شبكة النجاح الإخبارية - النجاح الإخباري - أكد السفير المناوب في بعثة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي، عادل عطية، أن الاتحاد الأوروبي يمتلك الأدوات للضغط على إسرائيل لوقفها حربها على قطاع غزة، لكن المشكلة في تباعية الدور الاوروبي للموقف الأميركي فيما يخص القضية الفلسطينية. 

وتعليقا على تصويت 26 من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي على قرار يدعو إلى "هدنة إنسانية فورية" تفضي إلى "وقف مستدام لإطلاق النار" في غزة، قال عطية في حديث مع "النجاح" هذه محاولات حثيثة من ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي. بعد مرور تقريبا خمسة أشهر على هذا العدوان على قطاع غزة، حان الوقت للاتحاد الأوروبي بأن يتحمل مسؤولياته السياسية والأخلاقية ومحاولة فرض وقف إطلاق النار، إلا أنه حتى الآن الجهود تراوح مكانها، فهو نجح اليوم بانتزاع بيان وقعت عليه 26 دولة تدعو إلى هدنة إنسانية، يعني حتى لا يدعو الى وقف اطلاق النار بل إلى هدنة انسانية".

للاستماع للقاء كاملا

">

واضاف عطية: "هذا تقدم في اللغة تقدم في المواقف، ولكن ما دامت هناك دولة وهي دولة المجر قد عارضت هذا البيان ولم يصدر بالاجماع فهذا ينتقص من فعاليته وينتقص من مصداقيته، ولا يدعو إلى التفاؤل بأن الاتحاد الأوروبي سيتخذ الإجراءات العملية المطلوبة من أجل فرض رؤيته السياسية على دولة الاحتلال".

وحول قراءته لأبعاد القرار قال: "يعني هناك تقدم بطيء... لكن هذا التقدم بعيد عن طموح الدبلوماسية الفلسطينية التي بدأت منذ اليوم الأول من هذا العدوان.. والتي تدعو الاتحاد الأوروبي الى تحمل مسؤولياته وفرض إرادته على دولة الاحتلال، لأن الاتحاد الأوروبي يملك الأدوات الكافية واللازمة من أجل ممارسة ضغوط أكبر على اسرائيل، ولكنه ما زال يفتقد الى الإرادة السياسية كما تجلت هذه الإرادة السياسية، منتقصة اليوم في البيان".

وشدد عطية على أن هنالك تفاوت في موقف الدول الأوروبية حيال القضية الفلسطينية، فهناك مثلاً تقدم في مواقف بعض الدول مثلا بلجيكا وإسبانيا وإيرلندا التي تدعو ليس فقط لوقف إطلاق النار منذ أكثر من شهر هي تدعو الى وقف اطلاق نار فوري وشامل، ولكن بدأت أصوات تتعالى في داخل دول الاتحاد الأوروبي، مثل هذه الدول الثلاث تنادي بفرض ضرورة فرض عقوبات على دولة الاحتلال، يعني كان رئيس الوزراء الإسباني ورئيس وزراء إيرلندا قد وجهوا رسالة الى رئيسة المفوضية الأوروبية يدعوها الى إعادة النظر في اتفاقية الشراكة ما بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وضرورة تطبيق مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني خاصة بعد صدور الإجراءات الاحترازية عن محكمة العدل الدولية".

وتابع عطية: "السؤال لماذا يفتقد الاتحاد الأوروبي الرغبة السياسية؟ يعني هناك مجموعة من من العناصر لن أدخل في نقاش حول التاريخ وعقدة التاريخ عند أوروبا باتجاه إسرائيل والشعب اليهودي، ولكن الاتحاد الأوروبي لم يكن يوما ما قد لعب دور الريادة في القضية الفلسطينية، فهو دائما له دور فعال على الصعيد الاقتصادي ودعم مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، ونحن دائما نشكر الاتحاد الأوروبي على ذلك، ولكن على الصعيد السياسي مازالت الولايات المتحدة تحتكر هذا الدور وتسيطر عليه وتوفر الحماية الدبلوماسية والسياسية لدولة الاحتلال، والاتحاد الأوروبي للأسف في هذا المجال لا يملك قرارا سياسيا مستقلا عن الولايات المتحدة".

وكان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال للصحفيين الإثنين، إن 26 من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تدعو إلى "هدنة إنسانية فورية" تفضي إلى "وقف مستدام لإطلاق النار" في غزة.

وأضاف بوريل أن تلك الدول اتفقت على "المطالبة بهدنة إنسانية فورية من شأنها أن تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن وتقديم المساعدة الإنسانية".

ولم يذكر بوريل الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، التي لم توافق على البيان، لكن دبلوماسيين يقولون إن المجر منعت صدور بيان مماثل قبل بضعة أيام.

من جهة أخرى، حذر الاتحاد الأوروبي إسرائيل من شن هجوم على رفح، وصفه وزراء خارجية التكتل بأنه سيمثل كارثة لنحو 1.5 مليون لاجئ في المدينة الواقعة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة.

وتستعد إسرائيل لشن غزو بري على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، وتصفها بأنها المعقل الأخير لسيطرة حماس بعد القتال المستمر منذ ما يقرب من خمسة أشهر.