غزة - مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - بدأ العام الدراسي من جديد ،وفتحت المدارس أبوابها للطلاب في كافة المراحل للانتظام في الفصول، وبدأت مخاوف الأهل من اصابة أبنائهم للعدوى والفيروسات وخصوصا أننا في فصل الشتاء الذي تكثر فيه العدوى الفيروسية ،ولأن  الاحتكاك دائماً يكون بين الطلاب ، يصاب الأطفال بكثير من المشاكل .

من أكثرها والتي تؤرق الأمهات، هي مشكلة العدوى بسبب حشرة القمل التي تتكاثر في الرأس بسرعة كبيرة ، و تتغدى على دم الرأس المضيف وتسبب له الحكاك عند حركتها.

ولطالما ارتبطت مشكلة القمل عند الأطفال بنظافتهم الشخصية، لكن أحياناً لا مفرّ من العدوى برغم من الوقاية، التقت مراسلة النجاح الاخباري مع دكتور الصحة العامة ،وفيق محسن الذي قدم عدة نصائح للأمهات وللمربين داخل الفصول لكي تجنبوا تلك المخاوف التي يمكن السيطرة عليها فقال:" في البداية يجب أن نُطمئن الأهل بأن الأمر لا يحتاج إلى كل هذا الهلع , فعندما تأتينا الأم الى العيادة  لتستشيرنا في علاج مناسب لأحد أبنائها فإننا نشعر وكأن حالة من الاستنفار والذعر تنتاب الأم والعائلة بجميع أفرادها."

النظافة الشخصية

لا يختلف اثنان على ان السبب الرئيسي للإصابة بالقمل يعود الى قلّة النظافة الشخصية عند الشخص. لكن، انتقال عدوى القمل الى بعض الأشخاص لا تكون مرتبطة بنظافتهم بل بالاحتكاك مع الشخص المصاب الذي يتسبب بانتقال العدوى اليه. من هنا يشدد د. وفيق على أهمية " النظافة الشخصية عند الأطفال وغسل اليدين جيداً وعدم الاحتكاك بالآخر وتسريح الشعر ، فالحكاك الشديد والحساسية في فروة الرأس او وجود حبوب حمراء أو بيض القمل ملتصقاً في الشعر، كلها عوارض تؤكد الإصابة بالقمل والتي تستوجب التدخل سريعاً لمعالجته قبل أن يتكاثر ويصبح عدوى متنقلة كالوباء".

 

ويؤكد أن الاحتياط واجب والعلاج يجب أن يبدأ بسرعة ، لكن لنجاح العلاج لابد من لمحة سريعة للتعريف عن حشرة  القملة , بالتحديد قملة الرأس ، يقول:" هي حشرة طفيليّة بحجم حبة السمسم , وهناك أنواع عديدة منها إلا أننا سنركّز على النوع الذي يُفضّل التطفّل على رأس الإنسان بشكل عام وبالأخص الأطفال والفتيات ذوات الشعر الطويل، تتغذى هذه الحشرة على دم الرأس المُضيف  ،وتعيش في العادة 35 يوماً , في منتصف هذه المدة تكون القملةُ قد وصلت لمرحلة البلوغ فتقوم بزرع البيوض بالقرب من قاعدة الرأس والتي ستفقس على رأس المضيف (فيخرج الصئبان الأبيض) الذي بدوره يبدأ يتغذى بمص الدم من الرأس ويتحول للّون البني المُحمر ثم للقملة الكبيرة ذات اللون الرمادي وبعد ذلك تبدأ دورة حياة جديدة."

وعن تكاثر وانتقال هذه الحشرة المزعجة أوضح أن هذه الحشرة تتكاثر بسرعة مما يجعل التخلّص منها مهمّة مرهقة نفسياً ، تنتقل القملة من شخص إلى آخر عن طريق ملامسة الشخص المٌضيف مباشرةً أو ربما استخدام أدواته الشخصية كالنوم على وسادته أو استخدام فرشاة شعره أو تبادل الملابس.

ومن الأمراض التي تنقلها القملة ،أشهرها وأخطرها مرض ( التّيفوس ) وأنواع أخرى من الحُمى.

وعن طرق الاصابة بالقمل بين الأطفال في البيت أو في المدارس ، ذكر الدكتور وفيق بعض من الطرق من أهمها الاحتكاك بأطفال مصابين ،وارتداء ملابس أخرى لأطفال مصابين بالبيت على وجه التحديد، والنوم في مكان وعلى وسادته واستخدام فرشاة شعره."

وسائل التخلص من الحشرة الغير مجدية

يقول :"تلجأ بعض الأمهات إلى تمشيط الشعر للتخلص من القمل ، و البعض يقوم بحلق الشعر كاملاً للطفل للتخلص من القمل في الشعر بشكل نهائي ، ولكن الصئبان كما ذكرنا تبقى ملتصقة بفروة الرأس فحلق الشعر لن يفيدنا في التخلص منها بشكل نهائي، كما ان الأم تلجأ الأم إلى فرك شعر الطفل بالخل ، أو بالكحول ، أو تقوم بوضع الفازلين على فروة الرأس . إلا أن ذلك لا يفيد في حل المشكلة من جذورها .

كلمة للمدرسين في الفصول:

لا بد من إجراء تفتيش دوري في بداية العام الدراسي لفروة الرأس للتأكد من عدم إنتقال العدوى لرأس التلاميذ ، وفي حال وجدت حالات مصابة بالقمل ،على المدرسين الاتصال بأهلهم وتبليغهم بتنظيف رأس أبنائهم ، مع بقائه في بيته الى أن يتم تنظيف رأسه من القمل وحتى لا يعدي زملائه .