ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - غالباً ما يوصف قطاع غزَّة بأنَّه أكبر سجن في العالم  يعيش سكانه في أسرهم في الهواء الطلق، ورغم  قيام إسرائيل بإخلاء مستوطناتها وقواعدها العسكرية (التي كانت كلّها غير قانونية) داخل قطاع غزَّة في عام (2005) إلا أنَّ القطاع  لا يزال محتلاً بموجب القانون الدولي، لأنَّ إسرائيل تحتفظ بسيطرة صارمة على حدودها ومجالها الجوي ومياهها الإقليمية باستثناء معبر رفح، ومع ذلك هناك سجون أخرى في الهواء الطلق تسيطر عليها إسرائيل داخل الضفة الغربية المحتلة، وقرية النبي صموئيل هي مثال على ذلك.

يصف سكان قرية نبي صامويل القريبة من القدس في مقابلات مع جماعة حقوق الإنسان الفلسطينية "الحق" بأنَّها القرية التي يحظر فيها كلَّ شيء.

هناك الكثير من القيود على الحركة والبناءما يجعل واقع القرية عبارة عن تطهير عرقي.

وبينما يُحظرُ الفلسطينيون من بناء منازل جديدة، أو توسيع منازلهم القديمة، فإنَّ الإسرائيليين الذين يعيشون في المستوطنات الاستعمارية القريبة (غير الشرعية بموجب القانون الدولي) يتمتعون بحرية التحرك والتوسع حسب ما يرونه مناسبًا.

في الفيديو أعلاه تقوم مؤسسة الحق بتوثيق نظام الاحتلال الإسرائيلي في النبي صموئيل بالتفصيل. 

والنبي صموئيل هي في الأصل قرية تضم حوالي (1000) مواطن و احتلتها إسرائيل عام (1967) واضطر حوالي (200) شخص من القرويين إلى الفرار إلى الأردن.

وعلى الرغم من أنَّ القرية ليست بعيدة عن القدس، إلا أنَّ إسرائيل لم تعلن أنَّها جزء من الحدود البلدية التي تمَّ توسيعها فيما بعد "القدس الكبرى".

ويُفرض على سكانها حمل  بطاقة هوية الضفة الغربية الخضراء.

في عام (1971) هدمت إسرائيل منازل الفلسطينيين المتبقية، ونقلتهم بالقوة إلى المنازل الفارغة للقرويين الآخرين الذين أجبروا على الفرار في عام (1967).

وقد تمَّ تصنيف القرية كجزء من "المنطقة ج" بموجب اتفاقيات أوسلو،  وازدهرت المستوطنات الإسرائيلية في ظلِّ حكومات حزب العمل والليكود على حدِّ سواء.

وتحيط المستوطنات القرية من الشمال والجنوب والغرب، ومنذ عام (2005) حوصرت القرية من الشرق بجدار الفصل العنصري الإسرائيلي.

وهناك عائق جغرافي أمام سكان النبي صاموئيل يحول دون الوصول إلى القدس كفلسطينيين ويمنعون من الحصول على عمل في أو حتى زيارة المدينة.

أحد القرويين وهو محمد عايد  يصف القيود الشديدة المفروضة على أدق التفاصيل المعيشة كجلب غاز الطهي، يقول: "إذا أراد صديقك زيارتك، فعليك التنسيق مع قوات الاحتلال الإسرائيلية قد يسمح وقد يرفض، أنت تعيش بشكل أساسي في سجن هنا ".

وتقول مؤسسة الحق: "يتعرض سكان النبي صموئيل للعديد من العقبات مما يجعلهم غير قادرين على القيام بالإجراءات اليومية لحياتهم بحرية".

يمكن بسهولة وصف الظروف الناس المعيشية في النبي صموئيل بأنَّها بيئة قسرية وقد أدّى هذا وما زال يؤدي إلى النقل القسري غير المباشر للسكان، وتقوم السلطات الإسرائيلية بتجاهل ومحو اتصال الفلسطينيين بالقريةوهذا المحو هو حرفي تماماً: "وفقًا لأحد علماء الآثار الذين عملوا في الموقع خلال الفترة (1993-1994)، قالوا بأنَّه كان هناك طبقات سميكة من البقايا الإسلامية والمسيحية  في القرية ويصل عمرها  إلى (2000) سنة والتي يتم تجريفها باستمرار في محاولة لمحق كامل للوجود الفلسطيني في هذه القرية ".