نابلس - النجاح الإخباري - أجهضت جامعة الدول العربية في مواجهة التطبيع الاماراتي الاسرائيلي ولم يصدر عنها بيان ادانة أو استنكار، لكن جل ما استطاعت التعبير عنه بخفية واستحياء، أنها متمسكة بقرار مبادرة السلام العربية المقدم من قبل ملك المملكة العربية السعودية الراحل عبد الله بن عبد العزيز، والذي اعتمد من الجامعة العربية آنذاك، موقف جامعة الدول العربية، أثار استياء القيادة الفلسطينية، بل والشعب الفلسطيني والشعوب العربية الحرة الأبية، التي رفضت الذل والهوان والانصياع إلى رغبات الادارة الأميركية، وفتح علاقات مع دولة الاحتلال قبل أن تحرير فلسطين أو ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

وعقب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، على قرار رفض الجامعة العربية تمرير مشروع قرار فلسطيني بادانة التطبيع "الاماراتي الاسرائيلي"، قائلاً: "تمخضت الجامعة العربية ولم تلد شيئًا وأشبعت الجميع إدانات إلا "إسرائيل".

وأضاف الشيخ في تغريدة على حسابه الشخصي بـ"توتير": "إنه السقوط المدوي تحت شعار السيادة الوطنية لتبرير الانبطاح، سقطوا إلا فلسطين بقيت، وستبقى سيدة نفسها وحامية لتاريخها.. انتصر المال على الكرامة".

وعقب وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني على قرار وزراء خارجيّة دول الجامعة العربية، بإسقاط مشروعَ قرارٍ فلسطيني ضدّ التحالف الإماراتي – الإسرائيلي، قائلاً: "إن مؤسسة جامعة الدول العربية أصرت على الانزلاق نحو تبرير التطبيع".

وأكد العوض أنه " ‎بالرغم من ضعف مشروع القرار الفلسطيني المقدم لمجلس وزراء الجامعة بشأن اتفاق التطبيع الثلاثي الاماراتي الامريكي الاسرائيلي ، إلا أن مؤسسة جامعة الدول العربية أصرت على الانزلاق نحو تبرير التطبيع ، تحت ذريعة حق السيادة الوطنية للدول ،والمزيد من التهويل في اصطناع الخصوم الوهميين في المنطقة غير دولة الاحتلال".

وأكد د. نبيل شعث، ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، اليوم الاربعاء، أن فشل الجامعة العربية في تمرير قرار يؤكد التمسك بمبادرة السلام العربية هو أمر محبط، موضحا لـ"النجاح الإخباري" أن فلسطين توجهت لجامعة الدول العربية ودعت إلى عقد جلسة طارئة بعد توقيع الامارات اتفاق سلام مع الاحتلال الإسرائيلي، ليس لتوجيه تهمة لأي دولة عربية، وإنما لأنها تريد تأكيد عربي على الالتزام بقرارات الجامعة العربية فيما يتعلق بقمة بيروت ومبادرة السلام العربية.

وقال شعث "لم نذهب للجامعة العربية لإدانة الامارات أو ادانة أحد، وانما في محاولة جادة لتأكيد التزام الجامعة العربية بقراراتها والتمسك بها، كي نعمل مع بقية اشقائنا العرب على أساسه".

واستدرك: " لكن يبدو ان قرارات الجامعة العربية تأتي من خلال الموافقة الجماعية وعندما لا تحدث الموافقة الجماعية لا يحصل القرار وهذا ما حصل مع فلسطين اليوم خلال أعمال الدورة الـ154 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية".

وأضاف شعث: " الحال الآن محبط  كنا نتمنى ان يقفوا اشقائنا العرب بجانبنا ليس لإدانة احد، ولكن يمكن الحظ على التراجع عن هذا القرار ومنع مزيد من القرارات المماثلة، التزاما بقرارات الجامعة العربية، ونحن لا نريد أكثر من الالتزام العربي بقرارات الجامعة العربية وفي مقدمتها قرار قمة بيروت وما سمي بمبادرة السلام العربية".

وشدد على أن ذهاب فلسطين للجامعة العربية اليوم من أجل وقف أي تدهور في الموقف العربي، وعدم حذو أي دولة عربية للامارات وتوقيع أي اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي لاحقاً.

وعلق تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مدونة له على مواقع التواصل الاجتماعي على نتائج اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية اليوم الاربعاء.

وقال خالد في بيان له " كنا نعرف أن جامعة الدول العربية ليست في مستوى الاحداث التي تعصف بالمنطقة . وقد جاء اجتماعها اليوم على مستوى وزارء الخارجية يؤكد ذلك".
 
وأضاف، "الجامعة تكلمت اليوم بلغة مزدوجة ، من جهة رفضت مشروع القرار الفلسطيني الذي طالب بإدانة التطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي ومن جهة ثانية وربما لرفع العتب والحرج أكدت تمسكها بما يسمى مبادرة السلام العربية . جامعة الدول العربية قامت اليوم بتأبين دورها وميثاقها".

كما أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، أن فشل الجامعة العربية في إقرار مشروع القرار الفلسطيني بإدانة التطبيع مع "إسرائيل"، يعكس سقوط هذه المؤسسة وعزلها عن تفهم المصالح العليا لشعوب الأمة والقضية الفلسطينية.

