النجاح الإخباري - كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن الولايات المتحدة الأميركية تدرس خطة لليوم التالي للحرب في قطاع غزة، وهي في اتصالات مستمرة مع دول المنطقة لبلورتها خلال الفترة المقبلة.

تقوم هذه الخطة بحسب القناة 12 العبرية على إنشاء "قوم مهام" من حلف شمال الأطلسي لإعادة تأهيل القطاع.

وإحدى الخيارات التي تدرس: الإعلان عن إعتراف دولي بدولة فلسطينية في قطاع غزة، وإقامة سلطة دولية إنتقالية بقرار من مجلس الأمن الدولي تعتمد على قوات من حلف شمال الأطلسي.

وبحسب الخطة ستعمل السلطة الدولية في غزة لفترة 5 سنوات، وتكون مهمتها، إعادة إعمار قطاع غزة، وبناء مؤسسات الدولة، والتحضير لإنتخابات بعد 5 سنوات،، وتشكل بنية تحتية للإعلان عن دولة فلسطينية، وحال نجحت الفكرة، تطبق لاحقاً في الضفة الغربية.

يأتي ذلك، فيما يصوّت مجلس الأمن الدولي يوم غد الخميس، على طلب دولة فلسطين، لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وسط توقعات بلجوء الولايات المتحدة الأميركية إلى استخدام "الفيتو".

- "يريدون سلطة خاضعة"-

وتعقيباً على الخطط التي تطرح لليوم التالي للحرب، يرى المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري لـ"النجاح أن إسرائيل تريد إعادة صياغة السلطة الفلسطينية، فهي لا تريدها قوية ولا تريد سلطة تعبر عن الهوية الوطنية الجماعية للفلسطينيين تريدها وكيلة بالكامل للاحتلال بالقيام بدور أمني اقتصادي إداري وليس أكثر".

وقال المصري: "وهناك أوساط قوية داخل الحكومة الإسرائيلية تريد حتى حل السلطة الفلسطينية، وطبعا والحكومة ورئيسها يرفضون عودة السلطة إلى قطاع غزة".

ويشير المصري إلى بعض طروحات الكاتب الأميركي المخضرم توماس فريدمان المقرب من الرئيس جو بايدن، مشيرًا إلى أن فريدمان يطرح فكرة الإبقاء على حماس "ضعيفة" في غزة لفترة مؤقتة، وتحميلها مسؤولية كل هذا الدمار والضحايا في القطاع، حتى ينقلب عليها الشعب الفلسطيني- فحسب الكاتب الأميركي- فالطريقة التي تستخدمها إسرائيل الآن تقوي حماس وتمنحها الشرعية، ويدعم فريدمان فكرته بالقول إن البديل عن حماس حاليًا هو الفوضى لأن الحكومة الإسرائيلية ترفض عودة السلطة الفلسطينية.

-اليوم التالي مؤجل-

ويرى المحلل السياسي فراس ياغي أن إسرائيل لا تريد البحث في اليوم التالي للحرب على قطاع غزة، وقال ياغي لـ"النجاح": نتنياهو لا يريد صفقات تبادل لوقف الحرب، لأن ذلك يعني ذهاب لانتخابات مبكرة في إسرائيل، ويعني محاكمات وتحقيق في فشل 7 أكتوبر".

وأشار إلى أن وجه إسرائيل تهشم ثلاث مرات، المرة الأولى في السابع من أكتوبر، والمرة الثانية إطالة أمد المعركة في قطاع غزة، فالكل في العالم ينظر إلى أن إسرائيل غير قادرة على حسم معركة مع مليشيات، والمرة الثالثة هو الضربة الإيرانية لإسرائيل التي أكدت أن الردع الإسرائيلي تضرر وأن إسرائيل لا يمكنها البقاء في المنطقة دون حماية حلفائها، لذلك تبحث إسرائيل الآن عن إمكانية ترميم ردعها، ولذلك قد ترد على إيران، وهو ما قد يجر المنطقة لحرب واسعة، وهو ما يقلق واشنطن.

بدوره يرى المختص بالشأن الإسرائيلي وليد خباس لـ"النجاح" إن نتنياهو تمكن من تخفيف الضغوطات الداخلية عليه فيما يتعلق بالملف في قطاع غزة، وبات الرأي العالم منشغل في طبيعة الرد الإسرائبلي على الهجوم الإيراني، لذلك فنتنياهو يقوم بالاجتماع ليس فقط مع أعضاء حكومته بل أيضا مع رجال المعارضة.