النجاح الإخباري - في غزة الجريحة تتفاقهم الآلام وتتعاظم، وقد يصبح الموت مزدوجًا، أو يموت الواحد ألف مرة ولأكثر من سبب، أمام مستشفى الأمل في خان يونس، الذي أصبح رمزًا للصمود في وجه الشدائد أصيب مسن فلسطيني جاء محمولًا بالرمق الأخير يعاني من جلطة لتصيبه رصاصات قناص يرد أن ينهي حياة الغزيين بأي طريقة.

ثم حمل المريض المسن المصاب إلى المستشفى الأوروبي، حيث يرقد للعلاج .

محمود الحصيني، الرجل الفلسطيني الذي تحدى الألم والخوف يروي قصته: "كنت في بيتي مريضًا، والألم يعتصر قلبي، مش قادر أتنفس"، ويقول بصوت يملؤه الوجع: "جاء طبيب من مدرسة قريبة تؤوي نازحين، وأصر على نقلي للمستشفى، لكن الطريق إلى الشفاء كان مليئًا بالمخاطر والجثث."

كريمة، ابنة محمود، تقف بجانبه، تمسك يده بقوة، والدموع تترقرق في عينيها. "كان الوضع خطيرًا، القناصة والدبابات تحاصر المستشفى، والنار تطلق على كل من يقترب. والدي كان بحاجة ماسة للعلاج، ولم يكن هناك خيار سوى المخاطرة."

في ذلك اليوم، رفع أقارب محمود الراية البيضاء، محاولين إيصاله إلى باب المستشفى، "كانت الجثث ملقاة في الشوارع، والرصاص يحوم حولنا كالنحل الغاضب،" تتذكر كريمة. "وصلنا بأعجوبة، لكن فرحتنا لم تدم طويلًا، فقد أطلق قناص النار وأصاب والدي."

بشار مراد، المدير التنفيذي للهلال الأحمر الفلسطيني، يشارك في القصة، معبرًا عن مخاوفه من تدهور الوضع الصحي. "مستشفى الأمل كان شعلة الأمل الوحيدة لنا، والآن، بعد أن أجبرنا على إخلائه، نخشى على مستقبل الرعاية الصحية في المنطقة."

وأضاف "نحن نخشى على رفح، حيث هناك سيناريو إسرائيلي موضوع على الطاولة. هذا لو حدث سوف تكون كارثة كبيرة بحق الخدمة الصحية، لأن مستشفى الأمل كان هو المستشفى الوحيد الذي بقي يعمل في محافظة خان يونس، بعد خروج مجمع ناصر الطبي عن العمل وكذلك مستشفى الخير ومستشفى السلام".

وتتعدد القصص في غزة لتكون شهادة على جبين التاريخ لشعب أعزل يئن تحت طعنات الاحتلال، وفي كل مرة ينجو فيها شخص مثل محمود، يُزرع بذرة أمل جديدة في أرض خان يونس العتيقة.