نابلس - النجاح الإخباري - أثارت حادثة وفاة سيدة أمريكية تبلغ من العمر (35 عاماً) بسبب إسرافها في شرب الماء خلال فترة زمنية قصيرة العديد من التخوفات والتساؤلات، وقد أشار المختصون بأن هذه الحالة يطلق عليها "التسمم المائي" أو كما يوصف "بنقص صوديوم الدم".

وللوقوف أكثر عند التسمم المائي وأعراضه وسبب حدوثه، أشارت للنجاح الإخباري أخصائية التغذية في مستشفى النجاح الوطني الجامعي د. منى الشخشير، بأن التسمم المائي هي ظاهرة نادرة الحدوث، وتكون بسبب تناول كميات كبيرة من الماء دون الحاجة، أو الشرب بصورة مفاجئة وخلال فترة زمنية قصيرة خاصة عند التعرق في ظل ارتفاع درجات الحرارة، الأمرالذي سيؤدي إلى اختلال في توازن المعادن والأملاح داخل الجسم.

وعن حدوث التسمم المائي من الناحية العلمية بينت الشخشير بأن الكلى في جسم الإنسان تصبح غير قادرة على فلترة أكثر من لتر من الماء خلال الساعة الواحدة، مما تزيد احتمالية تعرض الجسم للتسمم المائي بعد استهلاك كميات كبيرة من الماء خلال فترة قصيرة.

وأضافت الشخشير أنه في هذه الحالة يخسر الجسم كميات كبيرة من المعادن والصوديوم والأملاح الأخرى ويصاب بحالة ما تسمى hyponatremia  وهي عبارة عن انخفاض في تركيز الصوديوم وانتقال زائد للماء الى الخلايا فيؤدي إلى موتها، وبالتالي تحدث حالات الإغماء أو نوبات صرع نتيجة الضرر الحاصل على الخلايا الدماغية.

أما عن الطريقة الصحيحة لشرب الماء لعدم تكرار مثل هذه الحوادث، ذكرت الشخشير أنه ينصح بشرب المياه عند الجلوس على دفعات وشربها موزعة خلال النهار وليس دفعة واحدة، مع تجنب شرب أكثر من 3-4 كاسات من المياه خلال الساعة وبعد الوجبات الغذائية، كما ويفضل تجنب شرب المياه المثلجة.

وحول النسب الصحية لشرب الماء أوضحت أخصائية التغذية منى الشخشير بأن النسب الصحية لشرب الماء تختلف من شخص الى اخر حسب العمر والوزن والطول والنشاط البدني والحالة الصحية، لكن بالعموم من الممكن تقدير الكمية من خلال: وزن الجسم (كغم) *30، أو مراقبة لون البول فعادة لون البول المائل الى الأصفر الشفاف فهذا يعني حصول الجسم على نسبة كافية من الترطيب ولا يحتاج الى شرب المزيد من الماء.

ويسود اعتقاد لدى معظم الناس أن شرب الماء بكميات كبيرة يفيد الجسم، وهو أمر يجب الانتباه له جيداً والأخذ بالتوصيات لتجنب الإصابة بالتسمم المائي.