ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور اجتماعه الثاني للجمعية العامة للأمم المتحدة يتوقع البعض أن يكون للاجتماع نبرة مختلفة عن العام الماضي عندما لم يكن زعماء العالم مستعدين لترامب أو أسلوب دبلوماسيته أو لتصميمه على دفع "أجندة أمريكا أولاً". 

قال جون ألترمان نائب الرئيس الأول لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "لقد قام الكثير من الزعماء بالتعامل مع الرئيس وسيكونون لطيفين معه شخصياً ولكنهم سيعملون على إنشاء تحالفات واسعة النطاق لعرقلة أو إضعاف الكثير من مبادرات الرئيس لأنهم يعتقدون أنها مضللة.

"سيحاولون استخدام هذا الاجتماع للمضي قدماً في هذه الاستراتيجيات ولكن هل سيستطيعون أن يضعوها في وجه الرئيس" أضاف ألترمان.

وقال ستيوارت باتريك وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش والذي أصبح الآن زميلاً بارزاً في مجلس العلاقات الخارجية إن ترامب "يتخلى عن القيادة العالمية ويتراجع إلى قومية ضيقة الأفق" وأن منهجه "يوفر حوافز قليلة للبلاد التي تسعى لأن تلاءم سياساتها الولايات المتحدة. "

وأضاف"ان سياسة الادارة أحادية الجانب تبدو ضعيفة اذ ان الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعبت من البحث في مدى استعداد أمريكا لتقديم تنازلات."

"وفي الأسبوع المقبل سيواجه الرئيس جمهور عالمي أكثر تشككاً بسياساته ويستيقظ على حقيقة أن دبلوماسية إدارته هي أخذ كل شيء بدون عطاء في المقابل" ومع ذلك قد يكون من الصعب على إدارة ترامب تغيير مسارها  نظراً لمسار سياستها الخارجية.

عندما غادر وزير الخارجية السابق جون كيري وزارة الخارجية للمرة الأخيرة في 19 يناير 2017 أخبر الدبلوماسيين أن الولايات المتحدة "تشارك بشكل أكبر في أماكن أكثر في هذا العالم وذات تأثير إيجابي أكبر من أي وقت في التاريخ الأمريكي". وكانت مزاعمه جدلا في ذلك الوقت ولكن إذا كان الأمر صحيح في ذلك الوقت يبدو انها لم تعد كذلك وزرعت بذور هذا التراجع حتى قبل أن يعفي ترامب أول وزير خارجية في إدارته.

ويؤكد ألترمان  انه في الأشهر القليلة الأولى من تسلمه الرئاسة انسحب ترامب من صفقة تجارية عبر المحيط الهادئ واتفاق باريس بشأن المناخ وسحب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة. وتساءل مرارا عن أهمية حلف شمال الأطلسي وفائدة الجماعات والمنظمات المتعددة الأطراف الأخرى  بالإضافة لإهانة قادة حلفاء الولايات المتحدة والتقليل من دور تقارب إدارة أوباما مع كوبا. في ديسمبر وأخيراً اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وخلال الأشهر الستة الأخيرة فقط قام ترامب بسحب الولايات المتحدة من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وقطع تمويل وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين  وأوقف كل المساعدات تقريباً للفلسطينيين.

وفي الإطار الزمني نفسه فرضت الإدارة الأمريكية أيضاً عقوبات على تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي وخفضت مساهماتها في جهود تحقيق الاستقرار في سوريا  وانسحبت من الاتفاق النووي الإيراني وخفضت بشدة قبول اللاجئين وهددت بمقاضاة موظفي المحكمة الجنائية الدولية إذا فتحت المحكمة حتى التحقيق في جرائم الحرب المزعومة من قبل القوات الأمريكية وبدأت حرب تجارية مع الصين واقترح ترمب أخيراً على  أن الولايات المتحدة قد ترك منظمة التجارة العالمية.

بالإضافة للعلاقات المستمرة والمتوترة مع كل من الصين ورسيا بالإضافة لحدة التوتر مع كوريا الشمالية والبرنامج النووي الكوري هل سيكون ترامب قادر على أن يضع الولايات المتحدة في الصدارة العالمية مرة أخرى أم سيستمر بالسياسة ذات التوجه الداخلي فقط.