بشار دراغمة - النجاح الإخباري - النجاح الإخباري- ساري جرادات من الخليل : هنا في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، سواء ارتفعت الحرارة أو تدنت، تجد عشرات المواطنين يصطفون على محلات بيع "كرابيج الحلب" ، فهي تعتبر حلوى رخيصة مقارنة بأنواع الحلويات الأخرى المعروفة لدى الفلسطينيين، ويباع سعر القطعة الواحدة منها بشيكل واحد، الأمر الذي يمكن المواطنين من شرائها، وبكميات كبيرة. 

ويزداد إقبال المواطنون على شرائها في فصل الشتاء لمد أجسامهم بالسعرات الحرارية اللازمة لمواجهة البرد القارص، وخاصة مع ظل الحالة الاقتصادية المتردية لآلاف العائلات الفلسطينية، ومصاريف الشتاء الزائدة التي ترهق جيوب المواطنين، يستطيع رب الأسرة إدخال الحلوى لمنزله وبسعر زهيد يأكل جميع أفراد الأسرة منها.

وداخل هذا المحل يعد ماجد النتشة (60 عاماً) كرابيج الحلب، ويحتفظ بسرها الذي ورثه من والده، حيث عاش أبو ماجد في الأردن سنين عديدة، وتزوج من سيدة سورية، وتعلم من أصهاره طريقة صناعة حلوى كرابيج الحلب، التي تعتبر سورية المنشأ وشامية المذاق قبل أن يعود ويستقر في مسقط رأسه مدينة الخليل.

يقول أبو علي لـ " النجاح الاخباري ": بدأ والدي بصناعة كرابيج الحلب، وكانت البداية صعبة، لأنها حلوى حديثة على الشارع ، واحتاج تسويقها لصبر طويل، وكنت أضع صينية فوق رأسي وأتجول لبيعها بين البيوت والحارات، وفي بعض الأحيان لم أكن أبيع ربع ما احمله على رأسي.

والدة أبو علي السورية الأصل أضافت لعمله حلوى الزلابية والتمرية التي يتميز بطريقة صنعها الشهية، ما جعله من أشهر صناع هذه الحلويات على الصعيد المحلي، ويعمل معه أبنائه الثلاثة الذين نقل إليهم طريقة صناعتها، حيث يعتبرونها مصدر رزق وحفاظ على التراث، ولحلوياته زبائن من مدينة الخليل وخارجها.

تمر صناعة كرابيج الحلب بثلاث مراحل، الأولى وهي طريقة صناعة العجينة ويعتبرها سر مهنته، والمرحلة الثانية يتم إخراج العجينة من قالب صنع خصيصا لها لوضعها في الزيت الساخن لقليها، وآخر مرحلة هي إغراق الكرابيج بالقطر المكون من السكر والماء وبعض المقادير والمواد التي يرفض أبو علي الإفصاح عنها.

وقال رمزي النتشة لـ  "النجاح الاخباري": أن العمل في صناعة وبيع كرابيج حلب يدر دخلا مادياً جيداً، وأستطيع من وراء البيع تغطية تكاليف المواد الخام الداخلة بإعداده، ونعتبرها مصدر رزق ودخل وحيد لنا، وعشاق كرابيج حلب والزلابية والتمرية يزدادون يوم بعد آخر والحمد لله.

وقال المواطن ضرغام عرامين ( 27 عاماً) انه يقبل على شراء كرابيج حلب في شتى المواسم، كون سعرها رخيص وطعمها طيب، وبدأت اشتريها منذ طفولتي، حيث كان يقوم العديد من الأطفال ببيع كرابيج حلب في العطلة المدرسية الصيفية، ويتجولون في الحارة التي أسكن فيها بلدة سعير.

ويبلغ ثمن قطعة الزلابية أو التمرية (2)شيكل، وأدخل أبو علي على مهنته أكلة الأرز بالحليب الذي يعتبر أكلة شعبية رائدة في فصل الصيف، بالإضافة للسحلب، والقشطة بالعسل، والمهلبية، وتندرج هذه الأنواع تحت أنواع الحلويات التي يبرع أبو علي في صناعتها على حد وصف المواطنين المصطفين على شرائها من محله في مدينة الخليل.