نرمين نزال - النجاح الإخباري -     لا شك أنَّنا أمام الكثير من المغريات التي تؤدي  للعزوف عن القراءة النافعة في ظلّ تطور التكنولوجيا، التي تجذب القراء وفئة الشباب خاصة، وتبعدهم عن رحاب المكتبات، ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المتاحة بلا أيَّة قيود أمام الجميع بأن تكون خير بديل، بعيداً عن بذل أي جهد، مما جعلنا أمام هاجس يهدد مكانة وعراقة المكتبات.

 فما مصير الكتب الورقية؟ هل ستنجح التقنية الحديثة في طمس مكانة المكتبات؟

أكَّدت مديرة مكتبة بلدية قلقيلية لينا شاور، أنَّ المكتبة هي الملجئ الوحيد في المحافظة الذي يخدم فئة الأطفال والشباب والباحثين في آن واحد، فهي توفر جميع ما يلزم الفئات العمرية كافة، وتحتضنهم لتغذي احتياجاتهم الثقافية والترفيهية.

وتصف شاور أنَّ ظاهرة العزوف عن القراءة هي ظاهرة عالمية، ولكن تتمحور هذه المشكلة بين فئة الشباب بشكل خاص، إذ تمكن عصر التكنولوجيا من سلب عقولهم، واستبدال الكتاب بهاتف محمول، مشحون بحزم الإنترنت لكي تمده بكل ما يلزمه من معلومات، ظنًا منه أنَّها قد تعوضه عن اللجوء للمكتبة.

في حين وضَّحت السيدة  لينا قائلة: "إنَّ المواقع الإلكترونية لا يمكن أن تسد مكان الكتاب، فقد يتم اللجوء لها لاستخلاص معلومة بسيطة، بينما لا يمكن الأخذ بها كمرجع لأبحاث ودراسات سابقة، إلى جانب عدم مصداقية أغلب المواقع الإلكترونية التي تزخر بالمعلومات المغلوطة".

وأشارت السيدة شاور إلى التحول الكبير لدى فئة الشباب، وتراجع إقدامهم للمكتبات، إلا لغاية معينة وعلى وجه الإجبار لإكمال مشاريع التخرج، وتصديق أبحاثهم بمراجع موثَّقة، عدا فئة قليلة جداً، يعدون من رواد المكتبة لتغذية مهاراتهم الأدبية.

وعبَّرت السيدة شاور عن مدى سعادتها من أن الأطفال لا زالوا بعيدين عن مس التكنولوجيا الذي أصاب الكبار، وكان ذلك بمساعدة المدرسين، من خلال عدم قبول الأبحاث الغير موثَّقة أو مواضيع الإنشاء المقتبسة من الإنترنت.

وأكَّدت أنَّ فئة الأطفال من أكثر الفئات الفعالة والنشيطة على مدار السنة في المكتبة، من خلال مشاركتهم في الأنشطة، والمسابقات الثقافية، ومعرض الكتاب السنوي، و الاستعارة، إلى جانب الفئة النسوية وإقبالهن على الكتب الأدبية والشعر بشكل كبير، وتوسع مدارك التفكير في سنوات المقبلة بعيداً عن كتب الطبخ.

وأضاف مشرف الفهرس والتصنيف أحمد مراعبة: "من الواضح التأثير الكبير لتطور التكنولوجيا على واقعنا، ولكن من الأفضل أن نواجها ونحدّ منها، دون أن نستسلم لقرار الركون أمام وسائل التواصل والمواقع الإلكترونية بعيداً عن الكتب والمكتبات".

ومن جانب أخر  أشار السيد مراعبة إلى ضرورة اللجوء لابتكار وسائل جديدة تحفز الشباب بالإقبال على المكتبات واستعارة الكتب، فلا بد من وجود طريقة لجذبهم واستغلال هذا التطور بما يخدم مصالحهم واحتياجاتهم، وعدم القبول بالواقع الذي نمر به، بعيداً عن الإحباط، كما تمكنَّا مسبقاً من جذب عقول الأطفال من خلال ساعات ترفيهية وجوائز تحفيزية لمن يشارك بمسابقات ثقافية، لابد من وجود باب نتوجه لطرقه لاعادة شبابنا إلى المكتبات من جديد.

أنهى مراعبة حديثه  حاثًّا المختصين بإيجاد فرصة تجمع بين الكتاب والتطور الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، فهذا التحدي يواجه جميع الأمة وليست فئة معينة، يجب علينا التسلح بالعلوم والمعرفة، والتوجه نحو الكتاب، لننهض بأمة عربية تقرأ، وتعرف ماذا تختار لتقرأ.