النجاح الإخباري - منذ بداية حربه على قطاع غزة يتبع الاحتلال سياسة "الحرب القذرة" أي القصف الجوي المكثف تطبيقاً لسياسة الأرض المحروقة، وهو ما أكده موقع واللا العبري صباح اليوم حين قال إن احتلال مدينة غزة يقوم على 3 مراحل أولها الكرة النارية ثم التقدم البريء البطيء وأخيرا جمع المعلومات الاستخباراتية.

وفي وقت لا يفرق جيش الاحتلال بين المدني والمقاتل، باعتراف رئيس اركان الجيش الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي، الذي صرح مؤخراً أن 10% من سكان قطاع غزة قتلوا أو جرحوا.
زعمت صحيفة معاريف العبرية في تقرير لها أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات كبيرة في سعيه لحسم ملف غزة، مبرزة الدور الاستراتيجي لعزّ الدين الحداد، المطلوب الأول لإسرائيل، في إدارة التوازن بين المقاومة والمفاوضات المحتملة.

وفق معاريف، تعتمد إسرائيل على تصعيد وتيرة النيران لدفع قائد لواء مدينة غزة في حماس، عزّ الدين الحداد، للضغط على قيادة الحركة نحو وقف القتال. لكن تقديرات أخرى تشير إلى أن الحداد لا يتعجل التوصل إلى اتفاق، بل أعد خطة مواجهة مختلفة، تعتمد على تعزيز دفاعاته الداخلية وشبكة مقاتلي حرب العصابات لمواجهة أي تقدم للجيش الإسرائيلي  وفق ما جاء في صحيفة معاريف .

وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يسير وفق جدول زمني مرتبط بإخلاء المدنيين، حيث تم فتح محور صلاح الدين لمدة 48 ساعة لتمكين نزوح أكبر نحو منطقة المواصي، وسمح بخروج 550 فلسطينيًا من غزة إلى خارج البلاد فقط خلال يوم واحد. وتشير المصادر العبرية إلى أن حماس تمنع المدنيين من المغادرة، مدركة أن ذلك يصعّب مهمة الجيش ويُبقي المقاومة متماسكة داخل المدينة.

وزعمت تقارير إسرائيلية أن حماس نقلت الأسرى إلى داخل مدينة غزة، في ما وصفته تقديرات إسرائيلية بـ"استخدام الدروع البشرية"، ما يفرض على الجيش التحرك بحذر شديد تحت مظلة استخباراتية مشتركة بين الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية  بحسب "معاريف".

وأفادت التقارير العبرية أيضًا بأن القيادة الإسرائيلية تؤكد على أن القتال في غزة سيكون طويلًا ومعقدًا، وقد يمتد لأسابيع أو أشهر، مع التركيز على سلامة الأسرى والجنود قبل أي اعتبارات أخرى.
 وأضافت "معاريف" أن الجيش يخطط  لتكثيف الضربات الجوية والمدفعية لدفع المدنيين إلى النزوح، وربما للتأثير على عزّ الدين الحداد ودفعه لممارسة الضغط على قيادة الحركة، خاصة بعد نجاته من محاولة اغتيال في الدوحة قبل أيام .

على الرغم من ذلك، تقول المصادر الإسرائيلية إن الحداد يظل حذرًا من مواجهة مباشرة مع الجيش الإسرائيلي، لكنه حافظ على منظومة دفاعية قوية داخل المدينة، مع شبكة محكمة من مقاتلي حرب العصابات، ليبقي التحدي مفتوحًا أمام الجيش، وفق ما أشار إليه مسؤولون أمنيون إسرائيليون، بحسب ما ورد في "معاريف".