ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - نحن على وعي متزايد بتلوث البيئة حولنا  وقد ركز الكثير من الاهتمام مؤخراً على كيفية امتلاء الأسماك والمخلوقات التي تعيش بالمحيطات بقطع صغيرة يتراوح قطرها بين 5 ملليمترات وقطر 100 نانومتر وهذا يعني أن هذه المواد البلاستيكية الصغيرة في المحيطات تدخل السلسلة الغذائية وفي النهاية  تدخل أجسادنا.

لكن الأسماك  ليست مصادرنا الغذائية الوحيدة التي يمكن أن تحتوي عليها وفي الواقع قد تكون مصادر أخرى لا تأتي من البحر أكثر إثارة للقلق ويمكن أن يحتوي جزء من بلح البحر المستهلك في أوروبا على حوالي 90 ميكرو بلاستيك ومن المرجح أن يتفاوت الاستهلاك بشكل كبير بين الدول والأجيال ولكن قد يأكل بلح البحر ما يصل إلى 11000 قطعة من البلاستيك المصغر في السنة.

من الصعب معرفة عدد الجزيئات الصغيرة التي قد نستهلكها من الأسماك حيث  قامت معظم الدراسات حتى الآن بتحليل محتوى المعدة والأمعاء في هذه الكائنات والتي عادة ما يتم إزالتها قبل الاستهلاك ولكن وجدت دراسة واحدة أن اللدائن الدقيقة في كبد السمك تشير إلى أن الجسيمات يمكن أن تنتقل من الأنسجة الهضمية إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتم العثور على البلاستيك  أيضا في الأسماك المعلبة والأرقام التي تم تحديدها كانت منخفضة وبالتالي فإن المستهلك العادي قد يأكل البلاستيك مع جزء من الأسماك.

مصادر غير بحرية

على الرغم من هذه النتائج  تظهر أبحاث أخرى أن المزيد من اللدائن الدقيقة في طعامنا من المحتمل أن تأتي من مصادر أخرى غير البحر الأسماك وهو الحيوانات البرية التي تأكل أيضا المايكروبلاستيك وهناك دراسة عن الدجاج الذي يتم تربيته في الحدائق في المكسيك وجدت ما معدله 10 من اللدائن الدقيقة في داخل جسن الدجاج وهو طعام شهي في بعض أجزاء من العالم ووجد العلماء أيضا اللدائن الدقيقة في العسل.

ولعل أكبر مصدر معروف للمواد البلاستيكية التي نستهلكها هو المياه المعبأة في زجاجات حيث قام الباحثون بفحص مجموعة متنوعة من أنواع زجاجات المياه الزجاجية والبلاستيكية  وجدوا بقايا ميكروية في معظمها.


و زجاجات الماء ذات الاستخدام الواحد تحتوي على ما بين 2 و 44 قطعة من اللدائن الدقيقة لكل لتر مما يعني أننا قد نعرض أنفسنا إلى المزيد منها في كل مرة نقوم فيها بملء زجاجة بلاستيكية من أجل تقليل النفايات.

وفي دراسة حديثة أننا يمكن أن نحصل على جرعة سنوية من ما يقرب من 70،000 قطعة من اللدائن الدقيقة من الغبار الذي يستقر على عشاءنا وهذه ليست سوى واحدة من وجباتنا اليومية.

والسؤال الآخر الذي لا يزال يتعين على العلماء الإجابة عليه عندما يتعلق الأمر بالمواد الدقيقة في غذائنا هو مدى الضرر الذي يلحقونه بأجسادنا بالفعل