديد من الحيرة والقلق، يبقى في رفح أم ينزح لوسط القطاع أو خانيونس؟ وإذا نزح فأين؟ وهل يتوفر في المكان ماء؟ حمام؟ طعام؟ هل سيجتاحوا رفح أم لا؟

- [ ] صباح جديد يعني يوم جديد من الانهاك وهو يفكر في عذابات متجددة نتيجة عنجهية عدو متعطش للدم، ثور هائج يدمر بلا كوابح، يتلذذ بسحق الضعفاء بدعم دولي عسكري واعلامي وقانوني بلا حدود، مقابل قيادة مراهِقة.

- [ ] القائمة لا تنتهي

- [ ] النازح لا يحب الصباح