نابلس - النجاح الإخباري - يغرق الصائمون خلال الشهر الفضيل في "كومة من المسابقات"  الإذاعية والإلكترونية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وسط احتدام وهوس كبيرين في الفوز بمُسابقات لا تنتهي ولا تتوقف.

فوضى 

وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بما تحويه من منصات وصفحات خاصة بالشركات والعلامات التجارية أهم من وسائل الاعلام التقليدية فيما يحرص المواطنون على متابعتها للهروب من واقع صعب الى واقع افتراضي قد يكون أصعب واكثر التباسا في حياتهم اليومية.

ويتهم الكثيرون بعض منظمي المسابقات بـ"التظليل" ووضع شروط تعجيزية بهدف زيادة الإحصائيات والمتابعين لصفحاتهم رغم هبوط ذلك بعد انقضاء الشهر الفضيل بأيام.

وفي هذا الصدد، ينصح محمد الطويل من يُتابع المسابقات على مواقع التواصل الاجتماعي ويغرق بها بأن لا يضيع وقته.

ويرى الطويل أن غياب الرقابة على غالبية الصفحات وعدم وجود معايير خاصة هي أبرز السلبيات التي تعصف بالمسابقات الرمضانية.

واصافا ما يحدث بـ"الفوضى" غير المفهومة.

ويخالف أمجد عوني (30) عاما الرأي مع من سبقه،مؤكدا أن الفائدة المرجوة في المسابقات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيس بوك" من شأنها أن تنعكس بشكل ايجابي على الطرفين.

"المتسابق يثري معلوماته ومعرفته ولديه فرصة للفوز من جهة وصاحب المسابقة سيزيد من متابعيه ورفع المشاهدات من جهة أخرة" أضاف عوني.

من جهتها، تقول أماني ابو ترابي إن مسابقات الشهر الفضيل ظاهرها ثقافي وباطنها ربحي تجاري.

وتقول أبو ترابي إن شهرة بعض البرامج والعلامات التجارية تعود إلى عرضه بعد الإفطار مباشرة حيث يرغب الصائمون في مشاهدة برامج خفيفة مسلية.

وترى أبو ترابي أن افضل الجوائز تلك التي تقدم الجوائز لأداء مناسك العمرة.

إقرأ ايضا: ساعة من التسمر و"الصمت" في البيوت أمام الشاشات

غياب الرقابة

ويجمع الكثيرون ممن تحدثنا اليهم على مسألة في غاية الأهمية وهي غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية خاصة على البرامج التلفزيونية وربما لا تمنح جوائز حقيقية للمشاهد،في حال تمكنه من الإجابة عن الأسئلة المخصصة.

بدوره، يستغرب المواطن أحمد المشعطي من ارتفاع وتيرة المسابقات في شهر رمضان بشكل أكبر بدون سبب واضح.

واتهم المشعطي بعض الصفحات باستغلال البسطاء من أجل زيادة المتابعين وسط غياب الرقابة أو المعايير.

"ليس من المنطق أن يقدم منظم مسابقة مجموعة من الجوائز لعلامات تجارية ، أو مبلغا ماليا طوال الشهر من أجل مسابقة، لذلك المراقبة ضرورية" أضاف المشعطي.

وتساءل المشعطي حول قانونية مثل هذه الأنشطة في اشارة الى الشركات او المؤسسات الاعلامية التي تنظم برامج للمسابقات التلفزيونية والإذاعية خاصة خلال رمضان. 

أحد المواطنين ممن سألهم "النجاح الاخباري" عن رأيه  -رفض الكشف عن اسمه- رأى بأن غالبية المسابقات لا تدار دفتها على قاعدة الربح والخسارة وإنما على سرقة جيوب الصائمين وابتزازهم  ودون أي رقابة رسمية على ضوء عمليات النصب والاحتيال التي تعرض لها أقارب له في دورات برامجية رمضانية سابقة.

رأي علم النفس

بدورها، ارجعت الأخصائية النفسية ميس السمهوري  انتشار مثل هذه الظواهر في مواقع التواصل الاجتماعي لعدم وجود الرقابة الكافية والمتابعة لمثل هذه الحسابات، فغالبيتها تبحث عن زيادة المتابعين، ومن ثم الاستفادة منها بالتعاقد مع المؤسسات والشركات للجوانب التسويقية والإعلانية".

محذرة من الخطأ الواقع هو قيام بعض الصفحات بإغراء المتابعين بهدايا في مقابل إعادة نشر أو مشاركة الصفحة.

تجارة تحايل

وفي ردها على سؤال "ما حكم المسابقات التي تتم عن طريق الجهاز الخلوي، والاشتراك يكون عن طريق إرسال رسالة (sms'mms) تكون قيمة الرسالة أكثر من الرسائل العادية، ويتم صرف الجائزة إلى أحد المشاركين فقط، ولا يحصل المشارك على أي منفعة مادية؟"

تجيب دائرة الافتاء الاردنية  أن المسابقات التي يدخل فيها المشترك في احتمال الربح أو الخسارة المادية، ربح الجائزة أو خسارة تكلفة الرسالة: هي من القمار المحرم، الذي ورد تحريمه في الكتاب والسنة، وعده العلماء من كبائر الذنوب، وذلك في قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) المائدة/90-91.

إقرأ ايضا: "حمرة وفحص على السكين" ... موال رمضان في مدن الضفة