منال الزعبي - النجاح الإخباري - – قراءة تحليلية في الصحافة العبرية
في أعقاب العملية الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، تناولت الصحافة العبرية الحدث بكثافة، مقدّمةً قراءات متباينة لكنها تلتقي عند نقطة واحدة: أن الخطوة تحمل في طياتها إنجازًا تكتيكيًا، لكنها قد تفتح الباب أمام أزمة استراتيجية خطيرة.
"مدينة الملاذ" لم تعد آمنة
بحسب صحيفة إسرائيل هيوم، فإن العملية وُصفت بأنها "تصفية في مدينة الملاذ" ، الصحيفة أوضحت أن قطر تحولت خلال السنوات الماضية إلى ساحة تفاوضية ومكان آمن لقيادات حماس، وأن ضرب هذه الساحة جاء رسالة مزدوجة: ضغط مباشر على الحركة، وتحدٍّ صريح للوساطة القطرية.
رهان على الاسرى
أما صحيفة هآرتس فذهبت أبعد من ذلك، إذ اعتبرت أن "نتنياهو راهن في قطر على أمل نجاح مستقبلي، لكن الخطر المحدق بالأسرى فوري" ووفق الصحيفة، فإن رئيس الحكومة قدّم مصالحه السياسية الداخلية على حساب الملف الأكثر حساسية في إسرائيل، محذرةً من أن هذه المقامرة قد تؤدي إلى تصلب موقف حماس أو حتى تعريض حياة الأسرى للخطر.
الصفقة على المحك
وفي يديعوت أحرونوت، كتب الصحفي نداف إيال أن "المعنى قد يكون تأخيرًا في الصفقة، وهو ما يساوي حياة أسرى". الصحيفة شددت على أن أي تعثر في المفاوضات بعد الضربة سيُترجم مباشرة إلى ثمن إنساني باهظ، إذ إن التأجيل بالنسبة لعائلات الأسرى يعادل حكمًا بالإعدام.
نتنياهو عالق على الشجرة
كما أشارت هآرتس في تحليل آخر إلى أن "نتنياهو وافق على العملية تحت ضغط قاعدته الانتخابية، لكن السؤال: هل ستسمح له هذه المرة بالنزول عن الشجرة؟".
التحليل يوضح أن الضغوط من اليمين المتطرف دفعت نتنياهو إلى اتخاذ خطوة محفوفة بالمخاطر، لكن تداعياتها قد ترتد عليه سياسيًا إذا فشلت في تحقيق مكاسب ملموسة.
وتظهر هذه القراءات الصحفية الإسرائيلية أن العملية الأخيرة في قطر لا يمكن فصلها عن حسابات نتنياهو السياسية الداخلية. فبينما تراها بعض الصحف إنجازًا تكتيكيًا، ويُجمع معظم المعلقين على أنها تحمل مخاطر مباشرة على ملف الأسرى وعلى مستقبل المفاوضات.
وبينما يبقى مصير الصفقة معلقًا، يطرح الإعلام العبري سؤالًا جوهريًا: هل نجح نتنياهو في فرض وقائع جديدة على الأرض، أم أنه قاد إسرائيل إلى مأزق سياسي وإنساني أعمق؟