عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - قال عضو الهيئة القيادية لحركة فتح يحيى رباح، اليوم الأربعاء: إن رد حركة حماس على رسالة الرئيس محمود عباس بتسليم قطاع غزة بالكامل للسلطة الفلسطينية واضحاً، وذلك من خلال التصريحات السلبية التي أطلقها ويرددها قادة حماس مؤخراً، وبالذات تصريحات كلا من صلاح البردويل وإسماعيل هنية".

وأضاف رباح في تصريحات لـ"النجاح الإخباري" أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية قد وجه رسالة سلبية في خطابه الأخير"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن حركة فتح بانتظار رد رسمي من حماس بما يتعلق بتسليم غزة للسلطة الفلسطينية.

وأكد أن هناك العديد من الإجراءات التي ستتخذها القيادة الفلسطينية ضد حركة حماس حال عدم الإجابة لمطالب الرئيس، حيث لم يفصح رباح عن معالم هذه الإجراءات، مكتفياً بالقول " لا نريد الاستعجال، لكن من سيُعاقب في هذه الإجراءات هي حماس فقط، لأنها متمردة وتقوم بسلوك كاذب ضد الشعب الفلسطيني".

وأشار القيادي في فتح إلى أن "السلطة الوطنية ستكون قوية ضد حماس فيما إذا اتخذت قرارا سلبيا بهذا الخصوص، واستمرت في سرقة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وجعله رهينة في يدها"، على حد تعبيره.

وتابع: "مصر لديها معلومات جديدة عن تورط حماس وفضائحها، لكنها تمهلها وقتا كي تتخذ قراراً بتسليم غزة للرئيس محمود عباس"، مشدداً على أن مصر تقوم بجهودٍ كبيرةٍ جداً بهذا الاتجاه.

وأوضح رباح، أن القيادة الفلسطينية ماضية في خطتها لإسقاط صفقة القرن، "وبعد أيام ستكون القمة العربية حيث ستكون القضية الفلسطينية الموضوع الأول في هذه القمة، وسيتم خلالها تبني خطة الرئيس التي قدمها لمجلس الأمن بالكامل".

وأردف قائلا "سنذهب أيضاً لدورة تاريخية للمجلس الوطني الفلسطيني الذي سيتخذ قرارات في غاية الأهمية وانتخاب قيادة فلسطينية جديدة، وبعد ذلك سنتفرغ بالكامل لحماس وقطاع غزة، والتوجه نحو ماذا سيكون رد حماس"، حسبما قال.

وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قال في افتتاح اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح"، يوم الأحد الماضي، إن السلطة الفلسطينية تنتظر ردا من مصر بصفتها وسيطا للمصالحة الفلسطينية حول ما إذا كانت حركة حماس مستعدة لتسليم إدارة قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ 2007 للسلطة الفلسطينية.

وأضاف عباس، "تحدثنا مع الأخوة المصريين حول المصالحة، وقلنا لهم بكل وضوح، إما أن نستلم كل شيء، بمعنى أن تتمكن حكومتنا من استلام كل الملفات المتعلقة بإدارة قطاع غزة من الألف إلى الياء، الوزارات والدوائر والأمن والسلاح، وغيرها، وعند ذلك نتحمل المسؤولية كاملة، وإلا فلكل حادث حديث، وإذا رفضوا لن نكون مسؤولين عما يجري هناك".

وتابع، "ننتظر الجواب من الأشقاء في مصر، وعندما يأتينا نتحدث ونتصرف على ضوء مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا".

وكانت قناة الجزيرة قد كشفت أمس الثلاثاء، في تقرير نشرته من مصادر مطلعة أن الرئيس عباس منح حركة حماس مهلة ستين يوماً لتنفيذ المطالب أو مواجهة إجراءات تشمل قطع إمدادات الطاقة، ورواتب الموظفين، والتعامل مع غزة على أنه إقليم متمرد.

وتضمنت المطالب ضرورة تمكين حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله من مفاصل قطاع غزة.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية قال أول من أمس، إن "مسيرة العودة وكسر الحصار على حدود قطاع غزة، أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي، ودشنت مرحلة سياسية جديدة طوت صفحة المفاوضات والتنسيق الأمني مع إسرائيل.

واعتبرت الحكومة الفلسطينية تصريحات هنية  أنها "تأتي ضمن نهج يكرس الانقسام والابتعاد الممنهج عن جهود استعادة الوحدة الوطنية، ومحاولة لحرف الحراك الجماهيري العظيم عن أهدافه، وحصره من خلال تصويره على أنه حراك فصيل بعينه".

ووفقا لتصريحات المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود فإن "هنية تعمد في كلمته قلب المفاهيم والحقائق عندما استعان بمآثر بعض قادة الحرية العالميين، وسخرها للأسف من أجل الإبقاء على حالة الانقسام"، مؤكدا أن "الذي يسعى إلى تحقيق المصالحة ونيل الحرية، يسارع فورا إلى إنهاء الانقسام"، بحسب تعبيره.