النجاح الإخباري - لا تترك تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، مجالا للشك في أن العلاقات بين حكومته وإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد تدهورت على خلفية الخلافات بينهما بشأن المفاوضات بين الدول العظمى وإيران حول الاتفاق النووي. ويبدو أن مؤشرات على هذا التدهور قد برزت، أيضا، من خلال إعلان وزارة التجارة الأميركية عن إدخال شركتي السايبر الهجومي الإسرائيليتين NSO و"كانديرو" إلى القائمة السوداء للشركات التي تعمل ضد مصلحة الأمن القومي الأميركي.

وأكد تقرير لمحلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين بِرغمان، اليوم الجمعة، على أن إدخال الشركتين الإسرائيليتين إلى القائمة السوداء الأميركية "خطوة موجهة ضد الشركتين لكن كان واضحا أن العنوان هو حكومة إسرائيل، التي تمنح ترخيصا مفصلا للشركتين في أي صفقة، وبموجب الدولة التي يستخدم الترخيص فيها، وحتى جهاز الاستخبارات أو إنفاذ القانون الذي يستخدم برامج الشركتين. وبكلمات أخرى، إذا استهدفت NSO وكانديرو الأمن القومي الأميركي، فإن وزارة الأمن الإسرائيلية أيضا تتحمل مسؤولية هذا الاستهداف".

والادعاء في إسرائيل هو أنهم فوجئوا بالخطوة الأميركية، وأنهم لا يدركون ما هو الذنب الذي ارتكبوه ويستدعي القرار الأميركي. وحسب التقرير، فإن الاستخبارات الإسرائيلية قدمت معلومات ثمينة للولايات المتحدة، ومنعت سقوط قتلى بين جنودها بعد التحذير من هجمات صاروخية إيرانية ضد قواعد عسكرية أميركية في العراق وسورية، ولذلك فإن الإسرائيليين لا يدركون سبب "نكران الجميل الأميركي"، وكيف خلال وقت قصير وصل جانبان عملا بتعاون وثيق إلى الهاوية.

واعتبر التقرير أن السبب هو "سوء فهم عميق بين الدولتين". وكتب برغمان أنه "تبين من سلسلة محادثات أجريتها مع مسؤولين رفيعين، وبعضهم رفيعون جدا، في إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا، أنه يوجد في إسرائيل سوء فهم عميق لدوافع إدارة بايدن. وخاصة في الأمور المتعلقة بمدى شدة الكراهية والاحتقار اللذين يكنّهما مسؤولين فيها تجاه إدارة ترامب ومن خدم فيها، ولكل ما فعله لشركائه المركزيين، وفي مقدمتهم إسرائيل".

وفي المقابل، أضاف برغمان، "يوجد سوء فهم عميق للخطوط الحمراء التي لن تتجاوزها الحكومة الإسرائيلية، أي حكومة وأي رئيس حكومة، سواء بسبب تخوفات حقيقية على أمن الدولة، أو تخوفات حقيقية لا تقل عن ذلك من نتنياهو وجحافله في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية التي تنتظر لحظات كهذه". كذلك، فإن العلاقات القريبة جدا بين نتنياهو وترامب تساهم في تعامل إدارة بايدن مع إسرائيل، حاليا. ونقل التقرير عن رجل أعمال إسرائيلي في الولايات المتحدة قوله إن "الديمقراطيين لن يُحسنوا إلى جميع الذين تماهوا مع ترامب".

لكن التقرير أشار إلى أن تدهور العلاقات لم ينجم عن "سوء فهم" وضغينة فقط، وإنما، وربما بالأساس، بسبب عمليات عسكرية وأمنية إسرائيلية، رأى الأميركيون أنها تتعارض مع مصالحهم، وخاصة أن إسرائيل امتنعت عن التنسيق مع واشنطن حيالها.

ففي بداية ولاية بايدن، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا، قالت فيه إن إسرائيل تخوض حربا بحرية سرية ضد إيران وتستهدف ناقلات نفط إيرانية تنقل النفط إلى سورية. وتلا ذلك تسريب مسؤولين أميركيين لصحيفة "نيويورك تايمز" معلومات حول استهداف إسرائيل لسفن إيرانية، بينها السفينة العسكرية "سافيز". وفي المقابل اتهمت إيران باستهداف سفن بملكية إسرائيلية جزئية.
 
وأضاف التقرير أنه "في الجيش الإسرائيلي علموا أن التسريبات لوسائل الإعلام الأميركية جاءت من الولايات المتحدة وعلموا أنها شملت معلومات سرية للغاية. وفسروا في إسرائيل ذلك بأن أميركا غاضبة على إسرائيل التي تثير جلبة في الخليج الفارسي، وتلزم الأسطول الخامس بمرافقة السفن التجارية الإسرائيلية، وبالأساس تعرقل إسرائيل احتمال إعادة فتح المحادثات النووية".