شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - في تطور مفاجئ، قرر اتحاد العاملين تعليق الإضراب نسبيًا بعد تدهور حالة بعض المضربين، صلاح رشيد  عضو اتحاد العاملين العرب، والمدرس في مدارس الأونروا صرح قائلاً: "لقد قررنا أن نظهر جانبًا إنسانيًا منا، وأن لا نترك الوكالة تفقد إنسانيتها، ولكننا لن نقبل تحقيق مطالبنا على حساب روح الإنسان". 

وأوضح صلاح خلال حديثه لإذاعة صوت النجاح، صباح اليوم الثلاثاء، أنَّ النظام التعليمي في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) يعيش أزمة حادة مع تجاوز إضراب العاملين فيها حاجز الـ 97 يومًا. وتزداد التوترات وتعقيدات الأوضاع يومًا بعد يوم، مما يهدد العام الدراسي ومصير الطلاب في المخيمات.

وأضافه أنه ومع سبعة من زملائه المدرسين خاضوا إضرابًا عن الطعام، وهم في مدينة البيرة في رام الله، هدفهم المطلبي لفت انتباه المسؤولين وإجبارهم على التعامل مع قضية التعطيل واستعادة سير الأمور إلى نصابها.

ورغم معاناته ووضعه الصحي الحرج بعد خضوعه لعملية قلب مفتوح، رئيس اتحاد العاملين في الأونروا، جمال عبد الله، لا يزال يحاول بكل جهوده العمل على إيجاد حلول عاجلة.

وفيما يتعلق بالعام الدراسي، أكد صلاح أنه تم عقد اجتماع مع وزير التعليم، حيث بقيت هناك 31 يومًا فقط لاعتماد اليونسكو العام الدراسي. وعلى الرغم من تحقيق بعض التقدم، فإن التعنت الذي تظهره الوكالة يضع العام الدراسي في خطر شديد.

 وعبّر صلاح عن حرص اتحاد العاملين على استمرارية العملية التعليمية وتحقيق مصلحة الطلاب، حيث أشار قائلاً: "لن نقبل أن يضيع جيل بأكمله من أجل مصالحنا أمام جهة غير مسؤولة".

كما يصر صلاح وزملاؤه على تحقيق مطالبهم، فقد عقدوا اجتماعات متكررة مع اللجنة الرباعية التي تعترف بها الوكالة. بينما أقر مسؤول الموارد البشرية في الوكالة بالخطأ الذي وقع في منح بعض الموظفين العلاوة، يصر صلاح على ضرورة تصحيح هذا الخطأ. وتظهر الاختلافات الواضحة بين موظفي الضفة الغربية وموظفي القدس، حيث تصل الاختلافات في الرواتب والعلاوات إلى نسبة 1.6. وبشأن هذا الأمر، أوضح صلاح أن الوكالة أجرت مسحًا استهدف 54 وظيفة معيارية تم اختيارها بطريقة تخدم مصالح الوكالة، وتبين أن هناك 11 وظيفة تستلم رواتب أقل من رب العمل المقارن في السلطة الوطنية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه تم رفع رواتب أصحاب هذه الوظائف وتجاهل تصحيح الأوضاع لـ272 وظيفة أخرى، مما يدل على عدم دراسة جميع الوظائف وعدم وجود توازن مالي موحد.

ختم صلاح حديثه بتأكيد أنه سيتم تحويل ملف هذه القضية إلى اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهم بدورهم سيقدمونها للرئيس محمود عباس بهدف رفع الضرر الذي يتعرض له المخيمات، سواء فيما يتعلق بملف التعليم أو الصحة أو تهميش الطلاب. ومع عدم قدرة مدارسهم على تقديم بديل صيفي مناسب، على أمل أن يتم حل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن.

إن إضراب وكالة الأونروا الذي يمتد لأكثر من 97 يومًا يعكس حجم التحديات التي تواجهها المؤسسة وأهمية تحقيق العدالة والمساواة في حقوق الموظفين. ومع استمرار التوترات وتأثيرها السلبي على المدارس التابعة للوكالة، ينبغي على الأطراف المعنية أن تبذل قصارى جهدها للوصول إلى حلول عاجلة تعيد الاستقرار إلى العملية التعليمية وتضمن حقوق الطلاب واللاجئين.