شبكة النجاح الإعلامية - منال الزعبي - النجاح الإخباري - بين الدم وأزيز الرصاص عاشت هند ابنة الستة أعوام أصعب لحظات يمكن لعقل بشري أن يتخيلها، قصة رعب حقيقية برعاية إسرائيلية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في مسلسل مجازر ترتكب كل يوم على مرآى ومسمع العالم أجمع، لا زالت لا تحرك سوى ألسنتهم.

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏طفل صغير‏‏ و‏ابتسام‏‏
الطفلة الشهيدة "هند رجب"

12 عشر يومًا من الفقد والانتظار عاشتها أم هند وشاركها العالم أجمع متسائلا عن مصير هند الطفلة المفقودة، فقد ليست أقل رعبًا من الموت في غزة التي تحولت لساحة حرب بين عشية وضحاها، إلا أنها ظلت متمسكة بخيط أمل انقطع اليوم بإعلان العثور على جثة طفلتها رفقة خمسة من أفراد أسرتها الذين حول الاحتلال أجسادهم مستودعًا للرصاص.

تفاصيل القصة

هروبًا من منطقة تل الهوى جنوب غزة ظهر يوم الإثنين التاسع والعشرين من كانون الأول الماضي، نحو منطقة أكثر أمانًا تحركت سيارة بشار حمادة خال الطفلة هند ومعه زوجته وأطفاله محمد ورغد وليان ترافقتهم هند، قصدوا الشمال من خلال شارع الجامعة العربية، إلى منزل للعائلة في شارع الوحدة بالمدينة، وما إن أصبحت السيارة في مرمى الاحتلال ودباباته المتوغلة في محيط "دوار المالية" في حي تل الهوى، حتى تم استهدافها بوابل من الرصاص، استشهد بشار وزوجته وطفليه محمد ورغد وظلت ليان (14) عامًا، وهند (6) أعوام بين الجثث والدم والخوف والرصاص.

تلقت طواقم الهلال الأحمر بلاغًا بأن عائلة بشار تم استهدافها بقصف صاروخي، وبدورها سارعت بالاتصال على هاتف بشار فجاء صوت ليان خائفا مرتجفا طالبا النجدة: "ساعدونا قاعدين بطخوا علينا الدبابة جنبنا"، ثم تصرخ صرختها الأخيرة وتستشهد وسط زخات الرصاص تاركة الطفلة هند وحدها، ساعتان كاملتان ظلت هند بين جثث غارقة بالدم، وحيدة خائفة تنزف تصرخ ولا مجيب، ساعتان لا صوت  فيهما سوى دقات قلب يرتجف قطعه اتصال  أحد الأقارب من جديد على هاتف بشار فردت هند لتبلغه بأن جميع من معها "ماتوا"، وتستنجد بطواقم الهلال الأحمر التي ظلت معها على اتصال: "أمانة تعالوا خذوني كتير خايفة".

 بعد التنسيق مع المنظمات الدولية وجيش الاحتلال انطلقت سيارة إسعاف يستقلها المسعفان يوسف زينو وأحمد المدهون من مقر الهلال الأحمر على بعد 1004 أمتار، وبسبب حصار قوات الاحتلال المتوغلى والمنتشرة استغرقت أربع ساعات لتصبح على بعد 60 مترًا من الطفلة هند والسيارة المستهدفة التي حولها الاحتلال إلى تابوت، توقفت ثم انقطع الاتصال مع طواقم الهلال الأحمر في مشهد ظلامي مجهول حتى ظهر اليوم السبت، حيث عثر على جثث أفراد العائلة وكذلك جثث المسعفين الذين توجها لإنقاذ "هند"، بعد تراجع قوات الاحتلال من المنطقة لتتكشف ملامح أبشع قصة يشهدها التاريخ.

 

والدة الطفلة هند عاشت أسوأ أيام حياتها لكنها بالتأكيد أرحم مما عاشته الصغيرة، قالت بصوت مكلوم:"هند الي انتظرناها أسبوعين مستشهدة بالسيارة، ولا حد داري عنها، حسبي الله ونعم الوكيل".

وحملت الأم المنظمات الحقوقية المسؤولية عن إعدام طفلتها وعائلتها.

والدة هند

وأوضح جد الطفلة أبو إيهاب حمادة، أن عددًا من أقاربها عثروا عليهم قرب محطة فارس بمنطقة تل الهوى بعد تراجع الدبابات الإسرائيلية من هناك، فجر السبت، حيث وجدوا السيارة وقد استشهدت هند وكل من معها.

واتهمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إسرائيل، بتعمد استهداف سيارة الإسعاف التي أرسلتها إلى إنقاذ الطفلة، بعد أن أمضت ساعات على الهاتف مع المسعفين تطلب منهم نجدتها وسط دوي إطلاق النار الذي تتردد في أرجاء المكان.

ونشر الهلال الأحمر تسجيلات صوتية للمكالمات التي جرت مع الطفلتين ليان وهند قبيل استشهادهما، لتوثق جريمة بشعة بحق الإنسانية.

وأفاد الهلال الأحمر بأنه "تم العثور على مركبة إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني وقد تم قصفها في منطقة تل الهوى في مدينة غزة، ما أودى بحياة المسعفين يوسف زينو وأحمد المدهون، بعد فقد آثارهما أثناء مهمة إنقاذ الطفلة هند رجب منذ 12 يومًا".

جريمة ضمن مئات الجرائم في مجازر الاحتلال التي توثّق بالصوت والصورة كل يوم في غزة، بانتظار من يوقف دولة الإرهاب وقادتها، جريمة شهدها العالم بأسره، لكن من يجلد الجلاد؟