الاء عامر - النجاح الإخباري - "مطرقة و أزميل، مبارد وجلبة، "صقالة" وأدوات كهربائية وطاحونة ، هذا ما يشق به السبعيني أنوار ابراهيم كوازبة "ابو عماد" طريقه لمواصلة عمله في مهنة "نحت الحجارة ".

في تعريفه لمهنته الشاقة الى حد ما يؤكد أبو عماد لـ"النجاح الإخباري" :" تعد مهنة نحت الحجارة، إحدى الفنون التشكيلية ثلاثية الأبعاد، يرتكز بالأساس على الإبداع والفن والإصرار، هو فن عريق وجد بالحضارات القديمة كالفرعونية واليونانية والرومانية،"نحت الحجارة تحتاج لحس فني، وخفة يد،وسرعة عمل وإصرار"

أبو عماد الذي قدم  من الخليل للسكن في نابلس للبحث عن رزقه، يعمل بمهنة النحت منذ عقدين،إذ كانت بداياته الأولى عامل لا يحصل على  الحد الأدنى من الأجور المفروضة على أرباب العمل، عمل سنوات إلا أن استطاع إطلاق عمله الخاص.

وعن مصدر الحجارة التي يتفنن بنحتها قال "أبو عماد "هي صخور تأتي إلينا من مقالع جماعين وقباطية وكل ما علينا، طلب قطع الحجارة وأخذ وصل الضريبة وإحضارها للنحت، ونقوم بعد ذلك بإفراز هذه القطع حسب أحجامها ،وحسب الطلب أقصها وارسم على هذه القطع لأباشر النحت، فينتج من ذلك الفوانيس والموقد المنحوت والنوافير والأعمدة والأثاث كالطاولات وأشكال ثانوية للأبواب والشبابيك ".

ويصف طريقة العمل قائلا :" أقوم بوصل الحجارة المنحوتة بأشكال هندسية  او مثمنة مع الزجاجات على شكل سداسي وتثبيتها بمادة السيلكون، ثم أضيف القاعدة  ذات الحجارة المسمسة"

ومعروف " أن "الحجارة المسمسة"، هي الحجارة التي يتم نقشها بتهذيب السطح بواسطة الأزميل بخطوط متساوية ومتوازية أفقيا وعموديا بزاوية 45ْ ميل". تابع "ابو عماد)

 (الرجل الفنان)

كما يوصفه ابناءه، ذو الظهر المنحني من مصاعب الحياة ومرضه العضال، هو أب لأربعة أبناء رغم حبه للعمل من جانب وصعوبة العمل من جانب آخر إلا انه لا يوفر قوت يومه، ففي الحديث يواصل قوله " أقوم بشراء قطع الحجارة الخام من حسابي الخاص ونقلها لبيتي حيث انحتها لوحدي واصنعها حسب الطلب وعند تسليمها للزبائن، يطلبونها بسعر أقل، ولأن الوضع الاقتصادي في بلادنا سيء للغاية لا اطلب الكثير من المال مقابل تعبي وسهري ،لذلك أعاني من وضع مادي صعب جراء تراكم الديون وأسعار الخام الباهظة " .

وردا على سؤال يتعلق بدعم جهات حكومية او غير حكومية لهذه المهنة عم الحكومي ردا "ابو عماد" : " لايوجد هناك من يساعدنا أو يقدم لنا الشيكل، المؤسسات لدينا تدعم الفنانين والموسيقى ومؤتمرات الطعام، هم فقط يفرضون الضرائب ويزيدون في أسعار السلع خاصة المواد الخام التي أحتاجها في مهنتي " .

نحت الحجارة لم يكن مهنة أو مسرح عمل للقمة العيش فحسب، فهو فن أشتهر قديما، وحديثا رغم تهميشه وغياب سيطه، لا زال يدرس في الجامعات لا سيما جامعات فلسطين، الدولة التي تحوي 63% من أراضيها على ثروة طبيعية أو الذهب الأبيض (الحجارة)،  كما يوصفه البعض،  لكن التنمية الحقيقية لهذه الصناعة لم تصل للحد المطلوب.تعدد الأنواع ..

ويشير محاضروا قسم التصميم الإنشائي في جامعة النجاح الوطنية:"هناك عدة أنواع من الحجارة المنحوتة، فيوجد المنقر(المفجر) ويتم في هذا النوع تنقير السطح بواسطة ضربات الإزميل المدبب، والمطبه والتي تشكل بواسطة جهاز يسمى (البوشهمر)، الطبزة  وهو الحجر الذي يكون وجهه بارزا ولكن هذا النوع تراجع بسبب احتياجه لكميات كبيرة من الخام الذي يزيد من سعره على المواطن"

تقول حنان حسن طالبة في قسم الهندسة المعمارية:" النحت رغم صعوبته، إلا أنه فن جميل ويعطينا مساحة لرسم ما تجول به أفكارنا وموهبتنا الفنية في التصميم، لذلك أتمنى أن يكون الاهتمام به على مستوى أفضل وأن يكون مراكز تعمل على تدريب المبتدئين في هذه الحرفة، وأن يكون معارض لاعمالهم ".