النجاح الإخباري - تصرخ نجلاء الرقيب بأعلى صوتها عندما يسألها زوجها عما تفعله بين حطام حجرة كانت قبل أن يدمرها القصف غرفة نوم أولادها قائلة "سأنام هنا أنا وأولادي فوق الركام، لنا الله، إذا متنا نحن شهداء فداء الوطن. إذا استشهدت تذكروا كلمتي، أنا واولادي فداء الوطن." 

وكانت السيدة العائدة إلى بيتها في خان يونس تتحدث بعد سبعة أشهر من النزوح تنقلت خلالها مع عائلتها من مكان إلى آخر حتى انتهى بها الأمر في خيمة تحت ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بالمستشفى الأوروبي. 

انتظرت نجلاء بضعة أيام بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من خان يونس وإعلانه انتهاء العملية البرية فيها، لتعود كما فعل كثير من جيرانها في الحي الذي تسكن فيه بالمدينة. 

وقالت نجلاء "رجعت إلى بيتي فوجدته مدمرا لا يصلح للسكن نهائيا، أحاول أن أقوم ببعض الترتيبات لأسكن فيه. سأسكن فوق الردم سأنصب خيمة وأسكن واستقر في بيتي". 

وقبالة بيت نجلاء مبنى سكني سواه القصف بالأرض، فظل صاحبه أسامة يدور حوله محاولا استخراج بعض بعض الملابس والأغطية التي يحتاجها وأسرته التي تسكن الشارع منذ سبعة أشهر. 

ويقول الرجل الذي غطى الغبار شعره وملابسه "كان بيتي مؤلفا من 4 طوابق. كان جميلا وكنا نعيش فيه مرتاحين وفرحين، دمره اليهود، دمروا الطوابق الأربعة، وأصبحنا نسكن في الشارع ونتدبر أمورنا بأي شيء. وضعنا صعب جدا". 

وبدأ عائلات نازحة من خان يونس تتفقد منازلها أو ما تبقى منها في حين عادت بعض العائلات إلى المدينة المنكوبة رغم عدم توفر مقومات الحياة الضرورية، باعتبار أن دفء البيت ولو كان مدمرا أهون من حياة النزوح.