وكالات - النجاح الإخباري - يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، مجموعة من الإجراءات العقابية المحتملة ضد الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار عدوانه على قطاع غزة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، إلا أن مؤشرات التبني الفعلي لأي من هذه الإجراءات لا تزال ضعيفة نتيجة الانقسام داخل التكتل.

وطرحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، كايا كالاس، قائمة تضم 10 تدابير محتملة، على خلفية انتهاك الاحتلال لاتفاق التعاون الأوروبي–الإسرائيلي، الذي يتضمّن بندًا ملزمًا باحترام حقوق الإنسان.

ومن بين التدابير المطروحة:

  • تعليق الاتفاق بالكامل

  • تقليص العلاقات التجارية

  • فرض عقوبات على وزراء في حكومة الاحتلال

  • فرض حظر على تصدير الأسلحة

  • إلغاء دخول الإسرائيليين إلى الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة

انقسام داخل الاتحاد

ورغم الغضب الأوروبي المتصاعد من حجم الدمار والمجازر في غزة، ما زال الانقسام قائمًا داخل الاتحاد بشأن كيفية التعامل مع الاحتلال. ووفق مصادر دبلوماسية، فإن من غير المتوقع أن يُقر الوزراء أي من هذه الإجراءات اليوم، أو حتى مناقشة تفاصيلها بعمق.

وأوضحت كالاس، في تصريحات أمس الإثنين، أن "الدول الأعضاء هي من ستقرر كيفية التعامل مع هذه المقترحات"، مضيفة: "طُلب مني تقديم قائمة خيارات، والأمر متروك للحكومات لمناقشة ما يجب فعله".

وأشارت إلى أن المناقشات تعتمد بشكل كبير على تقييم التزام الاحتلال بوعوده حول تحسين إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، في أعقاب الاتفاق الذي قالت إنها توصلت إليه مع وزير خارجية الاحتلال غدعون ساعر.

أوضاع إنسانية كارثية

ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية، في ظل حصار مشدد واستهداف مباشر للمرافق الصحية والمناطق المأهولة، ضمن حرب إبادة جماعية تواصلها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأقرت كالاس بأن "هناك إشارات إلى تحسن طفيف في إدخال المساعدات، لكن ذلك غير كافٍ إطلاقًا"، مشددة على الحاجة إلى جهود دولية إضافية لضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

وفي اجتماع ضم الاتحاد الأوروبي ودول الجوار في بروكسل، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الوضع في غزة ما يزال "كارثيًا بكل المقاييس".

ثقة الاحتلال بالإفلات من العقاب

في المقابل، عبّر وزير خارجية الاحتلال عن ثقته بأن الاتحاد الأوروبي لن يفرض أي عقوبات، قائلاً: "أنا متأكد من أن الدول الأعضاء لن تتبنى شيئًا... لا يوجد مبرر لذلك على الإطلاق"، على حد تعبيره.

ورغم أن احتمالات اتخاذ خطوات عقابية تظل ضئيلة حتى اللحظة، إلا أن مجرد طرح الملف على الطاولة يعتبر تطورًا غير مسبوق في موقف الاتحاد الأوروبي من انتهاكات الاحتلال.

يُشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يوافق على مراجعة اتفاق الشراكة إلا بعد استئناف الاحتلال لعدوانه على غزة في مارس/آذار الماضي، عقب انهيار الهدنة، وسط استمرار الانقسام بين دول تدعم إسرائيل وأخرى تُظهر مواقف أقرب للموقف الفلسطيني.

حصيلة الشهداء

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول وحتى اليوم، تجاوز 58,386 شهيدًا، في حرب وصفتها تقارير أممية ودولية بأنها واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية في القرن الحالي.