شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - ما بعد السابع من أكتوبر انقلبت حياة الأسرى رأسًا على عقب، بفعل جرائم الاحتلال المستمرة بحق الأسرى داخل المعتقلات التي أدت إلى ارتقاء 16 أسيرًا من الضفة  و27 وأسيرًا من قطاع غزة، نتيجة التعذيب والتنكيل والإجراءات الإنتقامية التي فرضت على الأسرى.

وكشف أمين شومان، رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين،  لـ"النجاح" عن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال، وذلك عشية اليوم العالمي للأسير الذي يصادف يوم غد الأربعاء 17 من  نيسان.

وضع كارثي خطير

وصف شومان الأوضاع بأنها "كارثية بامتياز"، مشيرًا إلى اعتداءات متكررة على أبسط حقوق الأسرى في الطعام والشراب والملبس. وأضاف أن الزيارات للأهل والمحامين والمؤسسات الحقوقية قد تم إلغاؤها، مما يزيد من عزلة الأسرى عن العالم الخارجي.

وأشار إلى أن الاحتلال قد أتلف مقتنيات الأسرى وصادر أجهزة الاتصال، مما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية داخل السجون، وعزل الأسرى عن العالم الخارجي.

وقال إن الأسرى يتعرضون إلى سياسة الإهمال الطبي التي أدت إلى وفاة 16 أسيرًا، آخرهم وليد دقة الذي قضى 38 عامًا في الأسر، وأيضا عبد الرحيم عامر من قلقيلية الذي اعتقل في آذار الماضي وارتقى شهيدًا في سجن هاداريم.

 ولفت شومان  إلى أن فرق الاحتلال من إدارة السجون تقتحم الغرف والأقسام وتعتدي بأبشع الصور على الأسرى من ضرب وشبح وإذلال ما أدى إلى ارتقاء بعضهم، مثل عمر دراغمة من طوباس، وثائر أبو عصب من قلقيلية، وعرفات حمدان من بيت سيرا، كلهم قضوا بفعل التعذيبات بالإضافة إلى أربعة أسرى قضوا نتيجة سياسات الاعتداء المتعمدة، هم خالد الشاويش، وعاصف الرفاعي، ووليد دقة، وعز الدين البنا، ارتقوا خلال عشرة أيام بفعل سياسات الاهمال الطبي.

كما تطرق شومان إلى الاكتظاظ غير المسبوق داخل السجون، حيث يضطر الأسرى للنوم على البلاط دون فرشات كافية أو ملابس مناسبة، ويعانون من حملات تجويع قاسية، حيث يفقد الأسير منهم 30 - 40 كغم من وزنه 

وقال شومان إن الأسرى الذين يخرجون من السجون يبدون كالأشباح نتيجة سياسات التعذيب والمعازل الانفرادية.

وحول العقوبات أكّد شومان أن الاحتلال ضاعف العقوبات منذ السابع من أكتوبر حيث لا يسمح للأسرى بالخروج إلى الفورة والشراء من الكنتين وإدخال الملابس، فكان شتاؤهم الأقسى  منذ عام 67.

أحكام إدارية تعسفية

وأكد شومان أنه هناك أكثر من 200 طفل في السجون تم تحويل أكثر من 40 طفلا منهم إلى الاعتقال الإداري، وأكثر من 80 امرأة وفتاة 19 منهن رهن الاعتقال الإداري، وهناك 3660 معتقلا إداريا تم تحويلهم بعد اعتقال 8550 منذ السابع من أكتوبر بالضفة.

أسرى غزة.. إعدام ومصير مجهول

وأوضح أن معتقلي غزة يتعرضون لعمليات الإخفاء القسري ويتم وضعهم في معتقلات سرية، وأشار إلى ارتقاء شهداء منهم ما زال مصيرهم مجهولا، بالإضافة إلى بتر أيدي وأرجل بعضهم بفعل سياسات انتقامية,

وأوضح أنه لا يوجد أي معلومات عن الأسرى بعد السابع من أكتوبر، ولا يسمح للمنظمات الحقوقية بزيارتهم حيث  يتم احتجازهم في معسكر سري في النقب.

وأضاف أن هؤلاء الأسرى في "مقابر جماعية" تحت الأرض يتعرضون لأبشع وسائل التعذيب، لافتًا إلى أن  إسرائيل تعتبر أن هناك 800 مقاتل منهم غير شرعي، بالتالي لا تسرى عليهم القوانين ومواثيق جينيف الثالثة، ويتم التعامل معهم خارج كل الأعراف الدولية.

وأكد شومان أن هناك خشية من ارتقاء عدد من الأسرى، وأن تكون هناك توابيت جماعية، ما يتطلب رقابة دولية ووقف التنكيلات والعقوبات الجماعية في سجون الاحتلال ضد الأسرى الذين يواجهون الموت البطيء.

 وفي ظل هذه الأوضاع، دعا شومان الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي إلى التحرك والتضامن مع الأسرى في الفعاليات التي ستقام غدًا الأربعاء، مؤكدًا أن الأسرى هم “رأس الحربة” في الصراع مع الاحتلال.

وأكد على ضرورة الرقابة الدولية ووقف التنكيلات والعقوبات الجماعية التي يتعرض لها الأسرى، البالغ عددهم قرابة 9300 خلف القضبان، مشيرًا إلى أن الحراك الشعبي والجماهيري يجب أن يرتقي إلى المستوى المطلوب لمواجهة الحرب المفتوحة التي تشنها إسرائيل.

يذكر أن يوم الأسير يصادف 17 نيسان من كل عام، ويأتي هذا العام في ظل ظروف استثنائية يعيشها الشعب الفلسطيني.