فرنسا - النجاح الإخباري - في الوقت الذي يشهد فيه الرأي العام العالمي تغيراً وصف "بالإستثنائي" نحو القضية الفلسطينية ومناصرتها، وإدراك العالم بشكلٍ لا لبس فيه حجم الظلم والخسارات التي يُجنيها الفلسطيني بفعل أطول احتلال في التاريخ، يتكامل المشهد بقوة من خلال مهرجان "كان السينمائي" في نسخته ال 77 والذي جعل غزة وفلسطين حاضرتان بشكلٍ جليّ بفعل الدعم الرمزي والصريح للقضية من قبل عدد من النجوم الحاضرين وبعض الأعمال السينمائية المميزة.
"المسافة صفر" حكايات أبطال غزة من قلب مهرجان كان السينمائي
وإلى جانب الأفلام القصيرة المنافسة هذا العام، أقام المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي خيمة فلسطينية في مدينة كان ضمن الجناح الجزائري لجذب الاهتمام إلى ما يجري في غزة، وعرض مقتطفات من مبادرة أفلام من غزة "المسافة صفر"
هذا الفيلم والذي تم تصويره في قلب غزة حيث الدمار والحرب المتواصلة منذ ما يزيد عن 8 أشهر، والإمكانيات الفنية الضئيلة جداً في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.
ويأتي هذا العرض في الوقت الذي تدعي فيه بعض الأطراف أن إسرائيل لم ترتكب أعمال إبادة جماعية بحق المدنيين، لينفي هذا الفيلم الإدعاءات الكاذبة ويسمع للعالم أنين أطفال غزة وأوجاعهم.
يجمع الفيلم في قصته 22 فيلما عن مخرجين وفنانين غزة وحياتهم تحت القصف، وهي أحداث لم ترو من قبل ولم ينقلها الإعلام لتظل في ذاكرة المشاهد.
فيما رفع علم فلسطين فوق إحدى الخيام الدولية عقب عرض مقتطفات من مبادرة أفلام من غزة.
كما أن القضية الفلسطينية حاضرة من خلال برنامج “نصف شهر المخرجين”حيث يعرض فيلم المخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل “إلى أرض مجهولة".
يستعرض فليفل في فيلمه الوثائقي الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون دون تجميل أو تزييف من خلال رحلة صديقين من مخيم عين الحلوة يقرران الهروب إلى اليونان، وخلال الرحلة يفقدان الأموال المخصصة للهجرة مما يضعهما في مأزق.
وبعيدًا عن العروض الرسمية التي يشارك بها الأفلام العربية الـ8 يشارك الفيلم الفلسطيني “سن الغزال” للمخرج سيف هماش في مسابقة الطلبة، والفيلم يرصد الصراع الداخلي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وبالأخص من يعيش في داخل مخيمات اللجوء.
كيت بلانشيت ترتدي فستاناً بألوان علم فلسطين في مهرجان كان
فيما حرصت الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، على دعم القضية الفلسطينية في العرض الأول لفيلم The Apprentice، إذ ظهرت بإطلالة لافتة للنظر بفستان مستوحى من علم فلسطين، حيث ارتدت فستانًا باللون الأسود، بينما اختارت للذيل اللونين الوردي الفاتح والأخضر، ورفعت الذيل ليكون مع لون السجادة الحمراء للمهرجان.
"كيت" التي تعمل كسفيرة للنوايا الحسنة لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصفتها إحدى الجرائد الفرنسية بأنها ارتدت "فستان سياسي للغاية".
وحصدت النجمة العالمية على إشادة واسعة من الجمهور في جميع أنحاء العالم، وهو ما ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يكن اختيار بلانشيت مجرد فستان فقط، بل كان بمثابة إشارة إلى ما يحدث في فلسطين وغزة تحديداً، وقد أشارت لذلك عبر حسابها على انستغرام.
فيما سجلت الفنانة الفرنسية -من أصل جزائري- ليلى بختي رسالة لمنظمة اليونيسيف لصالح أطفال غزة، كما وضعت دبوسا أحمر على شكل بطيخ خلال مرورها على السجادة الحمراء تعبيرا عن تعاطفها مع الفلسطينيين.
أما عضو لجنة تحكيم المهرجان الممثل الفرنسي عمر سي، فنشر بدوره دعوة لوقف إطلاق النار على إنستغرام في وقت سابق من هذا الأسبوع.
هذا وكانت قد حظرت مدينة "كان" الفرنسية التظاهر وتنظيم المسيرات الاحتجاجية على طول شاطئ كروازيت، حيث يقام مهرجان كان السينمائي الدولي، وذلك قبل ساعات من افتتاح الدورة رقم 77، والتي تأتي في ظل اشتعال غضب الرأي العام العالمي ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.