نابلس - النجاح الإخباري - ترجمة خاصة - بدأت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بنشر ملف من ثلاث حلقات حول عربدة المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكتبت تقول: "بعد خمسين عاماً من الفشل في وقف أعمال العنف والإرهاب التي يمارسها اليهود المتطرفون ضد الفلسطينيين، أصبح الخروج على القانون هو القانون".

وتضرب مثالاً: "بحلول نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2023، كان من الواضح أن أحدًا لن يساعد سكان خِرْبِة زَنُّوتَة، كان هذا المجتمع الفلسطيني الصغير، الذي يضم نحو 150 شخصاً، يجلس على تلة تعصف بها الرياح في الضفة الغربية بالقرب من الخليل، قد واجه منذ فترة طويلة تهديدات من المستوطنين اليهود الذين حاصروه بشكل مطرد".

لكن المضايقات والتخريب العرضية، في الأيام التي تلت هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تصاعدت إلى الضرب والتهديد بالقتل. 

ووجه المواطنون الفلسطينيون في تلك المنطقة مناشدات تلو الأخرى إلى شرطة الاحتلال المتواجدة دائمًا في المكان، لكن نداءاتهم من أجل الحماية ذهبت أدراج الرياح إلى حد كبير، واستمرت الهجمات دون أي عواقب.

لذلك، في أحد الأيام، حزم المواطنون ما في وسعهم، ووضعوا عائلاتهم في شاحنات واختفوا.

وتم هدم بيوت القرية وتسويتها في الأرض، وبينما يلقي جيش الفعلة على المستوطنين، تقول الشرطة الإسرائيلية من فعل ذلك هو الجيش، 

وفي كلتا الحالتين، بعد وقت قصير من مغادرة المواطنين الفلسطينيين المنطقة، لم يبق من خربة زَنُّوتَة سوى القليل من أنقاض عيادة ومدرسة ابتدائية. 

كان أحد جدران العيادة، المائل إلى الجانب، يحمل لافتة تقول إنه تم تمويله من قبل وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي تقدم "الدعم الإنساني للفلسطينيين المعرضين لخطر الترحيل القسري في الضفة الغربية". 

وبالقرب من المدرسة، زرع أحدهم علم إسرائيل كنوع آخر من الإعلان: هذه أرض يهودية الآن.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز: "إن مثل هذا العنف على مدى عقود في أماكن مثل خربة زَنُّوتَة موثق جيدًا. لكن حماية الأشخاص الذين ينفذون هذا العنف هو السر المظلم للعدالة الإسرائيلية".

وتضيف: "إن القوس الطويل من المضايقات والاعتداءات والقتل للفلسطينيين على يد المستوطنين اليهود يقترن بتاريخ ظل، تاريخ من الصمت والتجنب والتحريض من قبل المسؤولين الإسرائيليين". 

وتتابع: "بالنسبة للعديد من هؤلاء المسؤولين (الإسرائيليين)، فإن الإرهاب الفلسطيني هو أكثر ما يهدد إسرائيل".

وتقول نيويورك تايمز "خلال مقابلات مع أكثر من 100 شخص - ضباط حاليين وسابقين في الجيش الإسرائيلي، والشرطة الإسرائيلية، وجهاز الأمن الداخلي الشين بيت؛ وكبار المسؤولين السياسيين الإسرائيليين، بما في ذلك أربعة رؤساء وزراء سابقين؛ وقادة ونشطاء فلسطينيين؛ ومحامون إسرائيليون لحقوق الإنسان؛ ومسؤولون أمريكيون مكلفون بدعم الشراكة الإسرائيلية الفلسطينية - اكتشفنا تهديدًا مختلفًا ربما أكثر تقويضًا، يقول العديد من هؤلاء المسؤولين الآن إن التاريخ الطويل للجريمة دون عقاب ليس يهدد فقط الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة ولكن أيضًا دولة إسرائيل نفسها".