تحرير المالكي - النجاح الإخباري - كان للحجر ارتباطٌ وثيقٌ بالفلسطيني حتى كان له انتفاضة تحمل اسمه، واجه به الاحتلال سنين طوال، وعرف جيلٌ كاملٌ به فكانوا أطفال الحجارة، وسَخَرَ الفلسطيني الحجر من أجل الدفاع عن نفسه وبناء بيته ووطنه، وحوله من جمادٍ صامت إلى فنٍ يحاكي الجمال.

تحويل الحجر إلى لوحة فنية

مريم عقل فتاة عشرينية من قرية ديراستيا بمحافظة سلفيت، خريجة  كلية الفنون الجميلة من جامعة النجاح الوطنية استغلت موهبتها وتخصصها  في نوع جديد من الرسم، حولت فيه الحجارة إلى لوحة فنية ذات أشكال مختلفة وجمال لافت.

وتقول عقل لـ"النجاح الإخباري": إن فكرة الرسم على الحجارة التي جمعت بين الدراسة والموهبة جاءت بعد رحلة لها مع مجموعة من الطلاب على وادي قانا الواقع في قريتها، جمعت خلالها الحجارة التي رأت ضرورة ان تستغلها وتحويلها إلى تحفة فنية من خلال الرسم عليها فكانت الفكرة ناجحة رغم بدايتها الصعبة.

واضافت " نحن شعب الحجارة، لماذا لا نستغل وجود هذه المادة الخام بكثرة ونصنع شيء جميل منها".

الرسم بالكتابة والزخرفة أكثر اهتمامها

تعددت أشكال الرسم التي استثمرت بها مريم الحجارة  وتمثلت في صناعة لوحاتٍ زخرفية والكتابة بالخط العربي بأشكال مختلفة ومتنوعة يطغى عليها الجمال والتميز.

وتقول: إن جل اهتمامها ينصب على الزخرفة والخط العربي أكثر من الرسم الكامل، وتعلل ذلك لكون الحجارة صغيرة الحجم نوعا ما، إلا أنها تسعى لإضافة زخرفات فلسطينية إلى جانب الزخرفات العادية التي ترسمها في الوقت الحالي.

من جانب اخر، تواجه مريم صعوبة أكبر في توفير أدوات الرسم  بسبب تكلفتها العالية واستهلاكها لكميات كبيرة من الالوان نظرا لتكرار وضع الالوان على الحجارة حتى تتمكن من الحصول على اللون المطلوب.

بيئة مساعدة وفكرة حديثة

أشارت عقل إلى أن طبيعة الحجارة الموجودة بوادي قانا تساعد على الرسم عليها كونها لامعة وملساء وناعمة نتيجة صقلها من الينبوع بشكل جيد، اضافة لوجود الطحالب عليها والتي تعطيها صفة اللزوجة التي  تساعد في الرسم واستخدام الألوان بسهولة أكثر.

وفي السياق ذاته، تقول مريم: إن ندرة فكرة الرسم على الحجارة في منطقتها كانت حافزا ومشجعا لها بالاستمرار في تطبيق الفكرة والسعي لنشرها في مجتمعها وبيئتها موضحة أنها لاقت تأييدا وتشجعيا من الاشخاص حولها وخاصة والدتها، اضافة لاقبال  الاشخاص والطلب عليها.