وأوضح الغول في تصريح خاص لـ النجاح الاخباري، أن هذا الموقف من قبل المجلس الوزاري للجامعة العربية يؤكد تبعية هذه المؤسسة (الجامعة العربية) للدول الأكثر تمويلاً وللدول الأكثر تبعية في المنطقة للإدارة الامريكية والداعمة والمساندة للمخططات المعادية للقضية الفلسطينية والعربية.

وقال:" يمكننا اليوم أن ننعي بشكل رسمي هذه المؤسسة، ونؤكد على أنها مجرد واجهة لسياسات تتناقض ومصالح الشعوب العربية ومصالح شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الوطنية ويجب أن تصاغ السياسيات الفلسطينية على هذه الأساس.

وأضاف، أن الفشل العربي في إدانة التطبيع يؤكد أن مؤسسة الجامعة العربية معزولة عن الشعوب العربية والقضية الفلسطينية، داعياً الشعوب العربية للبحث عن صيغ تمكنها من الوحدة الفعلية في الدفاع عن حقوقها.

وحث القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة الفلسطينية لعدم الرهان على هذه المؤسسة (الجامعة العربية)، التي باتت تشرعن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، كما سبق في محطات سابقة، وأن تعمل السلطة على إعادة دور علاقاتها العربية بطريقة مغايرة لما هو قائم اليوم، وأن تمارس ضغطاً على كل البلدات التي تطعن الشعب الفلسطيني في الظهر، بطرق وأساليب جديدة، وبذلك يمكن مواجهة الانظمة التي تبحث عن تطبيع علاقاتها مع العدو على الرغم من عدم وجود حدود لها معه.

وأشار إلى أن هذا القرار يدفعنا لدراسة متأنية في البحث عن كيفية الحفاظ على القضية الفلسطينية بعيدا عن الأنظمة التي تاجرت بالقضية التي تعمل على دعم التطبيع مع العدو الإسرائيلي.

واستنكرت وأدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفض المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي عقد اليوم الاربعاء، اعتماد مشروع القرار الفلسطيني - على عموميته ونواقصه - بشأن الاتفاق الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي.

وأوضحت الجبهة الشعبية في بيان لها مساء اليوم الأربعاء، أن رفض المشروع تأكيد إضافي على خواء وسقوط مؤسسة الجامعة العربية، وتحولها عملياً إلى أداة استخدامية من قبل دول التبعية لتمرير ودعم سياساتها المناقضة لمصالح شعوب الأمة العربية وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين.

واعتبرت الجبهة أن موقف المجلس الوزاري للجامعة هو انحياز وقح لدولة الإمارات العربية، وتشجيعٌ لها ولدول أخرى بالسير قدماً في التطبيع والاعتراف بالاحتلال الاسرائيلي وعقد ما يسمى باتفاقات "السلام" معه.

ودعت الجبهة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وكافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني إلى مواجهة موقف الجامعة العربية بسياسات نقيضه، تتخلص فيها من الاتفاقيات المعقوده مع الاحتلال وسحب الاعتراف به، وتتمسك بكامل حقوقنا التاريخية في فلسطين، وبناء علاقات مع شعوبنا العربية وقواها الوطنية والتقدمية، بديلاً عن الرهان على الأنظمة العربية وعلى الجامعة.

وتنص مبادرة السلام العربية، التي أطلقت في قمة بيروت العربية عام 2002 وفق ما نشرها مجلس جامعة الدول العربية على التالي:

إن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقد في دورته العادية الرابعة عشرة،إذ يؤكد ما أقره مؤتمر القمة العربي غير العادي في القاهرة في يونيو- حزيران 1996 من أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي للدول العربية، يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزاماً مقابلاً تؤكده إسرائيل في هذا الصدد، وبعد أن استمع إلى كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، التي أعلن من خلالها مبادرته داعياً إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، تنفيذاً لقراري مجلس الأمن (242 و 338)، اللذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وإلى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل، وانطلاقاً من اقتناع الدول العربية بأن الحل العسكري للنزاع لم يحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف:

1- يطلب المجلس من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم، معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي أيضاً.. 2- كما يطالبها بالقيام بما يلي:

أ- الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو- حزيران 1967 والأراضي التي لا تزال محتلة في جنوب لبنان.. ب- للتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.. ج - قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية..

3- عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي:

أ- اعتبار النزاع العربي- الإسرائيلي منتهياً، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.. ب- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل..

4- ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة..

5- يدعو المجلس حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعاً إلى قبول هذه المبادرة المبينة أعلاه، حماية لفرص السلام وحقناً للدماء، بما يمكن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنباً إلى جنب، ويوفر للأجيال القادمة مستقبلاً آمناً يسوده الرخاء والاستقرار..

6- يدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم هذه المبادرة..

7 - يطلب المجلس من رئاسته تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول الأعضاء المعنية والأمين العام لإجراء الاتصالات اللازمة بهذه المبادرة، والعمل على تأكيد دعمها على كافة المستويات، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الروسي والدول الإسلامية والاتحاد الأوروبي.

يذكر أن جامعة الدول العربية، أكدت اليوم الأربعاء، أن الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة لم يتوصل لتوافق حول مشروع القرار الفلسطيني لرفض الاتفاق على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العرية المتحدة.

وقال حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة: "الموضوع المشار إليه الخاص بالتطور المتعلق بالبيان المشترك للولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل في 13 آب/ أغسطس كان موضع حديث جاد وشامل، والجانب الفلسطيني قدم مشروع قرار حصلت عليه بعض التعديلات وتعديلات مقابلة"، بحسب ما جاء على موقع وكالة "سبوتنك الروسية".