شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - في تطور لافت للأحداث، وجهت إيران ضربة مباشرة إلى العمق الإسرائيلي، مما يمثل تحولاً في الاستراتيجية الإيرانية التي كانت تعتمد سابقًا على حلفائها في حلف المقاومة. هذه الخطوة، التي تأتي كرد فعل على تصاعد الأحداث الأخيرة، تشير إلى بداية مرحلة جديدة من الصراع قد تغير قواعد اللعبة في المنطقة، وفقا لما يرى محللون تحدثوا لـ"النجاح".

المحللون يشيرون إلى أن هذا الرد الإيراني يحمل في طياته رسائل تحذيرية قوية لإسرائيل، مؤكدين أن أي ردود فعل إسرائيلية مستقبلية قد تواجه برد أكثر شدة وتأثيرًا.

وفي ظل الحكومة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو، تتوقع الأوساط السياسية الإسرائيلية سيناريوهات متعددة، تتراوح بين الرد العسكري المباشر والضغوط الاقتصادية الأمريكية.

رسالة تحذيرية قوية

المحلل السياسي أيمن يوسف قال لـ"النجاح" إن الرد الإيراني يمثل خطوط اشتباك جديدة مع إسرائيل، حيث قامت بترميم الردع وقدمت رسالة تحذيرية قوية لأسرائيل أن الرد في المرة القادمة سيكون أكثر تأثيرًا وأكثر عمقًا.

وعبر يوسف عن القلق الذي يُثار حول الانعكاسات المحتملة لهذه التطورات على الواقع الفلسطيني، خاصةً في ظل الأوضاع المتأزمة في قطاع غزة. الضربة الإيرانية قد تؤدي إلى تصعيد جديد في القطاع، مع احتمالية تعميق الهجمات الإسرائيلية وزيادة الجرائم ضد الفلسطينيين.

المراقبون يلفتون الانتباه إلى أن الضربة الإيرانية قد تكون قد أعادت الدفء للعلاقات الإسرائيلية-الأمريكية والأوروبية، مما قد يفتح الباب أمام تأثيرات دولية أكبر في المرحلة القادمة. 

تأثير الرد الإيراني على عملية رفح

وإثر الضربة الإيرانية الأخيرة ضد إسرائيل، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد أجّل العملية العسكرية المخطط لها في رفح.

ويرى المحلل السياسي أيمن يوسف لـ"النجاح" أن هذا التأجيل قد يكون نتيجة للضغوط الأمريكية، والتي قدمت دعمًا كبيرًا لإسرائيل من خلال اعتراض العديد من الطائرات المسيرة والصواريخ.

وأشار يوسف إلى أن نتنياهو قد يستغل هذه الفترة لإعادة ترتيب العلاقات الاستراتيجية مع حلفائه، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا، مما قد يفتح الباب أمام مفاوضات دبلوماسية جديدة. ومع ذلك، يُلاحظ أن نتنياهو قد يماطل في المفاوضات الجارية، محاولًا وضع حماس والمقاومة في زاوية ضيقة.

ويعتقد أن الضربة الإيرانية قد تلعب دورًا إيجابيًا في التقريب بين وجهات النظر، حيث تدرك الأطراف المختلفة خطورة الوضع.

ويتساءل يوسف عما إذا كانت هذه الأحداث ستؤدي إلى جولة جديدة من المفاوضات أو تجديد القتال في قطاع غزة.

وأضاف فيما يتعلق بالاستهدافات المتواصلة للإيرانيين، أن إسرائيل قد تتبع مسارًا مختلفًا، محاولةً الردع من خلال استهداف شخصيات إيرانية بارزة في سوريا وربما حتى في العمق الإيراني، لافتًا إلى أن هناك توافقًا أمريكيًا إسرائيليًا على هذا الخيار.

نتنياهو في موقف صعب

بدوره الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء واصف عريقات، يرى أن هذا التأجيل يعكس إدراك نتنياهو للخسائر الكبيرة التي قد تنجم عن مثل هذه العملية، وذلك بعد مرور أشهر على القتال دون تحقيق الأهداف العسكرية المرجوة.

وأشار عريقات في حديثه لـ"النجاح" إلى أن جيش الاحتلال، الذي لم يحقق انتصارات ملموسة في الشمال وغزة، يواجه الآن تحديات أخلاقية وانتقادات دولية حادة بسبب سياساته في المنطقة.

 وأضاف أن الانسحاب من خان يونس والعمليات في النصيرات قد جلبت المزيد من الخسائر لإسرائيل، مما يضع نتنياهو في موقف صعب.

وفيما يتعلق بالضربات الإيرانية الأخيرة، يعتقد عريقات أنها كشفت ضعف الجيش الإسرائيلي واعتماده على الدعم الأمريكي والأوروبي. ويتساءل عما إذا كانت هذه الضربات ستغير في موازين القوى في المنطقة.

موقف إيران

وفي غضون ذلك، أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اليوم الإثنين، أنّ إيران لا تسعى إلى تصعید التوتر في المنطقة، وملتزمة بالمعايير والقوانين الدولية وستعمل دائمًا على ردع ومعاقبة أي معتد.

وفي مؤتمر الصحفي، قال كنعاني: "إنّ إيران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وتؤكد تمسكها بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، فإنها ستتصرف بشكل أقوى من أي وقت مضى تجاه تجاوز الخطوط الحمراء الإيرانية في كل مرحلة من أجل ردع ومعاقبة المعتدي على أي أعمال غير قانونية وغير عقلانية".

وأضاف:"كان الإجراء الذي اتخذته إيران ضروريًا ومتناسبًا وكان يستهدف أهدافًا عسكرية. ونظرًا لعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ونتيجة للسلوك غير المسؤول لأميركا وبريطانيا وفرنسا، فقد تحركت إيران في اتجاه خلق الردع ومنع تكرار جريمة الجيش الإسرائيلي والدفاع عن أمنها ومصالحها الوطنية".

وأطلقت إيران طائرات مسيرة متفجرة وصواريخ في وقت متأخر من يوم السبت في أول هجوم مباشر لها على إسرائيل، في ضربة تقول طهران إنها دفاع عن النفس بعد قصف إسرائيل لمجمع سفارة إيران في العاصمة السورية في الأول من أبريل نيسان.

وقال مسؤولون إقليميون، من بينهم وزير الخارجية الإيراني، إن طهران أخطرت دولا مجاورة قبل أيام من الهجوم.