اياد عبادلة - النجاح الإخباري -


يتجه الغزيين إلى البحث عن ملاذ آمن لعائلاتهم وأطفالهم من خطر الغرق خلال السباحة في البحر، فيتوجهوا إلى تأجير الشاليهات وقضاء يومهم بأمان بعيدًا عن الضوضاء والازدحام على شاطئ البحر في غزة، والذي يعج بالمصطافين منذ بداية الصيف وخصوصًا بعد انتهاء ابنائهم من الامتحانات المدرسية، حيث تُقدم العائلات على استئجار الشاليه الذي يتراوح في الـ12 ساعة ما بين 350 إلى 1000 شيكلًا، فيما اعتبره بعض الخبراء الاقتصاديين أنه نوع جديد من الاستثمار لجأ إليه تجار العقارات هروبًا من دفع الضرائب الاضافية التي أقرها القائمون على ادارة قطاع غزة.

وتطور بناء الشاليهات في العامين المنصرمين، بعد أن كان يحتوي على غرفة نوم واحدة وصالة مفتوحة على مطبخ صغير وحمام ومسبح عادي إلى بناء غرف فندقية مزودة بأثاث فاخر وغرف نوم فاخرة وبرك سباحة وفقًا للمواصفات العالمية مزودة بأجهزة تسخين وتنقية للمياه وملاعب لكرة الطائرة والسلة والبلياردو وشاشات عرض سينمائية وانترنت وغيرها من الكماليات التي تتمتع بها الفنادق وفق المواصفات العالمية حيث حمل معظمها أسماء لفنادق عالمية معروفة.

وأكد أحد ملاك الشاليهات عبدالحميد الفرا لـ"النجاح الاخباري"، على أن الشاليهات باتت تعد من أهم مصادر السياحة الداخلية، وتميزت هذا العام بالتطوير بعد الاقبال الكبير الذي شهدته في الأعوام السابقة، لافتًا إلى أن عام 2017 شهد بناء أعداد كبيرة من الشاليهات في المناطق المحاذية للبحر على طول الشريط الساحلي.

وأشار إلى أن الفكرة تبلورت لدى الجميع بعد بحث العائلات عن ملاذ آمن يقضون فيه أوقات الإجازة فيه بحرية ويمارسون فيها أنشطتهم المعتادة مثل السباحة ولعب كرة السلة والطائرة والبلياردو وغيرها من النشاطات، خصوصًا للعائلات المحافظة والذي تتكون من عدد من الفتيات في سن المراهقة والرشد، بعيدًا عن المعاكسات على الشاطئ واستئجار الخيام التي بات غير مجدي ويقيد حركتهم.

ورأى محمد شملخ أن البداية كانت صعبة، موضحًا أنه قام ببناء شاليه في قطعة أرض يمتلكها على شاطئ البحر وأشار إلى أن الهدف منه كان عائلي في بداية الأمر، لكن العروض التي تلقاها للتأجير دفعته إلى خوض التجربة، وبين أنه مع الانتشار الواسع، أقدم على تطويره وتوسيعه ليحتوي على مسبح كبير وواسع يحتوي على مواصفات خاصة واضافة ملاعب وتجهيزه بأثاث راقي، فضلًا عن بنائه آخر بطوابق مجهز بغرف فندقية تطل على البحر مباشرة يتسع لعدد من العائلات.

وأوضح أن مثل هذه الشاليهات أنشأت للمؤسسات والعائلات الكبيرة التي ترغب في الاقامة فيه خلال ايام الاجازة وعطلة نهاية الأسبوع، مع مراعاة تجهيزها بكل أدوات المطاعم والمناقل التي تستخدم في المشاوي والماندي.

واعتبر المحلل الاقتصادي وسام ابو يوسف أن بناء الشاليهات والاستثمار فيها نوع جديد لجأ إليه التجار ورجال الأعمال هروبًا من دفع الضرائب الاضافية التي أقرها القائمون على ادارة قطاع غزة على البضائع المستوردة، ومنع العديد منهم الحصول على تصاريح تجارية لمغادرة قطاع غزة ومتابعة أنشطتهم التجارية وتقييد حريتهم في الحركة على المعابر.

ونوَّه إلى أن غزة وجهة سياحية ممتازة تشجع على الاستثمار فيها كونها تتميز بشريط ساحلي طويل يصل إلى قرابة 45 كليو متر يتسم بمساحات واسعة وأراضٍ ترك أهلها الزراعة بسبب ملوحة التربة وصعوبة الحصول على موارد مائية تصلح للري، بعد الارتفاع الشديد في الملوحة الذي طرأ على المياه الجوفية.

يُشار إلى أن الشاليهات في قطاع غزة باتت من أهم الاستثمارات السياحية نتيجة الحصار والإغلاق المفروض على قطاع غزة، والاغلاق المستمر للمعابر وصعوبة السفر والتنقل عبرها إلى العالم الخارجي.