وكالات - النجاح الإخباري - نقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، اليوم الأحد، عن مسؤول بارز – لم تذكر هويته- قوله إن القرار بشأن الهدنة تم اتخاذه على خلفية الفشل في توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وبسبب الضغط الدولي على إسرائيل.
وأشار المسؤول إلى أن «الهدنة الإنسانية تهدف إلى إعطاء الولايات المتحدة هامش مناورة لكي تتمكن من الدفاع عن إسرائيل في المحافل الدولية، نظرًا لأن إسرائيل تُعتبر المسؤولة عن تدهور الوضع الإنساني في القطاع».
سلوك فاضح
وأوضحت مصادر أخرى لـ(كان) أن هناك ضغط دولي شديد يمارس على إسرائيل بسبب «سلوكها الفاضح».
ولفتت المصادر إلى أنه «لم يخرج أي مسؤول سياسي حتى اللحظة لتوضيح ما حصل في الساعات الأخيرة»، وتابعت: «يبدو هذا في إطار البحث عن جهة لإلقاء اللوم عليها وإخراج المستوى السياسي من معادلة التراجع» - وذلك على خلفية موافقة الحكومة على إدخال المساعدات إلى القطاع.
وأضافت هيئة البث، عن مصادر، أن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة ليس مجرد انعطاف عن عملية «عربات غدعون»، بل هو «تراجع إلى الوراء وقد أصبح الآن متأخرًا جدًا».
ضغوط هائلة
ونوهت المصادر إلى أن «على الرغم من أن إسرائيل لم تحصل على أي شيء في إطار صفقة لتحرير المحتجزين، فإن سلوك متخذي القرار حتى الآن أدى أيضاً إلى ضغوط هائلة على إسرائيل والموافقة على إدخال عشرات الشاحنات من المساعدات إلى غزة من الأردن ومصر».
واستطرد هيئة البث بأنه خلال الهدنة الإنسانية ستسمح إسرائيل أيضاً بإسقاط المساعدات جواً من قبل مصر والإمارات، بل وستسقط بنفسها مساعدات إنسانية.
من جانب آخر، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن حكومة نتنياهو شعرت بالضغط من الانتقادات العالمية.
وتابعت: «سُجل فشل كامل لنتنياهو، حيث إن الضرر الإعلامي والدعائي قد حدث بالفعل»، زاعمة أن إدخال المساعدات سيساعد حركة حماس، مدعية أن «حماس ستحصل على كل المساعدات التي أرادتها، بالطريقة التي أرادتها دون أن تدفع أي مقابل».
إدخال المساعدات
وصباح اليوم، تحركت شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى معبر كرم أبو سالم جنوب مدينة رفح، من أمام معبر رفح البري، تمهيدًا للدخول إلى قطاع غزة.
وقال مصدر مسؤول بشمال سيناء، إن الشاحنات تحت إشراف الهلال الأحمر المصري، وتحمل علي متنها مساعدات غذائية وطبية لصالح المتضررين من أهالي قطاع غزة.
وتأتي هذه المساعدات ضمن جهود الإغاثة الإنسانية لمساعدة سكان غزة في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، حيث تحتوي الشاحنات على مساعدات غذائية وطبية أساسية لدعم المتضررين من الأحداث الأخيرة.
بدوره قال محافظ شمال سيناء، خالد مجاور، إن مصر تواصل دعمها الكامل للأشقاء فى قطاع غزة، وإنها تعمل على المستويين السياسي والإنساني بالتوازي، وأن جميع أجهزة الدولة تعمل على مدار الساعة في تنسيق جهود إدخال المساعدات للأشقاء الفلسطينيين.
وفي وقت سابق من اليوم، أفاد مراسل «الغد»، اليوم الأحد، ببدء تحرك شاحنات المساعدات الإنسانية من مصر تمهيدًا لدخولها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم.
وأفادت مصادر أن الشاحنات محملة بكميات كبيرة من الدقيق، مشيرًا إلى أن الهلال الأحمر المصري يعمل على تجهيز أكبر عدد من الشاحنات في محاولة للتخفيف من حدة المجاعة التي تضرب القطاع.
وأشار إلى استمرار الجهود المصرية القطرية لزيادة حجم المساعدات لقطاع غزة، والاعتماد على أكثر من معبر لزيادة تدفق دخول المساعدات.
كما لفت أن جسر المساعدات الإنسانية لقطاع غزة يتضمن مواد غذائية ودقيقًا ومستلزمات طبية، مضيفًا أن الهلال الأحمر المصري يبدأ حملة إنسانية لدعم أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بداية من صباح اليوم.
«تعليق الهجمات»
وصباح اليوم، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانا أشار خلاله إلى أنه «سيبدأ اعتبارًا من اليوم تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية لاغراض إنسانية من الساعة العاشرة صباحًا (10:00) وحتى الساعة الثامنة مساء (20:00)».
ولفت إلى أن هذا القرار جاء بناء على توجيهات المستوى السياسي.
وأشار جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيانه إلى أن التعليق التكتيكي سيشمل الأنشطة العسكرية المناطق التي لا يتحرك فيها الجيش لدفاع، وهي: المواصي ودير البلح ومدينة غزة وسيكون يوميًا حتى إشعار آخر.
وأوضح أنه تم تنسيق القرار مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعد مباحثات بهذا الشأن.
كما تم تحديد ممرات مؤمنة بشكل مستدام اعتبارًا من الساعة السادسة صباحًا (06:00) وحتى الحادي عشر مساءً (23:00) والتي ستسمح بالتحرك الآمن لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإدخال وتوزيع الأغذية والأدوية إلى السكان في قطاع غزة.