ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - افردت الصحف الإسرائيلية الكثير من القراءات والتحليلات للأزمة التي حدثت بين الأردن وإسرائيل على خلفية قيام احد حراس السفارة الإسرائيلية في عمان بقتل اثنين من المواطنين في المملكة.

بحسب تحليل نشرته صحيفة هآرتس فانه لو اندلعت الأزمة نفسها قبل عشرين عاما بين البلدين فانها كانت ستنتهي بصفقة كبرى تشمل في ايامنا هذه إزالة البوابات التي وضعت على مداخل المسجد الأقصى. ولكن اليوم تتطلب الأزمة شروطا جديدة أيضا، وهي شروط لم تكن موجودة في عام 1997. 

تقول الصحيفة ايضا إن التوترات آخذة في الارتفاع بين عمان وتل ابيب، مشيرة إلى أن العلاقات بين إسرائيل والأردن ليست جيدة، ولكنها تشمل التعاون على عدد من المستويات

وتطرح هآرتس تساؤلاً: "وهنا يأتي السؤال هل على ترامب التدخل مع تصاعد الأزمة في القدس والعلاقات الأردنية الإسرائيلية؟".

وتكتب هآرتس: "يشكل وصول المبعوث الخاص جيسون غرينبلات الى اسرائيل علامة جديرة بالترحيب بتدعيم الدبلوماسية الاميركية للمساعدة في تخفيف حدة التوتر والعنف اللذين يشهدان ارتفاعا خلال الاسبوع الماضي، ولكن غرينبلات يحتاج لمساعدة من رئيسه لإنهائها".

وتضيف: "لكن يمكن أن تتطور الأزمات ببطء بسبب سلسلة من الحوادث المنفصلة  التي تتحول إلى حالة طارئة".

فمثلاً الاضطرابات المحيطة في المسجد الأقصى المبارك، هي دائما عرضة للتدهور السريع والقلق في الأردن.

كما أن الغضب المناهض لإسرائيل مستمر مع تواصل الإضطرابات وحادثة السفارثة.

وقد ادى الحادث الذى قتل فيه حارس اسرائيلى اثنين من المواطنين الأردنيين، إلى تصاعد مشاعر الغضب فى العاصمة الاردنية الى حد زاد من قلق اجهزة الأمن الأردنية.

وحسب هآرتس فان إدارة الأمن الوطني والإعلام الأردنية تقول أنه على الرغم من أن الحادث كان أمرا مؤسفا، إلا أنه كان نزاعا شخصيا انتهى بشكل مأساوي، وليس نزاعا قائما على دوافع قومية أو دينية.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فان السلطات الأردنية الآن تحت ضغوط من عامة الناس ومن أسر القتلى، التي تصر على التحقيق في هذه المسألة.

وتشير إلى أن إسرائيل والأردن ترغبان في حل أزمة السفارة، ولكن الشعب الأردني يعقد الأمور

وإذا لم تحل هذه المسألة قريبا، فإن السلك الدبلوماسي الإسرائيلي وحراسه في الأردن قد يتعرضون لخطر كبير مع تواجدهم في الأردن 

وتقول: "من المفترض أن يفضل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله حل المشكلة في أقرب وقت ممكن. ويصبح تحقيق ذلك أكثر تعقيدا الآن بعد أن عرف الجمهور الأردني الحقائق".

وتشير إلى أنه من الواضح أن القيادة السياسية الإسرائيلية فشلت في تقييم الآثار المترتبة على وضع أجهزة الكشف عن المعادن في مداخل الأقصى.

وتقول إن الأزمة المتطورة مع الأردن تضع الآن علامة استفهام على واحدة من الانجازات العظيمة التي يفخر بها نتنياهو في السنوات الأخيرة: التحالف مع الدول السنية المحافظة في المنطقة، بما في ذلك مصر والأردن والسعودية و الإمارات العربية المتحدة.

وتختتم الصحيفة تحليلها بالقول: "صحيح أن الأردن كان يلعب لعبة مزدوجة لسنوات، تحت ضغط من الشارع: فهو ينسق التحركات مع إسرائيل سرا بينما يدين إسرائيل علنا ​​في كل مرة تتفاقم فيها المشاعر في الأراضي، وخاصة في القدس.  الا ان تحركات الاردن امس الاحد توضح انه عندما يلمس النزاع المسجد الأقصى، فان حدوده ضيقة".