نابلس - النجاح الإخباري - أظهرت أحدث الدراسات أن الاهتمام بمناعة الجلد من أبرز وسائل الحفاظ على شبابه، وأن الحماية التي تؤمنها البكتيريا الجيدة تُعزّز هذه المناعة.

ولكن ما هي الخطوات الضرورية للحفاظ على هذه البكتيريا المفيدة؟

يعتبر الخبراء أن المعدة هي دماغنا الثاني، أما الدماغ الثالث فليس إلا الجلد الذي يتواصل باستمرار مع الدماغين الأولين. هذا الجلد الذي يُعتبر موطناً لحوالي 400 عائلة من البكتيريا والأجسام المجهريّة التي تنتشر عليه، وتُغطّي سطحه مليارات منها بشكل مرحلي أو دائم، وهي تعمل بذكاء لخدمة الجسم إذا تركناها بسلام.

يؤكد الخبراء أن عدد البكتيريا المتواجدة على سطح البشرة وداخل الجسم يفوق عدد خلاياه، فهي موجودة في كل مكان انطلاقاً من سطح الجلد وصولاً إلى داخل الغدد الدهنية، وغدد التعرّق، وجريبات الشعر، وداخل العين، وحتى طبقات الأدمة، وأنسجة ما تحت الجلد التي كان يُعتقد سابقاً أنها معقّمة.

دور البكتيريا الجيدة:

تؤثّر البكتيريا الموجودة في الأمعاء على نوعية البشرة وصحتها، أما أي خلل يطالها فيُترجم عبر مجموعة من المشاكل الحيويّة التي قد تأخذ شكل: حب شباب، إكزيما، داء الصدفيّة، أو حتى التهابات في الجلد. ويلعب الإجهاد النفسي دوراً مؤثراً على دور هذه البكتيريا، وعلى وظيفة البشرة في مجال حماية الجسم، فهو يخفّف من قدراتها الوقائيّة، يزيد جفافها، ويُخفّف من قدراتها الدفاعية عند تعرضها للأشعة ما فوق البنفسجيّة. كما يؤثّر هذا الوضع سلبياً على نظامها المناعي وفعاليتها في مجال الحماية من: التلوث، التعرّض لأشعة الشمس، وتبنّي العادات التجميلية والغذائية السيئة.

- حماية البكتيريا:

يميّز الخبراء بين نوعين من البكتيريا: السيئة والجيدة. وإذا كانت الأولى سيئة السمعة فإن الثانية مفيدة وضروريّة كونها تقوم بوظيفتها في حماية الجسم من العناصر الدخيلة عليه كما تنظّم حرارته، تضبط هرموناته، تحدّ من التهاباته، تساعده على الاحتفاظ بالماء وإيصال رسائل إلى الحواس، والجدير ذكره أن هذه الخارطة البكتيرية تكتمل في عمر 3سنوات وترافقنا طوال العمر كما أنها تختلف بين شخص وآخر.

للحفاظ على صحة البشرة، علينا حماية هذا المجتمع البكتيري الذي يتميز بكونه غير مرئي وحساس جداً. أما الحماية فتبدأ من خلال الحفاظ على النسبة الطبيعيّة لحموضة البشرة التي عليها ألا تتعدى الرقم 4,8 في حالة البشرة العادية.

وذلك من خلال تجنّب أنواع جل الاستحمام الراغي والصابون التي تصل نسبة الحموضة فيها إلى الرقم 10، واستبدالها بمستحضرات تحافظ على نسبة حموضة محايدة أو تتخذ شكل زيت للاستحمام.

هذا بالإضافة إلى تجنّب الإفراط في تنظيف البشرة والاكتفاء بغسلها صباحاً ومساءً ثم رش القليل من المياه الحرارية أو مياه الأزهار. يُنصح أيضاً بتجنّب تكديس المستحضرات على البشرة والتوجه نحو المستحضرات ذات الصيغ الزيتيّة، وتجنّب التركيبات التي تحتوي على الكثير من الماء على أن تبقى الأفضليّة لاستعمال المستحضرات المعبأة في في أنابيب أو في عبوات لايدخل إليها الهواء مما يضمن حمايتها من التلوث

تعزيز نظام المناعة:

تُشير الاختبارات إلى أن ثلاثة أرباع دفاعاتنا المناعيّة موجودة في الأمعاء، ولذلك يُعتبر النظام الغذائي المتوازن وسيلة أساسيّة لتعزيز المناعة ومحاربة الشيخوخة المبكرة. ويُشكّل النظام الغذائي المتوسطي وسيلة فعّالة جداً لتعزيز المناعة كونه يركّز على تناول الخضار، والفاكهة، والبقوليّات، والحبوب الكاملة، والأسماك الدهنيّة. ويُساهم اعتماد الصيام المتقطّع أيضاً في تعزيز المناعة كونه يترك المجال للجسم كي يصنّع خلايا مناعيّة جديدة. وهو يعتمد على الامتناع عن تناول الطعام لمدة 12 ساعة ويُنصح باعتماده عند تبدّل الفصول مرتين أو ثلاثة أسبوعياً لمدة 3أسابيع متتالية.