النجاح الإخباري - قطع يوسف الدبس 10 كيلومرات سيرا على الأقدام من جباليا في شمال قطاع غزة إلى دير البلح في الوسط رافعا راية بيضاء على طول الطريق وحاملا بمساعدة شقيقه ابنه الجريح في محاولة لإنقاذه بعدما أصابه رصاص إسرائيلي. 

وأكد الرجل أن الطريق كانت وعرة يملؤها الغبار والدبابات الإسرائيلية وأنه كان يتوقع أن تستغرق رحلته أقل من ساعة، لكنه مشى أكثر من 5 ساعات.
 
ويروي يوسف قصة إصابة ابنه معاذ قبل نحو شهرين برصاصة قناص آلي في منطقة الشيماء، قائلا "ابني ذهب لإحضار البصل والبطاطس والتوت من منطقة الشيماء في الشمال يوم جمعة، هناك يوجد روبوت قناص آلي مبرمج يعمل بواسطة الريموت كونترول، يطلق النار على أي شيء يتحرك كلب، حمار، قطط، آدميين". 

وأضاف "دخلت الرصاصة من خاصرته مزقت أحشاءه وأتلفت البنكرياس والطحال وجزءا من القولون وخرجت من عموده الفقري لتتلف الفقرتين الرابعة والخامسة تماما".

وفي المستشفى يسقي الرجل ابنه الماء النظيف الذي بات نادرا في شمال القطاع، ثم يناوله ثمرة من الطماطم ليأكلها الشاب الهزيل بشهية وفرح. ويوضح يوسف أنهم لم يتذوقوا الخضراوات منذ أشهر، حيث كانوا يعيشون على ما تنبته الأرض مثل الخبيزة والفجل وغيرها من النباتات البرية. 

وقال يوسف "لا يوجد شيء يؤكل في جباليا، لا يوجد خيار، أو طماطم، أو بطاطس، أو بصل، أو باذنجان، كل ما يمكن أن تجده القليل من الدُقة والزعتر، يبلغ ثمن الكيلوغرام منها 30 أو 35 شيقل". 

ويتابع الرجل حديثه عن أحوال سكان شمال القطاع حيث لا يتوقف القصف، قائلا "في جباليا نحن نعيش على المناطيد التي تلقى وتؤدي يوميا إلى مقتل أربعة أو خمسة أو ستة اشخاص جراء هبوط طبلية المنطاد على رؤوس الساعين إليها أو قد يغرفون في المياه. الحياة ليست سهلة في الشمال، الشمال صعب، موت أحمر".

وبعد مرور 184 يوما منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يواصل من تبقى من أهالي شمال القطاع الفرار نحو الجنوب في ظل تزايد صعوبة الحصول على الطعام وخروج مستشفى الشفاء عن الخدمة بعدما دمره الجيش الإسرائيلي.